تحتفظ الذاكرة الجمعية لأي امة بقادة متميزين قدموا لهذه الأمة أعمالا خالدة خلال تاريخها الطويل ’ فالذاكرة الجمعية للفرنسيين مثلا تحتفظ للجنرال ديكول من بين كل ملوك و رؤساء فرنسا بصورة الرجل الذي صنع مكانة فرنسا اليوم في مجلس الأمن ’ فلولا ديكول وكفاحه وتنظيمه فرنسا الحرة لكانت فرنسا اليوم في موقع آخر مختلف تماما ’ كذلك لا يمكن للانكليز أن ينسوا عناد رئيس وزرائهم ونستون تشرشل في وجه الآلة العسكرية الألمانية ذلك العناد الذي حافظ على عظمة بريطانيا حتى اليوم ’ دون أن أنسي غاندي ونهرو و آخرين بقيت أسماؤهم محفورة في الذاكرة الجمعية لبلدانهم و للعالم اجمع.
. في هذا السياق يمكن أن نتساءل بما ذا يتذكر الموريتانيون رؤساءهم عموما ؟ وبالتحديد بما ذا سيذكر الموريتانيون محمد ولد عبد العزيز سنة 2029 أي بعد عشر سنين ؟
لاشك أن الذاكرة الجمعية للموريتانيين تحتفظ للمختار ولد داداه بصورة مؤسس الدولة الموريتانية وصاحب القرارات التحررية كتأميم ميفرما وصناعة العملة الموريتانية و وارتبط أيضا اسمه بطريق الأمل الذي بقي شاهدا على احد أهم انجازات الرجل ’ لكن أيضا كمؤسس لفصل التعليم في البلد و مهندس حرب الصحراء العبثية .وتحتفظ الذاكرة الجمعية للموريتانيين لولد هيدالة بصورة الرجل الصارم الذي لا يتردد في اتخاذ اقسي العقوبات ضد معارضيه و لولد الطايع بالكتاب و الأمية وديمقراطية الحزب الجمهوري وبالمعالجة الحكيمة للمشكل الموريتاني السنغالي’ لكن أيضا يتذكر الموريتانيون فترة معاوية باستشراء الفساد والبذخ و النفاق و التملق وكذلك بحب الهدوء والاستقرار.
في ضوء ما سبق و باستخدام التراجع الرياضي و هو احد أهم البراهين الرياضية طرحت على احدهم السؤال التالي : بماذا سيذكر الموريتانيون محمد ولد عبد العزيز سنة 2029 أي بعد عشر سنين ؟ وطلبت من زميلي التريث في الإجابة فانا لا أحب الإجابات السريعة ولكن محدثي أصر على انه جاهز للإجابة وكان الجواب كما يلي :
أخي العزيز سيذكر الموريتانيون عزيز كلما غادروا موريتانيا عبر مطار ام التونسي الدولي ’ و سيذكر الموريتانيون عزيز بأنه أول من صنع وحصن حالتهم المدنية فأصبحت غبر قابلة للتزوير بعد ما عانوا من استغلال الجيران كل الجيران لهويتهم الوطنية و سيتذكرونه كلما دخلوا قصر المؤتمرات المرابطين
و سيذكر الموريتانيون عزيز على انه أول رئيس موريتاني يترأس قمما عربية و افريقية على ارض موريتانيا بعد أن كانوا يتابعون القمم عند الجيران فقط عبر القنوات التلفزيونية ’
و سيتذكر سكان الكبات محمد ولد عبد عزيز و سيقصون على أبناءهم قصص آلامهم القديمة في الكزرات و الكبات و تاريخهم هناك ’ و سيذكر سكان مقطع لحجار ومال والحوضين محمد ولد عبدعزيز بأنه من جلب لهم الماء بعد سنوات العطش الطويلة و سيذكر سكان مثلث الأمل وسيلبابي و باركيول و المذرذرة محمد ولد عبدعزيز كلما عادوا إلى قراهم عبر الطرق المعبدة التي شيدت في عهده ’
وسيذكر التاريخ لعزيز حربه على مافيات الفساد و المفسدين من رجال أعمال و قبائل وسياسيين دأبوا على نهب المال العام حتى أعاد إلى الدولة الموريتانية اعتبارها وللمال العام هيبته ’
و سيتذكر الموريتانيون عزيز كلما أشتد حر الصيف دون انقطاع للكهرباء بعد أن تجاوزت القدرة الإنتاجية في عهد الرجل 480 ميغاوات بعد أن كانت 48 ميغاوات كما سيتذكر الطلاب الموريتانيون عزيز كلما دخلوا المركب الجامعي الحديث وسيذكر لعزيز تصدر الطلاب الموريتانيون نتائج مدارس المهندسين الدولية و كذلك اكتتاب اكبر عدد من أساتذة التعليم العالي في تاريخ هذا البلد
وسيتذكر الموريتانيون خطابات عزيز الصريحة و المباشرة والتي تسمي الأشياء بمسمياتها بعيدا عن الخطابات الجوفاء و الوعود الكاذبة وسيذكر الشباب الموريتاني عهد عزيز بأنه العهد الذي تأهل فيه فريقهم الوطني المرابطون لكاس أمم إفريقيا ورفرف لأول مرة علم الجمهورية الإسلامية الموريتانية في سماء الكان بعد عهود من الهزائم والخيبات كما سيذكر الموريتانيون عهد عزيز بأنه العهد الذي تصدرت فيه موريتانيا العالم العربي من حيث حرية الصحافة ’ و سيذكر الموريتانيون محمد ولد عبد العزيز كلما عزف نشيدهم الوطني الرائع : بلاد الأباة الهداة الكرام وحصن الكتاب الذي لا يضام ’ وسيذكر الموريتانيون لعزيز انه أول من أعاد للمقاومة اعتبارها وخطوطها الحمراء شاهدة حيثما رفرف العلم الوطني على الوفاء لرجال عظماء قدموا دمائهم فداءا لوطن أعترف أخيرا بجميلهم’ وأخيرا و ليس آخرا سيذكر الموريتانيون لرئيسهم عزيز بأنه أول رئيس عربي يحترم دستور بلاده ويغادر السلطة ومعه أكثر من ثلثي أعضاء البرلمان و... وواصل زميلي حديثه ولكنني اخترت لكم فقط لضرورة المقال بعضا من إجابته وقد انشر لكم لاحقا بقية الإجابة (يتواصل...)
الدكتور محمد ولد الدوه ولد بنيوك
أستاذ جامعي