بعد ثلاثة أيام من نشري للمقال الأول من هذه الحلقات ألقى السيد محمد ولد محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني
خطاب ترشحه الذي تضمن فكرة طالما دعوت لها وكتبت عنها وهي الاعتراف بالآخر والبناء على ما تحقق من هنا فإنني أهنئه على وعيه بالأهمية السياسية لهذه الفكرة
وباعتبار اطلاعنا على الممكن والمحتمل من الشخصيات التي ستدخل الحلبة لمنافسته فإن حظ الرجل في فوز كاسح يبقى احتمالا راجحا فقد هز خطابه السياسي المعتدل والمكتنز عمقا وطمأنة الساحة ولقي قبولا واسعا ولا بد أن دعم الرئيس محمد ولد عبد العزيز لرفيق دربه محمد ولد محمد احمد ولد الشيخ الغزواني سيشكل إضافة سياسية نوعية ودعامة قوية لحملته
ومع أن للرئيس محمد ولد عبد العزيز معارضون ومنتقدون فإنه يستطيع إن يفخر أمام الموريتانيين بأنه قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل وعبر بموريتانيا لبر الأمان في غمرة اتسونامي الدمار العربي المعروف بالربيع العربي وأعاد الأمن لوطن كاد الإرهاب يعصف به وجعله مركز الدبلماسية العربية والإفريقية
كما يمكن للرئيس محمد ولد عبد العزيز أن يفخر بأنه لم يجدد لنفسه وطبق مبدأالتناوب السلمي على السلطة
هذه الإنجازات وغيرها مما تحقق في مجالات الاقتصاد والحريات وحقوق الإنسان
ستكون في رصيد ولد الغزواني الانتخابي من خلال دعم الرئيس محمد ولد عبد العزيز له
عوامل ثلاثة أخرى ستعزز موقع ولد الغزواني وترفع من نسبة ناخبيه وهي في رأيي :
أولا : ما يحظى به من احترام وتقدير من المؤسسة العسكرية
ثانيا :البعد الروحي المحظري الذي
سيجعله المرشح الأكثر قبولا لدى مشايخ وطلاب المحاظر الذين يشكلون قوة ثقافية واجتماعية لها تأثيرها
ثالثا :كونه ينتمي لمنطقة تشكل خزانات انتخابيا كبيرا
وكما هو واضح فإن المعارضة منقسمة على نفسها وبعض شخصياتها الوازنة حيدها عامل السن عن الحلبة وبوادر الهجرة من حزبي التكتل وتواصل نحو الرجل بدأت تفصح عن نفسها هذه بعض نقاط قوة المرشح محمد ولد محمد أحمد ولد الشيخ الغزواني فماذا عن القوة السياسية المنافسة له
الصدمة :
تعتبر المعارضة المعروفة بالمعارضة غير المحاورة القوة السياسية المرشحة لمنافسة ولد الغزواني و تشكل المعارضة والمولاة طرفي المعادلة السياسية في الديمقراطية التي أصنافها بأنها شر لابد منه هذا الشر الذي لابد منه لا يستقيم بنيانه ويؤتي أكله إلا بوجود معارضة وطنية قوية ومن المؤسف أن واقع المعارضة الموريتانية اليوم يفرض علي الحديث عن عوامل ضعفها أكثر من عوامل قوتها
ربما يكون من مظاهر الضعف السياسي الذي تعاني منه المعارضة منذ فترة تركيزها في الغالب على البحث عن أخطاء أو نقاط ضعف
المنافس مع عدم مراجعة اغلاطها وأخطائها هي وفي هذا السياق كان تركيزها المفرط طيلة هذه المأ مورية المنتهية بمواجهة مأمورية مفترضة ثالثة للرئيس محمد ولد عبد العزيز فأجلت كل مشاكلها ولم تسع لإصلاح بيتها الداخلي
ففاجأها الرجل بأنه لا يريد التجديد لنفسه وقبل أن تمتص صدمةالمفا جأة أعلن عن دعمه لرفيق دربه محمد ولد محمد أحمد ولدالشيخ الغزواني
فكان ما كان في أول لقاء لولد الغزواني مع الجمهور حيث أعترف له الكل بمن فيهم أبرز كتاب المعارضة بالنضج وسلامة الأفكار التي عبر عنها خطاب ترشحه
ولتصب الأحداث في صالح الرجل تزامن كل ذلك في عجز المعارضة عن التغلب على خلافاتها الداخلية مما يوحي حتى الساعة أنها قد تعجز عن تسمية مرشح من داخلها
المعارضة واستراتيجية النقد الذاتي :
في اعتقادي أن الفترة التي تفصلنا عن رئآسيات 2019 لا تسمح للمعارضة الموريتانية بإعادة تنظيم بيتها الداخلي غير أن على قادتها أن يضعوا في أذهانهم ضرورة المراجعة الشاملة
التي تلزمها إن أرادت إصلاح البيت الداخلي أن تتبنى جملة من التوجهات التي تتمثل في اعتماد مبدإالمشاركة والتخلي عن ثقافة الرفض والمقاطعةمهمى قل الحصاد والاعتراف بحسنات المنافس مهمى قلت ومن الضروري لها أيضا أن تبني علاقة ود وموادعة مع المؤسسة العسكرية
وتتبنى عريضة مطلبية واقعية لا
تركن إلى التحريض وردود الأفعال وأن تنظر إلى المستقبل فإذا قامت المعارضة باعتماد هذه الاستراتيجية فإنها ستحقق ما هو أهم من الوصول إلى كرسي الحكم
وهو وضع اللبنة الصلبة الأولى
لمسار سياسي سليم سيخطو بها مع تراكم العمل السياسي إلى نيل ثقة القوى الفاعلة في المجتمع بما فيه القوة المعبر عنهابالدولة العميقة
وتأسيسا على ما سبق فإن من مصلحة المعارضة الاستراتيجية أن تقوم بانقلاب مدني على خطابها السياسي وتكتيكاتها النضالية إن جاز استخدام الكلمة
أما إذا بقيت في مربعها الحالي القائم على خطابها التقليدي وآليات عملها السياسي الذي أوضح المقال جزءا منه فإن
ذلك سيضاعف من أزمتها
وفي المثل الحساني المعبر
اسمع اكلام امبكينك لا تسمع اكلام امظحكينك
يتواصل