من المعلوم أن الدولة تقوم على أركان ثلاث هي الأرض و الشعب و السيادة و أن الشعب هو المرتكز الأساسي الذي يقوم عليه كيان الدولة و قوامها و هو الذي يعبر عن التجسيد الفعلي لحيازة الأرض و ممارسة السيادة عليها و الشعب مصطلح لا يطلق سوى على مجموعة بشرية منسجمة في نسق واحد يعكس لحمتها و تماسكها و تعاضدها و تلك تجليات لهدف و غاية سامية هي الوحدة الوطنية إن وضع الوحدة في أعلى قمة قائمة أولوياتنا الوطنية و اهتماماتنا اليومية هو تمثل و إتباع لنهج قويم رسمه قدوتنا و شفيعنا عليه أفصل الصلاة و السلام فالوحدة هي تلك المحبة التي تمتلئ بها قلوبنا بعضنا اتجاه الأخر يقول عليه أفضل الصلاة و السلام (( و الذي نفسي بيده لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا و لا تؤمنوا حتى تحابوا ...... )) على هذه القيمة الجوهرية تأسست دولة الإسلام و عم خيرها أصقاع المعمورة و على دربها الوضاء السالك عبرت موريتانيا محن الزمن و نجت و لله الحمد من الزيغ و الفتن
إن محاولات النيل من الوحدة الوطنية و إن كانت تصطدم بجدار صلب من القيم المشتركة و الثوابت الوطنية الراسخة إلا أنها تعد أخطر تحدي قد يتهدد لا قدر الله كيان الدولة الموريتانية و من السذاجة السياسية الاستخفاف بكل طيش و رعونة سواء أكان قولا أو تصرف من هذا القبيل كما أنه من قلة الحصافة اعتبار الوحدة الوطنية مجرد شعار مرحلي أو سياسي كما يصور البعض نكاية و شنأنا بل إنه يجب علينا كل من موقعه و تموقعه أن تنصب جهودنا على ترسيخ الوحدة الوطنية كعقيدة وطنية لدى أجيال المستقبل و رفعها فوق مستوى التجاذب السياسي و وضعها فوق كل اعتبار فكري أو عاطفي
إن الحساسية المفرطة التي أصابت البعض من تسمية الشارع الذي شهد مسيرة الاستفتاء على الوحدة الوطنية بشارع الوحدة الوطنية لمؤشر على أن من تلهج ألسنتهم تمجيدا للوحدة الوطنية و بحت حناجرهم بإدعاء الدفاع عنها في كل محفل من الذين وشحوا أنفسهم بأنهم أصحاب أجندات وطنية و وطنية بامتياز و أن الوطن عندهم هو كل شيء و في صدارة من كل شيء فإذ بهم سقطوا متردين و تساقطوا مرتدين الواحد تلو الأخر عند أو اختبار امتحن يقين قلوبهم بهذا المقدس الوطني إن الوحدة الوطنية هي تربية و تنشئة علاوة على كونها فطرة إلهية يولد عليها المرء , غير أن تنمية الروح الوطنية يكون أحسن ما يكون على مبادئ و قيم الشرف و الإخاء و العدالة .
إن المتربصين داخليا و المتآمرين خارجيا و بعد أن نفذ رصيدهم الزهيد و فقدت قنابلهم الصوتية مفعولها بفعل عض الموريتانيين على وحدتهم الوطنية بالنواجذ يحاولون اليوم أن يقتاتوا على أي شاردة فهاهم يستميتون حتى الرمق الأخير في رفض إطلاق تسمية شارع الوحدة الوطنية متمترسين خلف بيانات غير موفقة و غير مدققة من أحزاب وطنية يريد البعض أن يختطف قرارها و يوجه بوصلتها في مرحلة وطنية حساسة فيما يشبه محاولة اختطاف طائرة و توجيه مسارها , فيطول بالركاب انتظار المجهول و يفاوض الخاطف المتهور لتحقيق غايات شخصية تافهة لا تستحق المجازفة بمصير الآخرين و لا حتى تضييع وقتهم
إن هذه اللفتة التي طالت تسمية أهم شارع في العاصمة بشارع الوحدة الوطنية حدث تاريخي يماثل في قيمته بمؤشر موريتاني صرف يوم عيد الاستقلال و قرار تأميم ميفرما لتصبح أسنيم و قرار تأميم العملة الوطنية بتحويلها من لفرنك إلى الأوقية و أخيرا قرار استحداث يوم الوحدة الوطنية و هي قرارات سيادية لم و لن يفرط فيها أي جيل , كما يجب أن يتم تماشيا مع هذا التوجه الوطني تسمية أهم شارع في كل عاصمة ولاية و كل عاصمة مقاطعة و كل عاصمة بلدية بشارع الوحدة الوطنية لتصبح جميع طرقنا سالكة نحو الوحدة الوطنية .