الإعلام رسالة أو لا يكون
لا تخطئ عين المتتبع لبرامج قناة الموريتانية هذه الفترة مدى التطور الحاصل في الرسالة الإعلامية التي تحملها القناة خاصة على مستوى البرامج.
صحيح أن القناة عرفت خلال السنتين الماضيتين توسعا مهما تمثل في إنشاء قناة ثقافية و أخرى رياضية، لكنه كان توسعا على مستوى الكم لا الكيف.
حين تابعت بعض برامج الموريتانية في فترة مديرها الحالي عبد الله ولد أحمد داموـ لا أعرفه ولم ألتق به إلا مرة واحدة عبر الهاتف أيام كان مكلفا بمهمة في رئاسة الجمهوريةـ عند ما تابعت جزءا من هذه البرامج عادت بي الذاكرة إلى الفترة الانتقالية 2005ـ 2007 مستحضرا أيام برامج تعالج اختلالات اجتماعية يعاني منها مجتمعنا و أخرى حوارية تسلط الضوء على مستجدات الساحة السياسية بمختلف أطرافها دون قيد أو شرط أو تستنطق صناع في تلك الفترة لعرفة برامج قطاعاتهم في مجال خدمة المواطن، كل ذلك بأوجه شبابية متدفقة حيوية و حماسا .
بالرغم من أن البرامج الحوارية السياسية كانت و ما تزال هي هوايتي المفضلة بل هي باعثي إلى الإلتحاق بالإعلام أصلا إلا أنني لم أحظ بالمشاركة فيها تقديما أو تحضيرا خلال فترة عملي في التلفزيون الرسمي 2010 ـ 2014، رغم وجودي ضمن فريق قطاع الأخبار وتقديمي لبرامج مسجلة ومباشرة لكنها غير سياسية، بل لم أحظ بالإستضافة في برامج القناة السياسية بعد مغادرتي لها كضيف على الأقل، حيث بقيت استضافتي مقتصرة على قنوات أخرى غير الرسمية.
إن الإنفتاح الإعلامي والاستعداد لسماع الرأي المغاير يخدم وسيلة الإعلام أكثر مما يضرها على العكس من الإنغلاق و مصادرة الرأي، خاصة في عالم لم يعد بالإمكان فيه حجب المعلومة مع توفر المنابر وتعددها و التي تعد القنوات التلفزيونية ـ رغم أهميتها ـ مجرد أحد هذه المنابر.
من واجب القائمين على قناة الموريتانية إدارة وعمالا المحافظة على هذا السبيل رؤية ونهجا فمن غير المستساغ أن تهدر طاقات بشرية ومادية هائلة دون أن ينعكس ذلك على ما تقدمه القناة .
إن ما يقارب 40 سنة من البث سيكون بالضرورة قد راكم تجربة معتبرة ما كان لها أن تذهب سدى أو تكون موسمية أو مرتبطة بتسيير معين بل يجب أن يكون الإنفتاح منهجا عاما في مسيرة قناتنا التلفزيونية الرسمية.
يطل علينا الآن موسم سياسي(انتخابات)وآخر شعائري(رمضان) وثالث فصلي(العطلة الصيفية) وهي في مجملها مواسم يجب أن تكون فرصة لتقديم المزيد من الإنتاج التلفزيوني الهادف والمتميز، بما يحمله مدلول الرسالة الإعلامية من معني ليشكل ذلك نهجا سالكا عليه تسير القناة في مسيرتها مستقبلا.
وفق الله الجميع