رسالة مفتوحة إلى رئيس الجمهورية / ذ.سيد امحمد محمد فال

السيد الرئيس:

إذا سكت  الوزراء و المستشارون والمسؤولون الإداريون  والمنتخبون الوطنيون والمحليون والمخبرون الأمنيون  عن قول الحق فأسأل المواطنين المورتانيين الأحرار :

-  في الأسواق و في الشوارع

-  في المكاتب والمؤسسات 

- في التاكسيات وباصات النقل ومحطاته

- في القرى والبوادي والأرياف

- اسأل النخب الوطنية المسؤولة  في الأغلبية  و المعارضة، بعيدا عن   الموالين المتملقين و المعارضين السوداويين على حد السواء

- اسأل أوساط النخب الإعلامية المحترفة الموضوعية والجريئة.

- العلماء  والفقهاء الزاهدون الكثر بحمد الله،  ولا أعني أبدا متطفلي بنافه المعروفين  !

 

لن يجد الوطنيون الأحرار من بين هؤلاء، سيادة الرئيس، غضاضة في البوح لكم بالحقائق المؤلمة التالية:

1) إن بلادنا رغم الانجازات الكثيرة والمتنوعة التي تحققت في عهدكم ورغم  الجهود التي بذلتم وتبذلون ، لتعاني اليوم وبحدة غير مسبوقة من:

- ارتفاع جنوني لأسعار جميع السلع الاستهلاكية تقريبا 

- بطالة متنامية وعلى نطاق واسع

- اتساع مذهل في الهوة بين الفقراء هائلي الأعداد والأغنياء القلة.

-   انتشار كارثي للأدوية المزورة و اتساع ظاهرة علاج مرضانا الفاضحة في  دكار  و تونس و المغرب و فرنسا.

- انهيار مدوي للمنظومة التربوية والتعليمية.

-فشل  أمني ذريع  خصوصا في العاصمة؛ حيث أصبح من شبه المستحيل أن يمر يوم دون وقوع جريمة اغتصاب أو قتل أو سطو بوضح النهار على ممتلكلت المواطنين.

- استمرار نزيف المواطنين  الذي تسببه حوادث السير في البلاد. وهي حوادث اصبح بالإمكان  وصفها على أنها "جرائم رسمية"؛ أقول جرائم، لأن رخصة السير  تباع، والسيارة عمرها الافتراضي قد انتهي حتى قبل دخولها حدودنا، ولأن شرطي المرور  تمر أمامه السيارات زائدة الحمولة على نحو مخيف و لم تستوفي أبسط  متطلبات السلامة ولا قواعد   قانون المرور دون أن يحرك ساكنا, ناهيك عن حالة الطرق المتهالكة وسوء صيانتها و تحديدا طريقي الأمل وروصو المعروفين  بطرق "الألم".

- جفاف مدمر و مزمن يهدد ثروة الشعب الحيوانية بالنفوق؛ هذا فضلا عن حالة إحباط شعبي  شامل من ضعف الأداء الحكومي في مواجهة هذه الكارثة الطبيعية الكبري.

-انقلاب  منظومتنا الأخلاقية والقيمية رأسا على عقب، إلى حد أصبح معه التملق والنفاق والفساد والرشوة والوشاية وعبادة الحكام والمتاجرة بالضمائر  يعد من الشجاعة والحنكة السياسية وقوة الشخصية والمروءات لدى بعض النخب والأوساط في مجتمعنا المسلم المحافظ.

 

2) إن شعبنا قد:

- سئم التخلف والفقر والغبن و الفساد(الذي اعلنتم عليه حربا لم تؤتي أكلها بعد للأسف الشديد).

-ضاق ذرعا بالأوضاع  السياسية والاقتصادية المتأزمة على نحو بات مزمنا.

-سئم من ظاهرتي التملق و عبادة الحكام  والتغني بإنجازات الأنظمة التي صدعت الرؤوس وأرهقت الرئيس والمرؤوس  علما أن هذه الانجازات التي لا أحد يشكك فيها مطلقا خاصة في عهدكم  لم تنعكس  يوما على حياة المواطن و لا قدرته الشرائية  ولا أمنه الغذائي  و لا صحته ولا تعليمه ولا تربية أبنائه ولا حماية حقوقه وحرياته ولا الحفاظ على منظومته القيمية والأخلاقية ولا بيئته الطبيعية المتدهورة إلى حد التلوث خاصة في انواكشوط.

