التنافس في العطاء لا في الحجب / سيدي عيلال

الحياة سجل حافل يدون كل قصصنا ويسجل بدقة تذبذب إرادتنا ويحفظ نجاح تجاربنا أوفشلها ونحن في أعقاب كل فشل نبحث عن المبرر وغيرنا يبحث عن الأسباب حتى لا يتكرر الخطأ ، ويواجه الواقع المؤلم بالحلول الشافية ، ونحن نواجهه بمزيد من إخفاء الأخطإ ، وتكميم ألأفواه ،  وتجفيف الحبر والدواة ،  وتبلبل الريش  ، وإغراء قوم آخرين ، حاولوا مرة الخروج من طوق الصورة المحفوظة في تابوت الوطن ا، لملقى في اليم الهائج المضطرب يوم قررت زبانية ديكول تغيير خلفية الصورة ،وتشتيت انتباه ركب ألأفاضل ، من قوم يعرب  ، ومن أحفاد عبد الله ابن ياسين ، حينما ظنت واهمة أنها فتنت أحفاد الأمة الملونة الوادعة ، الممتدة تحت أضوائها الكاشفة ،  وفوق عيونها المراقِبة المخترِِقة لصوتها الخافت   ، كلما تمكنت من مراقبة طلوع الفجر الجديد  ، او جلبته ،  اوكلما حافظت على تجاوز الخوف ، والاتكال  ، والريبة ٠

لذالك إن نحن هالنا كم الظلم  ، والحيف   ، فعلينا أن نعقد العزم على مواجهتهما  ، ونفرض العدل والإنصاف بيننا  ، باعتبارهما من أهم أسس بقائنا ،  الداعي إلى تمسكنا بتجربتنا  ، في أهم جوانبها وأكثرها تعبيرا عنا ، ككائنات متميزة ، تقبل العيش بالمتاح ، وتفرض التعايش الآمن بين مكوناتها دون تمييز في تساوي الجوهر، إن اختلفت الإمكانات ولأشكال ، فالعدل في الأسس يحفز فرصة تلبية الحاجة ، ويتيح إمكانية الرفاهية ، والرخاء ويشجع على الإبداع ، وهو ما يمنحنا تأكيد التميز وحق ريادة الكون ، وقيادة مخلوقاته ، والاستئثار بنعمة الأفضلية ، وتأكيد جدارتنا بها  ، وحتى لا تظل عربات قطارنا تدور في حلقة مفرغة ،   نركبها لإخفاء الماضي ، ومباركة أخطائه ،  بلغة الخوف على الحاضر، أو مخافة التنقيص من أسلافنا ، وهم في روضاتهم يحبرون ،علينا أن نواجه الواقع الراهن والمنصرم بأسلحتهما الفعالة  ، وأن نستخدم العلاج المناسب مهما كانت مرارة طعمه  ، فلقد تجرعنا المر  ،في أغلب مامضى ، ولقد أتيحت فرصة وقف جرعة الألم ، وتضميد الجراح  ، فالنغتنمها، فالفرصة لا تتكرر وأول الطريق خطوة  ، وأعتقد   أن  الغلام أخرج من الجب وأن العير فصلت ، وأن الأحداث الشاهدة فسرت الرؤيا ، وأن عزيز أرضنا كلف الغلام الصالح ، بخزائنها  بعدما غسل طوفان التصحيح أدران الأخطاء ، دون أن تخدش إرادة الخير كبرياء الأسلاف  ،حتى لا تقض مضاجعهم  ، رغم أن ألسامري وأتباعه يعكسون صورة الوجه الآخر المشوه الباهت ،والمظلم للإنسان المخلوق الناطق  على أديم المنكب البرزخي  ، وفي تخوم بلاد التكرور ، وهي تحدث الركب بحيائها المعهود عن مآثر قوم استوطنوها وعن أحفاد كرماء احتضنوا كل المهاجرين والوافدين وعن فرن انصهرت فيه أعراق  ، ونُسجت فيه أحلام جنسٍ أمشاجٍ ، خرج بعد صراع مرير ليحتل مستعمرة سماها المارد الأصهب موريتانيا متجاوز كل التسميات التي أعقبت التاريخ القديم ؛ فهل كل الأسماء القديمة ككل تجربة ناجحة ،  لعنة وعذاب ، أم أن رفض الواقع مهنة كسب وحِراب ،أولا يدرك العطار أنه لن يصلح ماأفسده الدهر وأن الإصلاح ناقص لكنه في فصله الأخير كان وهاجا لذالك منح الضوء ،والدافئ والأمان للجميع، دون تمييز ، كما تؤكد الصورة بوجهيها ٠

 

27. يناير 2019 - 18:36

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا