حسم الترشح للإستحقاقات القادمة ،لا يعني حتمية كسب الثقة ، ولا خطف الحظوة ، ولا كسب الرهان ، كما أن التردد ، وتأخير الحسم لن يساعد في نيل الثقة ، ولا الحظوة ، ولا كسب الرهان ، فا لفرقاء يدركون جيدا أن سلاح المنتصرتحمله كواهل الشعب ، فمن يستحقها عليه إثبات جدارته ، بها وعلى الذين لا يستطيعون مواجهة الشعب وحمل قضاياه ، الخروج بأقل الأضرار، فالعرض في السياسة يزكيه الطلب ، وقد ولى الإتجاربالترشح ، فلا حائل يحول بين المترشح والناخب ، والفرصة أتاحها تكرار التجربة ، وترسيخ الممارسة الديمقراطية، وجدية أحترام نتائجها ، وقبول إكراهاتها برحابة صدر ٠
إن إستمرارالحشد ظاهرة طبيعية ، غيرأن إستمرار الشحن ، والتجييش ، والتخويف ظواهر مرفوضة ، إن دلت على شيء فإنما تدل على أفتقارأصحابها ،للبعد الديني ، والوطني والأخلاقي ، ولروح التنافس الديمقراطي ، وإفلاس أسلوبهم القديم ، المعاد ، وقد تحملنا وزر فرضها ، والتعاطي معها ردحا من عمر تجربتنا ، واليوم نخرج من تحت عباءتها وقد تأكد لنا أن التجربة نضجت ، وأنها حق طبيعي كسبناه ، وسنتمسك به ، ولن نتخلى عن أي مكسب ، ولن نسمح بوقف جهد الإصلاح ، وستظل حربنا ضارية ضد الفساد ، وضد دعاة الكراهية ، وضد كل المفسدين ، فالخطوات التي قُطعت ستتواصل ،وأي مترشح لا يستطيع حماية المكاسب ، ومواصلة الإصلاح ، لا محل له على القائمة ، وسيرفضه الشعب وسترفله صناديق الإقتراع ، خارج دوائر الإهتمام ؛ فيا دوائر إنتاج المترشحين إحترموا معايير جودة الإنتاج ، ومدة صلاحيته ، وطريقة حفظه ، فوسائل الرقابة توفرت على مختبر، حديث ودقيق ،وأصلي تجربة تشغيله آتت أكلها ٠
التنافس السليم ، في تقديم الأصلح ، والأنصح ، والأقد ر على لم الشمل ، وحماية المكاسب ، وتحقيق الطموح ، ورفع التحديات ،أما التنافس من أجل حماية مصالح الفريق ، وإرباك الخصموم وأستجداء أصحاب المال السياسي المشبوه ، وابتزاز قراصنة الثروة الوطنية المنتهبة منذ أزل التأسيس ،والثروة ،الدولية الوسخة المهربة ، فهو تنافس نقيق ضفادع ، في مستنقع نتن ، يزكم أنفاس الشعب المشرئب للحرية ، وللعيش لكريم ،ولن يفلح سحرته ، فعصى الإصلاح تلقف ما يأفكون ،وفرصة الخطأ في اللحظة التاريخية صفر، والعد تصاعدي فقط ؛ وقد أرسل الشعب إشارات وهومستعد لإرصاد الشهب حماية لجهده، وحفظا لحصاده ، من كل شيطان مارد ،تمسك معزولا ،بالطريقة العتيقة المرفوضة المستمدة من قانون الميز ،وكرامات التمييز الطبقي العنصري المحزن ،والمشين وعلى كل مترشح أن يقرأ رسالة الشعب بتروٍ، وأن يستخلص الدروس ، حينما تعمدت أنظمة شقيقة مواصلة الطقوس ، وطلسمت كل الردود ، ورفضت إرادة التغيير الناعم ، حتى فارالتنورفككبوا في جحيمٍ أكل اليابس والأخضر ، ودمر حصاد ومخزون الجميع ،وخاب كل جبارمتسلط عنيد ولا أظن أن حكماء البلد يريدون للوطن نفس المصيرفتاريخنا مع الوجع ــ وتكريس الخطأ وتقديس الزعيم ــ طويل جدا وقد صحح آخر إصدار طبيعة تلك العلاقة ، وشواهد الغبن والحيف وأرتجال الحلول تصك أصواتها آذان أحرار الوطن وشرفاؤه الذين تألموا لواقع التخلف حينما أحكمت طائفة قبضتها وأستمدت شرعيتها من سوط الجلاد وأستشارت وأستوزرت مستعمرها وابعدت رائحة البارود ؛ فيا أيها المترشحون لقيادة الوطن الله في الدين والوطن واستحضروا حكمة الخليفة عمر بن عبد العزيزحين قال : ( من أراد أن يَصحبَنا فلْيَصحبْنا بِخمسٍ : يُوصل إلينا حاجة مَن لا تصل إلينا حاجته، ويدلّنا على العدل إلى مالا نَهتدي إليه ، ويكون عوناً لنا على الحق ، ويؤدي الأمانة إلينا وإلى الناس ، ولا يغتاب عندنا أحداً ثم قال : ومَن لم يفعلْ فهو في حرجٍ من صُحبتنا والدخول علينا ، إني لست بخيركم ، ولكني رجل منكم غير أنّ الله جعلني أثقَلكم حِملاً )