 

السيد الرئيس:

 

أقول كل ذلك وأنا سياسي مستقل وحيادي تماما  ولست لا معارضا رادكاليا ولا  مواليا متملقا ولا إنسانا  متهورا ولا متطرفا ... فقط للفت الانتباه و دق ناقوس الخطر؛ أقول  ذلك كمواطن من هذا البلد  قبل أي اعتبار آخر و كسياسي متمرد على الطبقة السياسية بقطبيها الموالي والمعارض‘ خصوصا أن هناك  من  يتستر  على اخفاقات الأنظمة تملقا وطمعا وخوفا من غضبها في حين أن هناك من ينظر إلي إجابيات أنظمة الحكم  بسوداوية وعدمية وتجاهل محير! فقط لانه يريد السلطة! و المؤسف أن الثمن في كل ذلك يدفعه المواطن الذي أصبح مجرد  الحديث عن  معاناته  درب من الردة عن الملة والعياذ بالله.

 

السيد الرئيس:

 

لان  التاريخ لا يرحم، و لأن المتغيرات متغيرات و لأن الوطن هو الثابت الوحيد في فضاء عناوينه كلها متغيرة، فإنني أتمني عليكم، ناصحا ومشيرا، إصدار أوامر فورية  بإتخاذ الإجراءات التالية:

 

-اطلاق حوار شامل وعاجل  مفتوح امام كل حزب أو كيان أو هيئة  أو ناشط مدني او حقوقي أو فاعل سياسي أو اقتصادي أراد المشاركة فيه سواء  في  داخل  البلاد أو خارجها.

- إعاده هيكلة اللجنة الوطنية للإنتخابات المثيرة للجدل وفتحها أمام جميع الفرقاء السياسيين في البلد دون اقصاء.

-تشكيل حكومة وفاق وطني موسعة لإدارة مسار انتخابي متفق على كل حيثياته.

- إن صح أن هناك مذكرات اعتقال وجلب دولية صادرة في حق بعض المواطنين في الخراج فالمصالحة الشاملة وطي صفحة الأزمة السياسية المزمنة يمر حتما بإلقاء مثل هذه المذكرات وغيرها من الإجراءات التي قد تمس بحريات المواطنين أو حقوقهم أو تؤثر سلبا في تنافسية اقتصادنا  وبيئة الاستثمار ومناخ الأعمال في بلادنا.

 

و أخيرا السيد الرئيس:

 

اعلموا أنكم ستكونون على موعد مع التاريخ وقد تدخلونه من أوسع أبوابه و تكفرون عن بعض الأخطاء والتجاوزات التي وقعت فيها بعض حكوماتكم. فقط لو أنكم عملتم بهذه النصائح الصادقة من جهة؛ وختمتم من جهة اخرى، مأموريتكم الدستورية الأخيرة بتسليم حكم  البلاد إلى أيادي امينة و إلى شخصية وطنية نظيفة  يختارها الشعب بإرادته الحرة؛ شخصية قادرة على   تجسيد تطلعات الشعب وأحلامه؛ وكما هو معلوم فإن شخصية من هذا الطراز  لا يمكن أن تخرج  على الإطلاق  من عباءة نخب الرجعية ولا دوائر التملق والفساد ولا أيضا من بؤر السوداية  و الولع والتعطش المرضي للسلطة. 

 

 أما عن مؤسستنا  العسكرية الباسلة التي نجلها ونحترمها  فنتمنى أن تحظى بمكانتها التي تليق بها كاملة  وأكثر لكن هناك في ميادين الشرف الحقيقية  على الحدود  وفي الثكنات كدرع حصين للشعب وحوزته الترابية بعيدا  عن دهاليز السياسة و متاهاتها القذرة؛ عندها، يا سيادة الرئيس،  تكونون قد انتشلتم  الوطن من  الدحرجة المتسارعة نحو المجهول وأغلقتم  الباب أمام الصيادين في المياه العكرة من الرجعيين والمتطرفين، كما أنكم بذلك ستدشنون مرحلة جديدة عنوانها التسامح والمسامحة على قاعدة عفى الله عن ما سلف؛ وهي القاعدة التي   يتخذ منها تيارنا السياسي  الإصلاحي  (تيار  الأمة الواحدة  المستقل وحزبه السياسي الذي ينتظر الترخيص  والقطب الثالث الذي يعمل تيارنا على تأسيسه) شعارا ولازمة للخطاب وعنوانا للمناشير وبوصلة للمواقف!

وفقكم الله لما فيه خير البلاد والعباد

أسمع قول امبكيين  ولا  تسمع أبدا  قول امظحكين كما يقول المثل!

والسلام عليكم ورحمة الله

 

ذ/سيد امحمد محمد فال 

منسق عام تيار الأمة الواحدة المستقل

25. يناير 2019 - 19:41

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا