الحياة سجل حافل يدون كل قصصنا ويسجل بدقة تذبذب إرادتنا ويحفظ نجاح تجاربنا أوفشلها ونحن في أعقاب كل فشل نبحث عن المبرر وغيرنا يبحث عن الأسباب حتى لا يتكرر الخطأ ، ويواجه الواقع المؤلم بالحلول الشافية ، ونحن نواجهه بمزيد من إخفاء الأخطإ ، وتكميم ألأفواه ، وتجفيف الحبر والدواة ، وتبلبل الريش ، وإغراء قوم آخرين ، حاولوا مرة الخروج من طوق الصورة المحفوظة في تابوت الوطن ا، لملقى في اليم الهائج المضطرب يوم قررت زبانية ديكول تغيير خلفية الصورة ،وتشتيت انتباه ركب ألأفاضل ، من قوم يعرب ، ومن أحفاد عبد الله ابن ياسين ، حينما ظنت واهمة أنها فتنت أحفاد الأمة الملونة الوادعة ، الممتدة تحت أضوائها الكاشفة ، وفوق عيونها المراقِبة المخترِِقة لصوتها الخافت ، كلما تمكنت من مراقبة طلوع الفجر الجديد ، او جلبته ، اوكلما حافظت على تجاوز الخوف ، والاتكال ، والريبة ٠
لذالك إن نحن هالنا كم الظلم ، والحيف ، فعلينا أن نعقد العزم على مواجهتهما ، ونفرض العدل والإنصاف بيننا ، باعتبارهما من أهم أسس بقائنا ، الداعي إلى تمسكنا بتجربتنا ، في أهم جوانبها وأكثرها تعبيرا عنا ، ككائنات متميزة ، تقبل العيش بالمتاح ، وتفرض التعايش الآمن بين مكوناتها دون تمييز في تساوي الجوهر، إن اختلفت الإمكانات ولأشكال ، فالعدل في الأسس يحفز فرصة تلبية الحاجة ، ويتيح إمكانية الرفاهية ، والرخاء ويشجع على الإبداع ، وهو ما يمنحنا تأكيد التميز وحق ريادة الكون ، وقيادة مخلوقاته ، والاستئثار بنعمة الأفضلية ، وتأكيد جدارتنا بها ، وحتى لا تظل عربات قطارنا تدور في حلقة مفرغة ، نركبها لإخفاء الماضي ، ومباركة أخطائه ، بلغة الخوف على الحاضر، أو مخافة التنقيص من أسلافنا ، وهم في روضاتهم يحبرون ،علينا أن نواجه الواقع الراهن والمنصرم بأسلحتهما الفعالة ، وأن نستخدم العلاج المناسب مهما كانت مرارة طعمه ، فلقد تجرعنا المر ،في أغلب مامضى ، ولقد أتيحت فرصة وقف جرعة الألم ، وتضميد الجراح ، فالنغتنمها، فالفرصة لا تتكرر وأول الطريق خطوة ، وأعتقد أن الغلام أخرج من الجب وأن العير فصلت ، وأن الأحداث الشاهدة فسرت الرؤيا ، وأن عزيز أرضنا كلف الغلام الصالح ، بخزائنها بعدما غسل طوفان التصحيح أدران الأخطاء ، دون أن تخدش إرادة الخير كبرياء الأسلاف ،حتى لا تقض مضاجعهم ، رغم أن ألسامري وأتباعه يعكسون صورة الوجه الآخر المشوه الباهت ،والمظلم للإنسان المخلوق الناطق على أديم المنكب البرزخي ، وفي تخوم بلاد التكرور ، وهي تحدث الركب بحيائها المعهود عن مآثر قوم استوطنوها وعن أحفاد كرماء احتضنوا كل المهاجرين والوافدين وعن فرن انصهرت فيه أعراق ، ونُسجت فيه أحلام جنسٍ أمشاجٍ ، خرج بعد صراع مرير ليحتل مستعمرة سماها المارد الأصهب موريتانيا متجاوز كل التسميات التي أعقبت التاريخ القديم ؛ فهل كل الأسماء القديمة ككل تجربة ناجحة ، لعنة وعذاب ، أم أن رفض الواقع مهنة كسب وحِراب ،أولا يدرك العطار أنه لن يصلح ماأفسده الدهر وأن الإصلاح ناقص لكنه في فصله الأخير كان وهاجا لذالك منح الضوء ،والدافئ والأمان للجميع، دون تمييز ، كما تؤكد الصورة بوجهيها ٠