المرشح الثانوي أقوى من المرشح الرئيسي!! / عثمان جدو

يسعى بعض المتحدثين باسم المعارضة إلى تلافي ضعفها وتمزقها من الداخل؛ من خلال محاولة إظهار شيء من التريث والتنسيق حول اختيار مرشح يكون توافقيا أو مرشح رئيس بمعنى التنافس السياسي، واشترط بعضهم لذلك ان يكون مقدما من طرف الأحزاب ذات الوزن الانتخابي مجتمعة، كتواصل و اتحاد قوى التقدم والتكتل وغيرها.

لا يخفى على المتتبع لصدى الساحة السياسية أن تجسيد خطاب المعارضة الذي تبحث عنه نخبها كرمز سري او أو مؤثر سحري؛ ظل نديا أكثرا على ألسنة من هم خارج الدائرة الراديكالية المتعارف عليها للمعارضة، فظهر خطاب النشطاء في الهيئات والحركات الشبابية أكثر قوة وفعالية وتماسك من ذلك الخطاب الذي يصدر دوما عن زعماء وقادة المعارضة، والذي ظل يحمل في طياته الاختلال والدفاع عن التوجه والخيار الحزبي الضيق أكثر منه ممثلا للراي والتوجه العام للمعارضة، والذي من شأنه -إن وجد- أن يكون جامعا للطيف المعارض، ممكنا -إلى حد ما- من خلق إيهام تنافسي علي أقل تقدير، وقادر على تجسيد التنافس إن كان بخير وأسس على نقاط توافقية وأهداف جامعة.

لا يحتاج المنشغل بالشأن السياسي في بلادنا كبير عناء في أن يدرك أن خطاب المعارضة ضعيف وتنسيقها يعاني الفتور ويطبعه النفور، وسواء ظل هؤلاء يتجاهلون حقيقتهم هذه أو أعلنوها أو اعترفوا بها في مابينهم سبيلا إلى تجاوز معضلة السلبيات المترتبة عليها؛ فإن ملامح المنافسة السياسية القادمة واضحة ونتائجها محسومة، بفعل وضوح وتجلي كل المعطيات المتعقلة بها.

إن من لا يجزم بفوز مرشح النظام، *وزير الدفاع الحالي* -بإذن الله- فهو بطبيعة الحال يعاني السبات الذهني والتيهان التقييمي للمشهد السياسي، ومن لايدرك أيضا أن مرشح المعارضة الثانوي *بيرام* -تحديدا- سيكون أقوي منافسة وأكبر نتيجة انتخابية بعد الفرز من المرشح الرئيسي للمعارضة؛ مهما كان اسمه ومسماه ومهما كانت صفاته وسماته ومهما كان عمقه وانتماؤه.. فهو أيضا يفكر خارج الزمن الواعي ويغيب عنه أو يغيب نفسه عن واقع الساحة السياسية الوطنية، والذي تتحكم فيه الطاقة الانتخابية ولا تؤثر فيه العاطفة الاجتماعية وميلة القلب على خواء.

12. فبراير 2019 - 8:15

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا