لنكن واقعيين / سيد امحمد محمد فال

أنا من قلة الموريتانيين الذين لم يتفاجؤوا بالبيان الأخير  الصادر عن الرئاسة و الذي اكد الرئيس عزيز من خلاله  علي احترامه الثابت  للدستور وزجر من خلاله علي نحو لا  لبس فيه  الحراك اللاوطني المطالب  بكل وقاحة بفتح الماموريات لاسباب وحدهم المنخرطون  في هذا الحراك الجنوني هم من يعلمها.

نعم كنت اتوقع لجملة من المعطيات منها ما هو محلي ومنها ما هو اقليمي ودولي  ان لا يستمع الرئيس للنصائح والمشورات التي تاتي من هنا وهناك من بعض الاوساط التملقية الانتهازية الهدامة المحيطة به و التي تدعي  مناصرته والتمسك بنهجه.

وسجلت بكل ارتياح ردود الافعال المرحبة والمتباشرة بهذا البيان الوطني االواعي والمسؤول.

في حين انني تفاجئت كثيرا  بتشكيك كثيرين  للاسف الشديد بجدوائية هذا  البيان  وتقليلهم  من اهميته وتهجمهم المحير علي كل من رحب به وهلل لصدوره تحديدا في هذا الوقت بالذات.

وهنا لا يسعني الا ان اتوجه الي الاخوة الذين لا يعيرون اي اهتمام لهذا البيان بالسؤال التالي:تري كيف سيكون ردكم لو ان الرئيس عبر عن استعداده لتعديل الدستور والترشح لمامورية ثالثة ورابعة كما يطالبه المفسدون؟

ما ذا كنتم ستفعلون لو حصل ذلك من رجل عسكري و يدعمه الغرب واكد اكثر من مرة انه القي دستورين ولا يكلفه القاء الدستور الثالث الي ان يقرر هو شخصيا ذلك؟

الي اين ستتجه الاوضاع الامنية والاجتماعية في البلد؟

وكيف لبعض الساسة عندنا ان يراهنوا علي لغة شارع انهكه الفقر والجوع والمرض والغبن؟

وكيف ستجدي لغة شارع  كهذا مع نظام كنظام عزيز داعموه كثر في الداخل ويدعمه الغرب والمؤسسة العسكرية  ويتحكم في كل شيء حتي العلماء وشيوخ القبائل و النخب المتملقة التي لا تحصي ولا تعد؟

اقول كل ذلك وانا مواقفي معروفة من النظام ومن المعارضة علي حد السواء لا لشي الا لادق ناقوس الخطر لاذكر جميع ان المصالح العليا للوطن الذي يتربص به الاعداء من كل حدب وصوب يجب ان تكون وحهدها هي   التي تلهمنا المواقف والمقاربات. وليست مصلحة الحزب ولا الشخص او الشريحة. لا اي عنوان آخر.

اخوتي الاعزاء، علينا ان   نرحب بالمواقف الاياجابية حتي ولو جائت من خصومنا وان ندد بالمواقف السلبية حتي ولو كانت صادرة عنا علي نحو مباشر.

 

22. يناير 2019 - 10:15

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا