مرشح الإجماع...بين الْبانِ و العَلَمِ / محمد فاضل الشيخ محمد فاضل

خلْف وهم مُستحيل سارتْ أحزاب سياسية و قيادات فكرية و قبلية و روحية تتقمص دور مُنْعَمٍعليه و تحشد الحشود وراء آلهة غريبة لا تعبدها و تنتظر رحمة منها و رضوانا سنوات عشرُ لم تكن كافية للقائم في المِحْراب أن يعرف ربه قائما يُناجيه و ينتظر منه إشارةللإلتفات إليه حتى إذا مَلَّت عيناه مُراقبة المُؤمل يأكل كالتمساح دون أن يُحرك فَكَّه العلوي إزدادبه إيمانا و فسَّر طول انتظاره للحصول على قِشرةٍ من خبزٍ قضاءً و قدراً .. فما أعمى هذا القلب!!؟ لقد قدموا قَرابينهم بين يدي المذبح فريضة دهريةً و منحوه لَبوس القُدسية و من أجل رضاه وجزيل عطاياه تخلصوا من قيود الشهامة و قوانين العُرف و ما يُمليه الضمير عَبَروا حاجزالصمت بسرعة و غاصوا في مَلكوت صاحبهم فتحرروا من آداب القوم و لُغتهم و مَعاييرهم ورغم هذا ظل الرب يكرههم و يحتقر أساليبهم لكنه يَقبل قرابينهم و يُحارب بهمْ حُكماء الأمة و أحبارها فأرادوهُ حاكما أزليا رغم طُول انتظارهم في طوابيرِ المِنح فرفض المكُوث في المُلك علىطريق المِحْراب مُودعاً باب المعبد من الداخل مُطلاً على عُتقائه من النافذة المقدسة باسطاجناحيه غير بعيد لكنهم سُرعانَ ما سيكفرون به فهم مؤمنون بالرب صاحب السوط الطويل والكرسي العالي و المقام الشامخ و اليوم في ملعب العبادة تتجمهر وجوه عليها غبرة يحْسبُها الرائي حَمَلة أثقال لكنها نفسالوجوه الغابرة المُتَدينة الصابرة الناقدة الناشرة المُتطاولة الناصرة ...فهل إستوعب الموعودبنصر الله الدرس و هل سيؤسسُ معبده على عظامٍ نخرتها الأيام السابقة و أتعبها التودد و التملقو التباكي ... و هل أصلا حضورها يكفي لضمان دخول معبد الغفران ؟ إن أية رواية أو قصة تقرؤها خارج سياقها لن تصل الى نهايتها دون ملل و أي مُزارع دخل جنتهو هو ظالم لنفسه لن يستقيم له طريق الفوز و لن يُؤت الحكمة كما يشاء و سيكون ظالما لنفسهقبل ظلمه لغيره . لا نعرف قراءة الكف و لا نكتشف الأحوال من خطوط اليد لكننا لا نُشيطن رجلا جاء و قال ربي اللهو سيُراعيه - حسب قوله -في عباده في تعليمهم و في أمنهم رجل تملص بعٌصارة جهده من الظهور بلون أخضر أو أصفر أو أحمر قانٍ كالدم المسفوح مُتبرئابذلك من الدولة و مواردها مُقتربا من الناس بخطابه مشيرا الى وجود تحول في التعامل معالقضايا ذات الإهتمام فهل سيكمل الإشارة بإبعاد المؤلفة قلوبهم و الغارمين إن المؤمنين بديْمومة الدولة و الراسخين في حب الوطن لا يبغَضون و لا يكرهون و لا ينتقمون ويتساموْن عن رمي القادم بالحجارة و لا يتنابزون بالألقاب بل ينتظرون في مراقبة عن بعد لكلمن أراد دخول معترك قيادة بلدهم لا يسخرون من قدره لكنهم لا يُقدمون له ولاء مجانيا و لايقبلون توريث الأوطان و لا تتويج الملوك الا بحق و استحقاق و على من أراد ولاءهم أن يُثبتولاءه لهذا الوطن و للوطن فقط لا يأس مع الحياة و لا حياة مع اليأس فالله يشفي السقيم و يُحيي العظام و هي رميم

6. مارس 2019 - 9:39

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا