للأسف الشديد وكما توقع كثيرون نشأ خلاف حاد مؤخرا بين أقطاب المعارضة الوطنية حول تسمية "المرشح التوافقي" المحتمل الذي تخطط هذه القوي لدعمه في الرئاسيات القادمة
ويأتي هذا الخلاف المستفحل علي ما يبدو في وقت بدأ فيه العد التازلي للإنتخابات. وقدم النظام وموالاته مرشحا قويا جدا ويتمتع بقدر كبير من المصداقية في الداخل والخارج فاجئ القريب قبل البعيد.
الامر الذي يضع المعارضة شائت ذلك ام ابت امام تحدي كبير. فإما أن تسبح وإما أن تغرق. فمثلا إذا أرادت المعارضة أن تجنب نفسها الوقوع من جديد في أخطائها السابقة القاتلة التي ما زالت تدفع ومعها الشعب برمته و مشروع دمقراطيته الفتي ثمنها إلي اليوم. فما عليها إلا أن تعلم أن الخيار الأسلم الوحيد و الأوحد المتاح أمامها في هذه المرحلة هو البحث عن ضالتها في أوساط الحركات والتيارات الشبابية ذات الحضور والمصداقية المشهودين.. صحيح أن خيارا كهذا يحتاج لكثير من هضم النفس و تغليب مصلحة الوطن على المصالح الحزبية و الشخصية الضيقة؛ لكنه سيكون بالنسبة لها أفضل إلتفاف علي الفشل والتفكك المحقق الذي ينتظر هذه القوي والذي قد لا تقوم لها قائمة بعده في حال تصرفت علي نحو يثبت أنها لم تتعلم الدرس بعد.
خاصة أن اختيار وجه سياسي جديد من خارج الساسة التقليديين قد يسبب إرباكا كبيرا لمرشحي الموالاة وداعميهم لأن الشعب المورتاني باسره يتطلع بلهفة شديدة إلى تغيير حقيقي و شامل.
بالنظر إلي كل ذلك وإيمانا منا، نحن قادة ونشطاء واعضاء احد أبرز هذه التيارات وأكثرها حضورا(تيار الامة الواحدة المستقل)، باهمية الدور المعارض للدقراطية وممارستها واستمراريتها، فإننا ننصح قادة الطيف المعارض الكرام أن يتحملوا المسؤولية هذه المرة ويتفقوا دون تاخير علي مرشح موحد علي ان يكون وجها سياسيا جديدا و مستقلا تماما. لأن مرشحا بهذه المواصفات هو وحده القادر علي مواجهة مرشح المولاة البارز الجنرال غزواني.لانه من جهة ما زال نظيفا وبعيدا عن الإستنزاف الذي لم يسلم منه من الفاعلين في الطبقة السياسية الحالية إلي من رحم ربي.ومن جهة أخري، سيكون أقدر من غيره علي إستدراج الكثير من القوي الشبابية والنخب المتطلعة الي تغيير شامل للأوضاع في البلاد. بمن فيهم مناصرون كثيرون للنظام الحالي وداعمون لمرشحه الكارزمي الوحيد المعلن علي الاقل.
أنا شخصيا كسياسي حيادي ومستقل وكمراقب متابع للشان السياسي في البلاد منذ فترة ليست بالقصيرة، علي يقين تام أن تقديم المعارضة لمرشح من خارج صفوفها وخاصة إذا كان قادم من رحم الحراكات والتيارات الشبابية الصاعدة والمتحمسة للدمقراطية والتغيير سيضاعف من حظوظها في كسب رهان هذه الانتخابات.خاصة أن هذه الحركات الشبابية بمعظمها تتقاطع مع المعارضة تقريبا في كل شيىء وبعضها فوق ذلك له علاقات واسعة مع كتل وازنة في الاغلبية الحاكمة الامر الذي سيكون له عظيم الأثر على إرباك الطيف الموالي للنظام برمته. بل ان كثيرون من داعمي النظام من الشباب لن يترددوا في دعم زميلهم المرشح من قبل المعارضة إذا تاكدوا ان الاخيرة جادة في ترشيح احد ابناء جيلهم الحالم بوطن عصري اكثر عدلا ودمقرلطية ورخاءا وأستقرارا ايضا.
آما اذا تلكأت قوي المعارضة واصرت علي تقديم احد زعمائها او قادتها المعروفين كمرشح في الاستحقاقات المرتقبة، فإنها في هذه الحالة تكون قد جازفت بكل شيء ووقعت بنفسها شهادة وفاتها السياسية كقطب سياسي وطني وازن له تاريخ حافل بالنضال والتضحية والاخطاء الفادحة والاخفاقات أيضا. عندها سيقول كثيرون ان بركة آباء واجداد الجنرال غزواني دخلت علي الخط لصالح الحفيد الجنرال الذي سيتجنب في حال كررت المعارضة خطئها للمرة العاشرة، عناء اي نوع يذكر من المنافسة علي كرسي الرئاسة.
بإختصار شديد إذا لم توفق المعارضة في تقديم مرشح توافقيا مستقلا قادرا علي إستقطاب قوي التغيير والناخبين الشباب من جهة و علي إختراق صفوف موالاة النظام الداعمة للجنرال غزواني،من جهة اخري، فعلي قادتها توفير الوقت والجهد والمال. وتجنيب انفسهم خوض غمار معركة انتخابية غير متكافئة ولا امل في حصولهم فيها علي نسبة20%من اصواة الناخبين. خاصة إذا تاكد ما يشاع ان حزب تواصل بدأ في مغازلة الجنرال غزواني حتي قبل اعلان الاخير ترشيح نفسه رسميا.