السيد المرشح، الشعر انتهى بمعاوية...والألقاب حصدها ولد عبدالعزيز ...والوجوه المتلألئة التي ستراها أمامك في ذلك اليوم الأغر، لم تبقي شعارا، ولا لافتة، ولا صورة، إلا وحملتها؛ لغيرك من الرؤساء ، وجعلته ضالة الوطن، وإذا ما " بركلو الدهر جملو " ...جعلته نسيًا منسيًّا ! ، لن يتبقى لك لقب، فكل ميداليات التألق أحرزت، وقرائح الشعراء نضبت، و المبالغة في المطالب بلغت مابلغت، في كل الأصناف، فهذا شاعر يريد الإنتحار، وذلك وجيه يريد الهجر، وهذا رجل أعمال يريد الغربة إن تنازل القائد المفدى عن العرش، وهذا النائب، و ذلك العمدة، وأولئك العمداء المتقاعدون ، والمنتخبون الجدد ، يطالبون بما لايكفله الدستور، وكل الأتحادات، النسوية، والشبابية في كافة الأحياز، في عواصم الولايات، وفي بلدياتها، و مقاطعتها، ومراكزها الإدارية ،تطالب بالملكية، أو البقاء الأبدي في السلطة ، الوطن يحتاجك ، فأنت حامي وحدته، ومهندس الإنقاذ، والبناء ... السيد المرشح، الأمم برجالاتها، لا بثرواتها،اليابان ، تركيا، ماليزيا، رواندا، إثيوبيا... فإذاما أخلص القادة مع الرعية، عم الخير العميم، والسلم، وسادت أجواء من الطمأنينة والإخاء بين جميع الأطياف الإجتماعية، بصرف النظر عن إختلاف، ألوانها، ودياناتها... وإذا ما، اجتمعت الثروة، و إخلاص القادة، في أي حيز جغرافي كان، فإن ذلك الحيز، أو الكيان، لابد أن يكون في مقدمة الركب الحضاري ، فرنسا وألمانيا و كندا و الولايات المتحدة الأمريكية ...أما إذا وجدت الثروات، وفقد الإخلاص، فالرخاء لن يتحقق، والمشاكل ستتفاقم، وتتشعب، ويصبح المواطن، غريب في وطنه، سجين في أرضه، نيجريا، الجزائر، ليبيا، فنزويلا ،الكونغو الديمقراطية ، وتصبح السياسات والخطط التنموية عديمة الجدوى، ولم تحقق الأهداف المرجوة ، والعيش الكريم لشعب طالما بجل القادة، ما كانوا في منزلة القيادة، وطالما تناساهم، مثلما يتناسى الحي ، الميت ! ...السيد المرشح ، الشعب يريد، وضع حدًّا للإنقطاعات المتكررة للتيار الكهربائي عن معظم أحياء العاصمة نواكشوط، ويريد حدًّا ، للإنقطاعات المتكررة للمياه في نواكشوط، ويريد تعبيد جميع الشوارع في العاصمة ، فلا نريد أن نقارن مع مالي أو إحدى دول الساحل، فثروات أرضنا، وكنوزها تأبى لنا أن نقارن مع دول الساحل الإفريقي ...السيد المرشح، الشعب يريد تخفيض تسعرة العلاجات الطبية، وبناء مستشفيات، وعيادات كبرى في جميع أحياء العاصمة ، ومايريده في العاصمة، يريده في باقي مدن الداخل، وأريافه ...السيد المرشح الشعب يريد، إعادة الإعتبار للمدرسة العمومية الجامعة لكل المكونات الإجتماعية، ورد الإعتبار للمدرس، وإعطاءه العناية اللازمة بوصفه مكون الأجيال، وصانع المستقبل ، وفي هذا الصدد هل تدرك أن حشد السياسيين والوجهاء ورؤساء الأحزاب السياسية الموالية والمعارضة و التجار جميعم لا يدرسون أبناءهم إلا في المدارس الخصوصية الغالية الرسوم؟؟ السيد المرشح الشعب يريد، لبقية كنوزه أن تبقى في بواطن الأرض من معادن نفيسة إذا كان استغلالها يمتد لعقود مع مردودية إقتصادية ضئيلة تتراوح في بعض الأحيان من 3% _ 7 % ، بينما تذهب الشركات العابرة للحدود بنسب تقترب من 95 % - 98% ، الذهب، النفط أمثلة حية، وانعكاسها لما يظهر على دخل الفرد إذ نحن أقل الدول المحيطة بنا من حيث دخل الفرد بالنسبة لعمال الوظيفة العمومية حوالي 237 دولار للشهر تقريبا. السيد المرشح الشعب يريد ، إنفتاحا سياسيا على جميع القوى السياسية، حتى تتعزز اللحمة الإجتماعية ، وتتقوى ، كي تذوب الفوارق الإجتماعية البيِّنة ، وتخمد نار الشرائحية المتوهجة، والتي لولا الغبن، والتهميش في الفئات الأكثر هشاشة لما تجد مكانة في المجتمع ، عندها يصبح للوطن معنى، وتصبح الهوية، للوطن، لا للجهة، ولا للقبيلة ، فيقضى على التقسيمات الشجيرية في المجتمع الجيو بدائي ، كوري، بيظاني، حرطاني، إيكيو، إمعلم...السيد المرشح الشعب يريد، تخفيض أسعار المواد الغذائية الضرورية ، كما يريد تخفيض أسعار المحروقات لأن العالم لم يشهد أزمة في الطاقة حينها السيد المرشح ، هل تعلم أن بلادنا تدخل في أزمات إقتصادية، متكررة، إن تأخرت سفينة محملة بالألبان، أو الغاز ، أو الزيوت، أو البطاطا، أو الأرز، أو السكر؟ السيد المرشح الشعب يقر بمشاريع عظيمة قام بها من سبقكم من الرؤساء مست جميع المجالات، صحة،تعليم، مواصلات، مياه، و الطاقة و التشغيل، ولكنه أيضا يريد الإستثمار في قطاع التصنيع، فتحقيق النهضة، أو الرفاهية للشعب مستحيل أن يتحقق بدون التوجه الى التصنيع. السيد المرشح الشعب يريد، أن لا يكون حاله، كحال دول شهدت - والعياذ بالله- حروبا أهلية، و أوضاعا إقتصادية متردية،بوركينا فاسو، الصومال، الكاميرون، مالي ... والشعب يريد القضاء على الرشوة والقبلية و المحسوبية ...السيد المرشح ، كما توجد حرية التعبير، الشعب يريد أيضا تحقيق الرفاه الأقتصادي، والإنفتاح السياسي على الأحزاب والنقابات و الحركات الحقوقية ...السيد المرشح ، الشعب يريد الأفعال، ولا يريد الأقوال؛ فقد ناشدك بعضهم أن تتكلم، نعرف أنك ستتكلم، ولكن الأقتصاد في الكلام أفضل، وخير الكلام ماقل ودل !!السيد المرشح، العبرة ليست في الكرنفالات، العبرة في الإنجازات، والإستقلالية عن الغير، في أهم الضروريات ...السيد المرشح الشعب يريد، ويريد، ويريد...