قبل الخوض في هذا الموضوع الذي نعتبره اساس طبيعة مجتمع البيظان وسراج اخلاقهم وتربيتهم وثقافتهم يجب التعريج على تعريف مجتمع البيظان اولا ان مجتمع البيظان هو تلك الشريحة من المجتمع العربي المترامي الاطراف الناطقة باللهجة الحسانية دون غيرها من المجتمعات العربية والذي تميزه طبيعة العادات والتقاليد المستمدة من الشريعة الاسلامية السمحة والوروث العربي الاصيل الذي يتوارثه الجيل ابا عن جد دون التفريط في ابسط قواعده ومميزاته ، ولا غرو ان يكون مجتمع البيظان هو نواة المجتمعات العربية في التخلق والمحافظة وتعظيم اوامر الخالق جل شأنه .
ولمجتمع البيظان اخلاقياته التي لايمكن باي حال من الاحوال المحيد عنها او التفريط فيها بالرغم من متغيرات الحياة وتطور المجتمعات وتصورات للاجيال الصاعدة ونظرتها للماضي فان هذا المجتمع الاسلامي مجتمع غيور على اخلاقياته وتطبعه وطبيعته ، اول هذه الاخلاقيات نجد ما يسمى في موطن البيظان بالحشمة ( اي الحيا ) وهي اساس من اساسيات النية الاخلاقية التي من خلالها يزرع هذا المجتمع الوقار والاحترام والتقدير المتبادل بين الكبار والصغار وبين النساء والرجال فهي اي ( الحشمة ) تنمو كم تنمو النبتة مع الجيل الصاعد من قبل معرفته حتى للفظة كلمة ماما
ادب الحديث (اجماعة) وهي ايضا من الاشياء التي يعتمد عليها مجتمع البيظان في اخلاقياتهم ليعرف ذي كل قدر قدره (اشوف الشيباني الكاعد الما شاف العزري الواكف) فان اراء الكبار التي يعتبرها هذا المجتمع مستوحاة من تجربة الحياة الطويلة القاسية لا يمكن ابدا ان تكون عفوية غير مدروسة ، اما النساء فان لهم شان اخر فهن قد يسألن عن امر لمعرفة الرأي وليس شرطا ان يكون ذلك الرأي سديدا اما عن حضورهن في تبادل الاراء فذلك يعتبر ( اكدورية وتكدام وكلت حشمة ومتن عين ) ان لم يستدعين لذلك فامر بايدي الرجال هم ادرى بما يرونه في الصالح العام ، اما الفتيات والصبيان فهذا ليس شانهم البتة
الاحترام (لوقر) وهو ايضا اساسيا ليظل ذلك المجتمع المحافظ محافظا بمعنى الكلمة على ما توارثته اجياله وحافظت عليه حق المحافظة فان اراد منكم احدا معرفة طبيعة هذا الجانب المهم من اخلاقيات المجتمع فليسأل ابا او اخا كبيرا له عن كيفية طبيعة العلاقة بين الاب وابنائه او الام وبناتها فانه لا محالة سيجد الشيء الذي ان لم يغيره سيحرك فيه لا محالة تلك النخوة الاسلامية التي يعتز بها كل مسلم فلا احد من مجتمع البيظان يستطيع ان يحقق في تقاسيم وجه ابيه ولا امه لدرجة الاحترام المتبادل بينهما فمابالك بان يمسك ولدا له او يداعبه في حضرت ابيه او امه او اخوة له يكبرونه سنا او يرفع صوته في حضرتهم او يعصي لهما امرا الا ان يكون في غير طاعة خالقه وتلك التي لا يمكن ان تكون في مجتمع البيظان لتشددهم في المحافظة على الديانة الاسلامية ،مع العلم ان الزمن الذي نحن فيه الان اصبح بمتغيراته نحو الافسد لا الاصلح تغير واجهة تلك الاخلاقيات السمحة
الكرم والجود والاحسان:- وهو الامر الذي تتسابق عليه كل عائلات مجتمع البيظان فكل ابواب الخيم مفتوحة وكل ضيف مكرم معزز مكرم وكل يد في هذا المجتمع لا تتوانى عن مد يد العون باحسان دون من ولا تباهي ولا تفاخر ونرجع ذلك الى تلك التربية العظيمة التي تربت عليها الاجيال وتمدرست عليها العائلات البيظانية
فالواحد من مجتمع البيظان يخاف الفضيحة واعظم فضيحة له ان يقال في مجتمع البيظان ( افلان ارويخي ، او ما احاسن ضيفو ، او ما هو مهتم ابجارو)
روح التسامح :- ما اعظم مجتمع البيظان في هذه النقطة بالذات وما اعزه فهو السمح المتسامح الذي لا تعرف الضيغنة الى قلب اي من منتسبيه طريقا
هذا قليل من كثير ومراجعة للذات ووخزة في كل شاكلة بيظانية تريد العصرنة والتطور والعوم بعكس تيار مجتمعنا الابي الاصيل
فلا تدع اخي البيظاني متغيرات المجتمعات تؤثر على موروثك الذي هو فخر لك وعز
انما الامم الاخلاق ما بقيت فان هموا ذهبت اخلاقهم ذهبوا