قناة الموريتانية :الكاميرات المجنحة / سيد محمد الامام

من المؤكد ان القفزة من فوق الجرف الي النهر الهادر تظل مستحيلة ومميتة حتي يفعلها احدهم فيستحوذ دون سابق انذار علي الغار وعلي المجد ، فتنقسم الحشود علي رأس الجرف اثنتي عشرة فرقة هذه تمجد الماجد الجديد وتلك تعض عليه الانامل العشرة.

سنحاول ان لا ندعي لولد ابو المعالي النبوة في أمة الإعلام شعب الله (المحتار) ، لكننا ايضا لن نبخسه حق مخاطرته المجيدة  حين قفز الي المجهول متنكبا الأمل .

...(ان صاحبكم الذي ارسل اليكم لمجنون...) همسات فرعون تتردد فوق  الجرف وفي اعماق الوادي ... و ايكم رأي يوما بطريقا يطير .. كهنة المذابح النهمة يولولون ويدلسون ويشككون  دون كلل :.... لم لم يفعلها الأولون .

في العادة تكون لدي كهنة المذابح تهم جاهزة لكل وافد جديد ، كسوء التسيير وانعدام الخبرة ، وتبديد الموارد ، لذا لم يفهم الجميع عزوف ولد ابو المعالي عن طلب بركات الماضي ، وانهماكه مباشرة في ارسال الفرق دفعة واحدة الي ارجاء البلد ، لم يتردد الكهنة واطلقوا مخزونهم الاستراتيجي .

كان من الواضح ان الإدارة الجديدة للقناة منحت خصومها ، وهم خصوم كل جديد غايتهم ، اذ ان الإنفاق المستمر علي البعثات يوميا الي كل ارجاء البلد مستحيل ومكلف بل انه عند البعض انتحار .

شخصيا اعتبر السيد محمد محمود ابو المعالي جريئ اكثر من اللازم "رحلته الي الازواد تثبت ذلك" وثمن الشجاعة لا يدفع بالتقسيط  ، لكن من المؤكد ان انهماكه في ارسال كاميراته المجنحة تجر انوار الفجر خلفها الي اماكن لم تملأ شاشة تلفاز قط كان ببساطة اثبات وجهة نظر ، قفزة من فوق الجرف الي نهر يجري الي النجاح.

عندما وصلت الي قرية طيب الذكر المرحوم بامباري (قرية والي) علي ضفاف نهر صنهاجة سألت احد الشباب : هل ستتحدث لنا عن خطط القرية في مواجهة وباء كرونا والمتسللين ، اجابني دون تردد:.. سافعل من اجلكم اي شئ وان امسكنا احد المتسللين سنريه صور فريقكم التلفزيوني ليعلم اننا لسنا قرية منسية علي النهر واننا جزء من دولة مستقلة ، لم اكن اتوقع هذه الإجابة ، كثر ايضا قد لا يتوقعون هذا الحس الوطني ، لكنني لا انسي ذلك الشعور الطاغي بالرضي في عيون المتطوعين من شباب قرية (والي) لحماية القرية من متسللي الجوار وهم يتحدثون للزملاء امام الكاميرا وكأنهم يخاطبون امة كاملة.

تلك الرحلات الاخبارية كرست واقعا وتلك الاموال لم تنفق هباءا ، لقد اصلت فكرة وجعلت المستحيل واقعا ، طار البطريق ، وكذبت نبوؤات كهنة المذابح النهمة وصار لقناة الموريتانية مكاتب جهوية.

لقد حقق ولد ابو المعالي نصره ، قفز وحاز المجد وانتهي الامر ، لكننا في قناة الموريتانية حققنا املا ، هذه المكاتب تحمل خاتم الجمهورية الي كل مكان به مواطن ، تواسيهم ، تذكرهم انهم جزء من كل ، توجههم ، كاميرات تكرس السيادة الوطنية في كل بقعة من الوطن ، هذه المكاتب الجهوية ستبقي لكن فعاليتها ومردوديتها تحددها طواقم المؤسسة ، لقد حصل المدير العام الحالي ابو المعالي علي قطعته من التاريخ لن يفيده تصفيقنا ولن يضره حقدنا ، لكن هذه المكاتب امانة جديرة بأن تصان .

1. سبتمبر 2020 - 16:32

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا