إشكــــالية العبيد وجدلية الرّق عبر العصور! / المهدي بن أحمد طالب

 المهدي بن أحمد طالبإنّ الشريعة الإسلامية الغراء هي الروح التي لا حياة بدونها، وهي النور لمن عاش في ظلم وظلام غيرها، وهي العز لمن تمسك بهديها، وهي النجاة لمن ركب سفينتها.

إنّني غالبا مّا كنت أتحاشى الخوض في موضوع كهذا، إلا أنني أخيرا أُرغِمت على الحديث عنه، ليس من باب حشو المواقع بهُراء المقالات، و لا من باب تسويد الصحف بالسيئات، وإنما دعاني الحديث عنه هو أنني رأيت طبقة من مجتمعنا الفاضل ينتهك عرضها من قبل بعض المدافعين عنهم، ممن اتخذوا لحومهم و دمائهم وسيلة عيش في سوق النخاسة البائدة ، بل أصبحت النطيحة والمتردية والمنخنقة والموقوذة وما أكل السبع منه يَلق لسانه في العبيد ، فمواقع النخاسة أصبحت مخصصة جهارا نهارا للنيل من أعراض العلماء الشرفاء .

وعليه أقول :

الرق في اللغة : يطلق على العَبودية وسُمي العبد رقيقا لأنه يُذل من قبل سيده ومالكه ، وقد يطلق على الضعف ومنه رقة القلب ، وهو نظام اجتماعي انتشر بين الأمم في ماضيها وحاضرها ، وكان الرق نظاما مشروعا تحميه النُظم والقوانين الدولية قبل القرن التاسع عشر.

والرق قديما يطلق على حرمان الشخص من حريته الطبيعية وصيرورته ملكا لغيره ، والسبب الرئيسي في ظاهرة الرق عبر الأمم هو الحروب والفتن ، فالقوي بغلبته يستولي على الضعيف ، ولم يكن خاصا بجنس معين من الناس كما يتبادر إلى أذهان البعض أنه خاص بالسود ومن حذى حذوهم .

ظاهرة الرق عند الإنسان البدائي : كان الإنسان البدائي يشتغل غالبا في الزراعة ، وكان بحاجة ماسة إلى من يعتني بشأنه ويصلح أمره ، وكان السبيل الوحيد هو إرغام الآخرين على القيام بهذه المهمة مما أدى إلى استغلال الآخرين من قبل أصحاب النفوذ والمنعة والقيام بأسرهم ، وحينها فكّر الإنسان البدائي إلى استخدام الأسير في الزراعة والأعمال الشاقة وإبقائه حيا يعمل مقابل قوة يومه ، بعد أن كان يأكل بعضهم لحوم بعض ، وشهدت ظاهرة الرق حينها تطورا كبيرا في العقل البشري البدائي ، وبعد أن مال الزعيم المنتصر إلى الراحة والدعة اعتُبر الرق نظاما فطريا " غير قابل للتبديل ".

ظاهرة الرق في عهد بني إسرائيل : كان بنوا إسرائيل " اليهود " عبيدا في مصر ، وكان الفراعنة يُصدّرون بني إسرائيل رقيقا للعرب والروم وفارس ولهذا قال الله تعالى ممتنا عليهم "وإذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبنائكم ويستحيون نسائكم وفي ذالكم بلاء من ربكم عظيم " ،وكان قدماء المجتمع المصري يتخذون الإماء للخدمة والزينة وكذالك لمظاهر الأبهة في قصور الملوك وبيوتات الكهان والأعيان ، وإن كان البعض يُسيء معاملتهم إلا أننا وجدنا بعضهم يحسنها فهذا "عزيز مصر " يقول لامرأته في حق يوسف عليه السلام " أَكْرِمِي مَثْواهُ عَسَى أنْ يَنْفَعَنَا أو نَتّخِذَهُ وَلدَا ".

أمّا العِبرانيون فكان الرق عندهم شيء مباح ويقسمونه إلى قسمين :

استرقاق الأفراد لارتكاب خطيئة محظورة ، واسترقاق غير اليهود في الحروب فهذا ـ بولس ـ مدعي الرسالة يأمر العبيد بطاعة الأسياد كما يطيعون السيد ـ المسيح عليه السلام ـ فيقول في رسالته إلى أهل "أفسس" ‘ أيها العبيد أطيعوا سادتكم حسب الجسد بخوف ورعدة في بساطة قلوبكم كما للمسيح ....إلخ تلك الترهات ،وقد أوصى بهذه الرسالة ـ بطرس ـ وغيره من أصحاب الكنيسة بل إنهم يرون الرق كفارة من ذنوب البشر يؤديها العبيد لما استحقوا من غضب السيد الأعظم ،ويقول القسيس ـ بوسويت الفرنسي ـ " إن من حق المحارب المنتصر قتل المقهور فإن استعبده واسترقه فذالك منه منّة وفضل ورحمة "وكل المسيحيين القدامى والمعاصرون يقرون بهذا ولذا جاء في دائرة معارف ـ لا روس ـ أن رجال الدين الرسميين يقرون صحة الاسترقاق ويسلمون بشرعيته "أمّا اليهود فيعتقدون أنهم شعب الله المختار وكل أحد غير يهودي فهو مخلوق أصلا لخدمة اليهود ، علما بأن اليهودية نسبها يأتي من جهة الأم لا من جهة الأب ، وهم أشد الناس فتكا وانتهاكا لحق البشر أيا كان لونه وجنسه .

ظاهرة الرق عند قدماء الفلاسفة : إنّ الفلاسفة القدامى لم يكونوا بأحسن حالا من الإنسان البدائي بل كانوا أشر على البشرية ، إذ أن الناس ينظرون إليهم وكأنهم قدوة يقتدى بهم في شؤون الحياة ، إلا أن الدارس لتاريخهم يرى أنهم كانوا عكس ما يتوقعه الإنسان البسيط ،وظاهرة الرق عند أفلاطون في "جمهوريته " يقضي بحرمان الرقيق من حق المواطنة وإجبارهم على الطاعة العمياء والخضوع للأحرار من ساداتهم أو من السادة الغرباء ، ومن تطاول على سيد غريب أسلمته الدولة إليه ليقتص منه كما يريد ، وأرسطو ينحوا منحى آخر فهو يرى أنّ فريقا من الناس خُلقوا للعَبودية يعملون كآلات يتصرف فيها الأحرار ذوو الفكر والمشيئة كيف شاؤا ، وهم عنده كآلات حية تعمل مقابل آلات جامدة ، ويحسن بالإنسان الحر صاحب العقل المفكّر أن يستخدمهم أحسن استخدام ليرتقي بهم من منزلة الأداة المسخرة إلى منزلة الكائن العاقل الرشيد ، وقد قضى بنظام أرسطو ـ القديس بولس ـ و يرى أن الله قضى بهذا النظام الاجتماعي الذي قضى به أرسطو ـ تعالى الله عن ما يقول الفلاسفة علوا كبيرا ، وصدق الزمخشري إذ يقول في أطواق ذهبه : احذر من الخسوف والكسوف ولا تستمع لقول فيلسوف.

الرق في فارس : كان الأرقاء في بلاد فارس يُتخذون للرعي والزراعة ويُستخدمون فيما يحتاجه الناس في بيوتهم من زينة ونحوها ، وإذا ارتكب رقيق ذنبا عوقب عقابا معتدلا ، وإذا أعاده فلسيده أن يعاقبه بما شاء وله أن يقتله ،وكان الأكاسرة ينظرون إلى كل من هو غير فارسي بأنه عبد مملوك لهم ، ولا حق له في أي شيء سوى الطعام والشراب كسائر الحيوانات .

الرق عند الصينيين : كان الفقراء في الصين يبيعون أبنائهم وبناتهم من شدة الفاقة ، وكان للسيد الحق في بيع من شاء من الأرقاء ، إلا أننا وجدناهم يعاملون الأرقاء معاملة أفضل من غيرهم بفضل ما لديهم من ذكاء ومروءة بخلاف الوضع السائد في الأمم الأخرى .

الرق عند الهنــود :إنّ المجتمع الهندي كان ومازال من أشد المجتمعات تعاملا مع الطبقة الفقيرة كما أنه يمتاز بالطبقية المفرطة فهم ينقسمون إلى : طبقة الأشراف وهم "البراهمة" ، وطبقة العمال وهم طبقة " أتشودري "، وطبقة العمال وهم الرقيق يظلون طيلة اليوم في خدمة البراهمة الأسياد ، وكانت قوانينهم قوانين صارمة جائرة ، فإذا اعتدى رقيق على برهمي حكم على الرقيق بالقتل أو كَي أُسْتِه ، وإذا شتمه بلفظ بذيء قطع لسانه ، وإذا احتقره عوقب بوضع خنجر محمى بالنار في فمه ، وإذا اغتصب برهمي شيئا من الرقيق حكم عليه بدفع غرامة مالية ، وإذا سرق رقيق مال برهمي حكم عليه بالإحراق ، ومن المفارقات أن هناك طبقة أخرى مسخرة في خدمة الرقيق ، وهناك طبقة أخرى من العبيد مهتمة بالدفاع عن سيادة البراهمة الأشراف تسمى بطبقة كاسترو ، ولمزيد بسط يرجع إلى كتاب أديان الهند للأستاذ مصطفى الأعظمي .

الرق عند الإغريق : إنّ المجتمع الإغريقي في ـ أثيناـ منقسم إلى ثلاث طبقات هي : طبقة المواطنين ـ الغرباء ـ العبيد ـ ويقدر [ سويداس suidas] عدد العبيد الذكور وحدهم 150000 معتمدا على خطبة [هبيريدس] في عام 338 ق م ، ويقدر [أثيديوس] سكان أتكا عام 317 ق م المواطنين 21000 والغرباء ب 10000 والأرقاء ب 400000 ولعل السبب في اختلاف أعداد العبيد هو كثرة عرضهم في أسواق الرقيق القائمة في ـ كورنثة وإيجينا وأثينا .

وكان النخاسون في أثينا من أثريا القوم ومن عِليتهم ، وهؤلاء العبيد غالبيتهم أسرى الحروب ، بل إن ثقافة اليونانيين قائمة على أن كل أحد غير يوناني الأصل مُعرّض للبيع والشراء ، وانتشرت ثقافة العبيد في هذا المجتمع إلى حد أن أفقر الناس يمتلك عبدا أو عبدين ويبرهن [ إسكنيز] على فقر أسرته بأنهم لا يمتلكون غير سبعة عبيد ،أما في الأرياف فغالبية العبيد من النساء يعملن كجواري في البيوتات ، ولم يكن العبد يملك حتى إناء الشرب بحجة أنه معرض للبيع في أي وقت شاء سيده ، وكان العبيد يُمنعون من دخول الكهنوت والمعابد كما قال المؤرخ اليوناني [بلوتارك ] ، وكانت قبرص ـ وصاقس ـ وسامس ـ أسواقا رائجة لبيع العبيد المختطفين من سواحل البحار ، أما عقاب العبد إذا أساء الأدب فحدث ولا حرج ضرب بالسياط وكي بالنار ....الخ .

الرق عند الرومان : إنّ التاريخ الحقيقي للعبيد يبدأ في عهد الرومان وهي الصفحة الحالكة التي لا ينكرها المستشرقون ، وغالبية العبيد في عهد الرومان أسارى حرب ، بل إن الجيوش كان يلازمها النخاسون في الحروب ويتنافسون عليهم ، وكان ثلاثة أرباع الإمبراطورية الرومانية من العبيد ، وكانوا يعرضون في الأسواق بدون لباس ليتمكن المشترى من فحصهم ، وكانوا يفاضلون بين العبد المتعلم وغيره وبين الجارية الحسناء والجارية الدميمة ، وكانت الحسناء تباع بثمن غال ولهذا انتشر في المجتمع الروماني الفساد الخلقي أكثر من غيرهم ،وثقافة المجتمع الروماني قائمة على تقسيم العبيد إلى قسمين : قسم يهتم بحراسة المباني الحكومية والمساعدة في تنفيذ أحكام القاضي وأعمال السجن ـ وقسم آخر يهتم بالمصالح الدنيوية الأخرى .

ولم يكن القانون الروماني يحمي طبقة العبيد بل كان ينظر إليهم بأنهم لا شيء ، بل لا يستحقون الحياة أصلا فضلا عن أن يتزوج أو يكون ذا شخصية مرموقة في المجتمع ، وعقوبات العبيد في العهد الروماني قائمة على كل ما يخطر في ذهن السيد من أنواع العذاب ، تكبيل بالحديد وتقييد حتى الموت ويأمر أحيانا بمصارعة الحيوانات المفترسة كالأسود والنمور بل إن هذه الحيوانات تحبس أحيانا عن الأكل والشرب أياما لتكون أشد فتكا بالعبيد البائسين وغير ذالك من أنواع التعذيب الذي يقشعر منه بدن الشيطان فضلا عن الإنسان ، وقوانين الرومان تنظر إلى طبقة العبيد بأنهم أصحاب أنفس شريرة ، وكان منظرا عاديا أن يُرى أحدهم معلقا طوال اليوم بلا طعام ولا شراب ، وكانوا أحيانا يحرقون وهم أحياء ، أما مجالس الرومان في الأعياد فهي قائمة على مصارعة العبيد والتصفيق الحار للفائز الأول ويقول [ تشارلز ] في كتابه الإمبراطورية الرومانية : كان العبد يأمر بأن يقف طوال اليوم بجنب مائدة صائما صامتا وإذا عطس بجنبها يعاقب بالجلد ، أما عضُ السيدات للجوار حين نوبة غضبهن فأمر شائع وكذالك إن لم تحسن الجارية تصفيف شعر السيدة المدللة ، والويل كل الويل لمن يثور من العبيد احتجاجا على سوء معاملته .

وقد اهتم الغرب بفظائع آبائهم تجاه العبيد في أكثر من بحث وكتاب وحتى الأفلام التاريخية ومن أحسنها فلم ـ سبارتاكوس ـ محرر العبيد ، والعجب كل العجب حين يتطاولون على الإسلام وإذا ذكّر أحدهم بتاريخ أجداده يعتريه الخرس ولا يستطيع أن ينطق ببنت شفة .

الرق في القرون الوسطى :كان الأرقاء في فرنسا وإيطاليا والجزر البريطانية والإسبانية يكلفون بأعمال الزراعة من حرث وحصد لأن الأعمال اليدوية في نظرهم كانت محتقرة لا يقوم بها الأحرار ، وكان الأرقاء في ألمانيا يقدمون لسادتهم مقادير معينة ، وكانوا يعاملون الرقيق أقسى معاملة يطيقها البشر ، وإذا تزوج حرٌ رقيقة صار رقيقا مثلها ، وإذا تزوجت حرةٌ رقيقا صارت مثله بل في بعض الأحيان يحكم عليها بالإعدام .

و [ الأنجلوسكسون ] أصول الإنجليز يقسمون الأرقاء إلى قسمين : قسم كالمتاع يجوز بيعه ، وقسم كالعقار يقوم بحرث الأرض وعليه دفع مقابل لأسياده ،وكانت نظرة الأوربيين إلى العبيد بأنهم أرواح بلا أجساد ، وإذا أعتدى زنجي على سيده الأبيض استحق كل أنواع العقوبات ، وإذا هرب عوقب بقطع أذنه في المرة الأولى وحرقه بالحديد في المرة الثانية والقتل في الثالثة ، وإذا قتل المالك رقيقه فللقاضي الحق في تبرئة السيد المالك ، ولا يجوز لغير البيض اكتساب العلم والمعرفة ، وقبائل ـ القوط ـ في أوربا يحكمون على الحرة التى تتزوج برقيق بالحرق معه ، وهو نفس تصرف قبائل ـ الأسترغوط ـ إذ أنهم يقتلون الحرة بزواجها من الرقيق واسترقاق أبنائها بعد موتها ، ولمزيد بسط يرجع إلى كتاب ـ التاريخ الأسود للرق في الغرب لحمدي شفيق .

إنّ المجتمعات البائدة كما يقول سيد قطب ـ رحمه الله ـ لم تقم على قاعدة إنسانية بل قامت على الطبقية فكان هذا التجمع يعني ـ الفرنسيين والإسبان والبرتغاليين والإنجليز ـ هو الوجه الآخر لحضارة الرومان القائمة على طبقة الأشراف وطبقة الصعاليك والعاطفة التى تسود بينهم هي عاطفة الحقد الأسود على سائر الطبقات ، وما كان لمثل هذا التجمع الصغير أن يثمر غير إبراز الصفات الحيوانية ـ الطعام ـ المسكن ـ الجنس ـ وفي المقابل نجد الإسلام قد تفرد بمنهجه الرباني في إخراج خصائص الإنسان العليا وتنميتها في المجتمعات .

الرق في العصر الجــاهلي : لم يكن العرب في جاهليتهم بأحسن حالا من الأمم الأخرى بل كان الرق مألوفا لديهم ، فالقبائل المنتصرة في الحروب تستحوذ على أطفال ونساء القبائل المهزومة ، وكان عبد الله بن جدعان من مشاهير بائعي الرقيق ، وتذكر كتب الأخبار والسير أن بعض مشاهير الصحابة استغلوا كعبيد من قبل البعض ومن أهمهم ـ زيد بن حارثة ـ حيث اختطف صغيرا وبيع في سوق عكاظ بثمن بخس ، وكذالك ـ سلمان الفارسي ـ أختطف أثناء رحلته إلى الشام وبيع لبعض اليهود ، وـ بلال بن رباح الحبشي ـ وعمار بن ياسر ـ عذبوا أشد التعذيب من قبل بعض أسيادهم في مكة ، وهذه ـ سُمية ـ أول شهيدة في الإسلام تلقت صنوف التعذيب من قبل بعض صناديد قريش حتى ماتت رضي الله عنها ،كما أن بعض الصعاليك كعنترة بن شداد العبسي وبشار بن بُردة وغيره من الشعراء الذين كانوا عبيدا لبعض وُجهاء القبائل ، ومع هذا بقي العبيد أذلاء مضطهدين إلى أن شع نور الحرية ببعثة النبي الأكرم مُحرر العبيد الأول محمد صلى الله عليه وسلم .

الرق في عهد الرسول محمد عليه الصلاة والسلام : حُق للعبيد اليوم أن يعلقوا تاج الحرية على رؤوسهم ناقشين فيه بمداد من ذهب " محمد هو الذي حررنا " .

إنّني أقف وقفة صمت حين أتكلم عن ما جرى بين النبي محمد عليه السلام وطبقة العبيد في عهده إجلالا وتوقيرا لتلك الشخصية الخالدة التي سطرت مبدأ العدالة السماوية بأحرف وأفعال عجز البُلغاء عن وصفها ،انطلقت ـ ثويبية ـ جارية أبي لهب إلى سيدها لتبشره بمولد ابن أخيه "محمد عليه السلام " وحينها لم يجد أبو لهب بُدا من أن يكافئها بالعتق ، ليتحرر العبيد بمجرد مولده عليه السلام ، بل إنها كانت مُرضعة له بعد أمه وقبل حليمة السعدية ، وقد ورث عليه السلام عن أبيه جارية واحدة هي ـ أم أيمن ـ وفور بلوغه أعتقها لتبدأ عملية " التحرير" وكان دائما يقول في شأن أم أيمن " هذه بقية أهل بيتي " ، وكانت زوجته أمّنا خديجة ـ رضي الله عنها ـ دائما ترسل أنواع الطعام والشراب إلى ـ ثويبية ـ ، وكانت ـ أم أيمن ـ تحتد أحيانا في حديثها معه بمالها عليه من فضل الحضانة فما يزيد على أن يبتسم في وجهها ، وكان يناديها ب " يا أمّه " وقال " من سره أن يتزوج امرأة من أهل الجنة فليتزوج أم أيمن " فتزوجها ـ زيد بن حارثة ـ مولاه المعتق قبل قليل لتلد منه ـ أسامة بن زيد ـ حبه وابن حبه ،وأي تشريف بلغته أمَة في أمّة من الأمم كأم أيمن ، قالت له يوما أعطيني ناقة أركب عليها فردّ عليها قائلا " لا أحملك إلا على ولد الناقة " ممازحا لها ، وعلق ابن سعد قائلا وهل الإبل كلها إلا من النوق ؟

وبعد فتح بني قريظة وبني النضير ردّ النبي عليه السلام على المسلمين أموالهم التي تبرعوا بها وبعد مجيء الغنائم أراد عليه السلام استبدال تلك الأموال بالغنائم ، وكانت أم أيمن قد أعطاها نخلات فأراد استبدالها بالإبل فامتنعت وهي تقول " كلا والله " وهو يبتسم حتى أعطاها عشرة أمثال نخلاتها ، ولو حدث مثل هذا في أمم الظلام البائدة للقيت مصرعها في اللحظة .

كما أنه عليه السلام أعتق ريحانة بنت زيد ، وأعتق أبا رافع ، وأسلم ، وثوبان وأبو كبشة سليم وشقران و رباح ويسار ومدعم وكركرة وسفينة بن فروخ و أنجشة الحادي وأنيسة وأفلح وعبيدة وطهمان وذكوان ومهران ومروان وحنين وسندر و فضالة و مأبور وأبو واقد و واقد نفسه وقسام وأبو عسيب وأبو مويهبة وكذالك أعتق سلمى أم رافع وميمونة بنت سعد و خضيرة و رضوى وريشة وأم ضمير وميمونة بنت عسيب ...الخ ،وقال الصنعاني ـ رحمه الله ـ أنه عليه السلام أعتق ثلاثة وستين نفسا بعدد سنوات عمره ، وأعتقت زوجته ـ عائشة رضي الله عنها ـ سبعة وستين نفسا بعدد سنواتها ، وأعتقت زوجته خديجة بنت خويلد رضي الله عنها كثيرا من العبيد والجواري قبل وبعد إسلامها ، وهو عمل زوجته أم سلمة رضي الله عنها .

وهذا وحده كاف في الرد على أولئك الأوغاد الحاقدين على الإسلام ، فلم تشهد البشرية على الإطلاق عملية تحرير كهذه .

ونجد أن النبي عليه السلام كان دائما يرفع حال من وقع عليهم الرق ويدعوا لهم بالرحمة والمغفرة ، فهذا ـ سلمان الفارسي ـ يقول في حقه " سلمان منا آل البيت " وقال كذالك " سلمان سابق الفرس " وقال في حق بلال رضي الله " لو كان عندنا شيء ابتعنا بلالا " فسمع بذالك أبو بكر الصديق فاشتراه واعتقه وحينها قال النبي الأعظم " سيدنا أعتق سيدنا " وقال في حقه " بلال سابق الحبشة ".

أمّا الضعفاء المضطهدين من العبيد فكان يتألم لحالهم حتى يبدو ذالك في وجهه ويقول " صبرا آل ياسر فإن موعدكم الجنة " وقال أيضا " اشتاقت الجنة إلى ثلاث علي وعمار وبلال " وهذا الصحابي الجليل ـ صهيب بن سنان الرومي ـ كان من الموالي في مكة وقال فيه " سابق الروم " وحين تخلى عن ماله طواعية ابتغاء ما عند الله قال له " ربح صهيب ربح صهيب " ومن خلال هذه السيرة العطرة لا يملك أحد إلا أن يطأطئ رأسه توقيرا لرسول الله عليه السلام ، وإن المنصفين من المستشرقين حين يقرؤوا هذه الأخبار لا يجدوا بُدا من التصريح بهذا الفضل ولهذا يقول ـ د. "راما كريشنا" ـ معترفا بهذا قائلا " محمد محرر العبيد " ، وحين قال أبو ذر لبلال ابن رباح " يابن السوداء " قال له النبي عليه السلام مباشرة " إنك امرؤ فيك جاهلية " فما كان من أبي ذر إلى طلب الاعتذار من بلال ولم ينتهى الأمر عند الطلب بل زاد عليه بأن يطأ بقدمه على عنقه فامتنع بلال عن هذا فرضي الله عن الصحابة أجمعين.

إنني حين أقوم بمقارنة بين العبيد في العهد النبوي وغيره أجد البون شاسعا فمحمد عليه السلام حين يعتق العبيد يفعل ذالك تقربا إلى ربه وطمعا في جنته ، أما أولئك الأوغاد فلم أجد منهم واحدا قام يوما بتحرير عبد واحد بل بالعكس فهم يعذبون العبيد شهوة واستهتار بحق هذا المقهور على أمره .

الرق في العصر الحديث : كانت قارة إفريقيا هي مسرح جرائم الرق على الإطلاق في العالم ، وأسواق النخاسة وموانئ العبيد منتشرة في كل مكان ، بل لا تكاد تجد دولة إفريقية إلا وقد عانت من هذا الكابوس ومن أشهرها :

ـ ميناء العبيد في دولة ـ بنين ـ : كان البرتغال والفرنسيين والإنجليز يتنافسون في جلب الأفارقة كالقطعان من الدول المجاورة ـ لبنين ـ وشحنهم بعد ذالك إلى قارة أوربا لحفر الخنادق والخدود في وسط بلدانهم ، كما أنهم كانوا يستخدمون في الزراعة والفلاحة وغيرها من الأعمال الشاقة.

ـ جزيرة غوري في الشواطئ السنغالية : إن هذه الجزيرة كانت بحق جزيرة اللاعودة كما هو مكتوب على بابها فداخلها حتما مخير بين الذهاب في السفن أو الرمي في قاع المحيط الأطلسي لتلتهمه الأسماك فور وصوله إليها .

ـ قرية جُفرى في غامبيا : تقع هذه القرية في ضواحي العاصمة بانجول وكان لبريطانيون يستجلبون منها العبيد بطرق شتى فمنها أن هؤلاء البُدات يخدعون بأشياء زائفة حتى إن الرجل لبريطاني يستبدل مرآته التي في جيبه بعبدين ،أمّا الإسبان فاتجهوا صوب البرازيل والدول المجاورة لها ليقوموا باستجلاب الهنود الحمر منها إلى عاصمتهم واستخدامهم في أشياء لا تليق بل إنهم استطاعوا تغير ثقافة تلك المجتمعات إلى يومنا هذا ،وأمّا الولايات المتحدة الأمريكية فهي بحق دولة الأفارقة السود وكانت الدول الغربية عموما تسن قوانين خاصة بالعبيد تختلف عن قوانين الأحرارـ بيض ، سود ـ إلى أن وقعت ثورة العمال المشهورة التي كانت سببا في تغير هذه العقلية من أذهان أسيادهم .

ومن النكات الغريبة أن دولة " ليبيريا " الآن هي عاصمة العبيد المحررين المضحوك عليهم مع غيرهم الآن بشرعية وحماية وحقوق الإنسان والأمم المتحدة ،وما ذاك إلا كمن يدس حسوة في ارتواء لتبعية الإنسان والتغلب عليه ، فأف لهم حينها وأف لهم الآن ما أخبث نياتهم ومقاصدهم ، حيث أقنعوا السود أنهم لا يموتون وصدّق هذه الكذبة البُلداء منهم .

التكييف الشرعي لظاهرة الرق :

إنّ الإسلام لم يُحدث ظاهرة الرق كما يعتقد بعض الأوباش المنخدعين بالثقافة الغربية ، وإنما هذب هذه الظاهرة وعالجها أخلاقيا كما عالج الظواهر السلبية الأخرى كالزنا وشرب الخمر ، وحسب دراستي لتاريخ الأديان السابقة رغم تحريفها لم أجد من تعرض منهم لظاهرة الرق كما تعرض لها الإسلام ، فهو قد راعا العبيد في كثير من أحكامه ، حيث أسقط عنهم كثيرا من التكاليف العملية كالحج والزكاة والجمعة والجهاد ، كما أنه من ناحية العقوبات قد راعاهم في حدّ الزنى والقذف وشرب الخمر حيث جعل حدهم نصف حدّ الحر ، بل إن حدّ الرجم في زنا ساقط عنهم البتة ، ويكفي العبيد شرفا وفضلا أن الله أمر نبيه أن يصبّر نفسه معهم في الغداة والعشيي ، وعند الأصوليين يعتبر الرق عارض من عوارض الأهلية ، ومن جانب الحقوق أوجبت الشريعة على مالك العبد التسوية بينه وبين أبنائه في المأكل والمشرب والملبس وحتى المسكن ، وهذه الأحكام لا تعني وجود هذه الظاهرة وإنما تعني وجود أحكام باقية ما بقي على الأرض مسلم ، والطعن في كتب فقهاء المالكية هو من باب ذر الرماد في أعين الفقهاء المعاصرون لا غير .

المعــاهدات الدولية في منع الرق :

أول دولة أوربية تلغي الرق هي ـ الدانمارك ـ سنة 1792 م وتبعتها بعد ذالك ـ ابريطانيا وآمريكا ، وفي مؤتمر ـ فينا ـ سنة 1814 م عقدت كل الدول الأوربية معاهدة منع تجارة الرق ، وبعد هذا عقدت ابريطانيا معاهدة تثنية مع الولايات المتحدة الأمريكية سنة 1848 م لقمع هذه الظاهرة ، وبعد كل هذه القرارات فكرت الدول الغربية الأخرى في محاربة الرق بشكل جذري حيث أصبحت السفن الفرنسية والبريطانية تطارد سفن تهريب العبيد ، وحررت جمهوريات جنوب آمريكا ماعدا البرازيل حيث ظلت العبودية بها إلى سنة 1888 م وكان العبيد في مطلع القرن التاسع عشر يتمركز معظمهم في الولايات المتحدة ، لكن بعد مؤتمر ـ عصبة الأمم ـ سنة 1906 م ألغي الرق بشكل نهائي في العالم أجمع وعرف ذالك المؤتمر بمؤتمر العَبودية الدولي .

دعاة تحرير العبيد في العصر الحديث :

أول من قام بهذه المهمة هو الرئيس الآمريكي السادس عشر ـ آبراهام لينكون Abraham Lincoln والسبب في قيامه بهذه المهمة أنه كان من طبقة الكادحين ومن أسرة فقيرة تعتمد على الزراعة ، وبعد أن تعلم مبادئ اللغة الإنكليزية قام بدراسة القانون الأمريكي مما خوله للقيام بهذه المهمة بعد أن افتتح مكتبا للمحاماة مع أحد معارفه ، ومن أشهر أعماله خطبه النارية الداعية إلى تحرير العبيد ، واتهم حينها بمناصرة السود والوقوف بصفهم على حساب البيض ، وبعد وصوله إلى كرسي الرآسة سنة 1860 م أعلن حينها تحرير العبيد بشكل دبلوماسي في الولايات التي لا تقع تحت سيطرته .

موريتانيا والتعامل مع العبيد في حكم محمد خون ولد هيدالة :

إن موريتانيا هي بيت القصيد وظاهرة الرق وجدت قبل قيام الدولة المركزية سنة 1960 م حين كانت الدولة قائمة على ما عرف ببلاد " السيبة " ، قبائل عربية تتناحر فيما بينها ، ضعيفها يدفع الإتاوات لقويها سواء كان أسودا أم أبيضا ، وبحكم احتكاك الدولة بجمهوريتي مالي والسنغال وقلة مادة ـ الملح ـ في هذان البلدان كان الناس يبيعون أبنائهم أحيانا مقابل مادة الملح ، وحينها بلا شك نتجت ظاهرة الرق عند القبائل المشتغلة بالتجارة .

وكان السُلم الاجتماعي قائم على طبقات متعددة منها العرب ـ بنو حسان ـ والبربرـ والزنوج عموما ، وبعد اعتناق الجميع للإسلام سادت روح الأخوة بين الجميع وأصبحت نصرة المظلوم شائعة بين الناس ، وسادت المحبة على كل الأعراف والتقاليد إلى يومنا هذا ، وما وُجد من تجاوزات أنكرها العلماء حينها وبينوا حرمتها من الناحية الشرعية ،ولا يستطيع أحدٌ من هؤلاء المدافعين عن العبيد زيفا أن يثبت مكانا معينا في موريتانيا قائم على تجارة الرقيق البتة .

وظاهرة الرق في موريتانيا لم تكن خاصة بالسود والبيض فحسب بل إن بعض قبائل الزنوج كانوا قائمين على هذا ولا يدرك هذه الحقيقة إلا من عاش معهم وفي أحضانهم ،كما أن قُطاع الطرق كان لهم دور كبير في استرقاق الناس وتعبيدهم سواء كان المسترَق أسودا أم أبيضا ، ولَكل الشعب الموريتاني يحفظ المقولة المتداولة شعبيا وهي أن شريفا في النسب صاحب سُمرة بيع وهو ينادي أنا شريف فأجابه البائع "بركت بوك ؤتربح"،وبعد قيام الدولة المركزية قياما رسميا اجتمع الرئيس السابق محمد خون ولد هيدالة بالعلماء واستفتاهم في هذا الشأن وبينوا بالإجماع أن أسباب الرق الشرعية المشهورة بين الفقهاء غير موجودة في موريتانيا وعليه فلا يجوز .

وكل الحكومات المتوالية على الدولة تنص في دساتيرها على حرمة هذا الأمر وتجريمه إلا أننا شهدنا مؤخرا دعاة للفتنة ونشر الرذيلة يقومون بأعمال تخريب واعتداء في بعض الأحيان على البعض بحجة وجود حالة استرقاق وبعد التحقيق مع تلك الحالة من الجهات المختصة قانونا يتبين أن الأمر بخلاف ما هو موجود ، ومما يدل على سوء نوايا هؤلاء هو التفكك والتصدع القائم بين الفينة والأخرى بين المنتسبين المغرورين ماديا بها .وأشراف هذه الحركة تبين لهم أن لا وجود لهذه الفكرة وانسجموا في المجتمع وانصهروا أحيانا مع الطبقات الأخرى من المجتمع ، وأصبح المواطن البسيط يفهم هذه اللعبة ويقف قائلا بملء فيه أنا حر لله كما ولدتني أمي حرا .

إننا كما نقف في جنب رفع الظلم عن المظلومين نقف كذالك في وجوه الظالمين قائلين كفوا أيديكم وألسنتكم عن أعراض الذين آمنوا ودعوا عنكم التطاول على أعراض العلماء والتشهير بهم فيما هم من بُرآء ،إن ظاهرة العبيد في موريتانيا أنصع من أي ظاهرة مصاهرة أو رحم في العالم إذ ما يسمى بالعبيد ـ آباء ، أمهات ـ محترمون من الصغير مكرمون من الكبير ،أما من لم يكن كذالك فسيتطاول تطاول النعامة العرجاء ،لا يعرف حقا ولا له يبين ،ومن يهن الله فماله من مكرم ،وإن الدولة كما هو الحال حرمت حتى لفظة "عبد " التي هي أم الشتائم في بلدان عربية وغربية كبيرة مشهورة ،وإن الدولة لتغض الطرف عن من يؤصل للظاهرة بحجة الدفاع عنها "الحركات العنصرية " التي زادت الطين بلة ،والفقير فقرا ،والهوة الاجتماعية اتساعا حتى لا نكاد نأمن قيام دويلات بيض ، سود، زنوج ،إنهم يمكرون ويمكر الله والله خير الماكرين،ثم إن الدفاع عن العبيد هل يستوجب تخريب الممتلكات وشتم العلماء وفسخ أعراف المجتمع القيمة ؟، تسكعا وراء تمويل غربي يهودي صهيوني خبيث منتن ، وليس ذاك بسر فكتاب الضبط بالأمس زعماء وقادة ، وباعت الهوى أندادا للعلماء المخبتين كما هو حال الشمطاء التي أصبحت تشتم العلماء لتزيد نفسها خبثا على ما جنته من أمثالها من السود المدافعين عن العبيد ،وهي آكلة أموال البيض دعارة ،فأي حق يريدون ويدافعون عنه بربكم ؟

وختاما أخلُص إلى أنه لا وجود للعبيد بمفهوم التعبيد ، وبمفهوم الأمم المتحدة القائم على أن من يمتهن الزراعة والفلاحة والأعمال البسيطة أنه عبد فعليه كلنا عبيد ،وكل الأفارقة والآسيويين عبيد ، وبمفهوم حقيقة أوربا أكبر مستعبد للعالم قديما وحديثا هم الأحرار ونحن العبيد ،وبمفهوم المنطق الموريتاني المدافعون عن العبيد هم العبيد وهم من يستعبد العبيد عبر تجارتهم للعبيد ، وإن تسموا بأسماء من الحق براء نحوا مِن " آبراهام ،ومارتن ،ولزبارت،وغيرهم من ألقاب المدافعين عن حق أشبه ما يكون بالخيال مثل تسمياتهم التي هي زور وبهتان كما الحال مع حروف نارهم التي هي خُطب للرئيس الأمريكي ـ آبراهام ـ والتي يتغنون بها خداعا ومكرا ولا يحيق المكر السيئ إلا بهم "، والحق أبلج وأحق أن يتبع ،ولئن كنتُ قد آليت أن أدافع عن العلماء والمذهب المالكي فإني أنزه نفسي أن أكون نِدا لمن يشتم الددو ويصفه بأخبث الأوصاف تعالى الشيخ عن ذلك ،وهي ندية تُراد لكن بطرق ملتوية ،فهل يستوي الأعمى والبصير و الظل و الحرور ؟

وبعد هذا كله هل سيبقى فينا من يغنى على ظاهرة بائدة أصبحت في سلة المهملات ؟ أم أننا نكابر الحقيقة ؟ ويا تُرى بمفهوم الأمم المتحدة هل أنت عبد أم حر ؟ وهل تُوافق على أن الغرب تطور من استرقاق الأفراد إلى استرقاق الدول ؟

28. أبريل 2012 - 0:00

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا