إصابة الرئيس.. وفي الليلة الظلماء...الولي ولد سيدي هيبه

يعتبر بحق الرئيس في كل الأعراف الجمهورية رمزا عاليا من رموز هذه الأخيرة التي لا يجدر المساس بها تحت أي ظرف من الظروف تماما مثل العلم و النشيد الوطني و شعار الدولة، ذلك كله بأن شرف الدولة ومجد أمتها قد جمعا كلا لا يتجزأ في هذه الرمزية و في حميمية لا انفصام فيها حتى لا تكون ثمة ثغرة ينفذ منها للاعتراض للكيان العام.

و من هذا المنطق الذي تتقاسمه كل الأعراف الدولية و تحترم بالإجماع قدسيته، يندرج ما أفصح عنه الرأي الشعبي الموريتاني دون رأي القوى السياسية و مؤسسات و هيئات المجتمع المدني، من توافق منقطع النظير في الوقوف مع الرئيس محمد ولد عبد العزيز إثر  حادث إطلاق نار عليه بالخطأ من قبل عناصر من الجيش الوطني و هم في مهمة تأدية واجب الدفاع عن الوطن و الحفاظ على أمنه من الاختراق، و هو يدعو له بالشفاء العاجل و الرجوع إلى مزاولة مهامه السامية في ظرف يتميز بجملة من المستجدات و التحديات الأمنية على بعض حدود الوطن و المعطيات السياسية في مسار البلد الديمقراطي و الاقتصادية في ظل التوجهات الجديدة في مجالات الصيد البحري و المناجم و الأعمال المتعلقة بالبنى التحتية القاعدية. و لأنه للضرورة أحكامها فقد لاحظ بعض المراقبين المتتبعين للشأن الموريتاني من داخل البلد و من خارجه أن الأيام القليلة التي غاب فيها الرئيس عن الوطن في رحلته العلاجية شهد العمل الميداني الجاري في بعض الورش الكبرى بتناقص في الوتيرة و ضعف في الجودة: ـ كإعادة الاعتبار لطرق العاصمة و مد شبكة مياهها و غيرها،  ـ و مضايقة أكثر حدة للمواطنين في الأسواق من طرف البلدية و الشرطة ـ و ضعف في أداء الإدارة بصفة عامة ـ و الارتفاع في الأسعار لبعض المواد الأولية الضرورة دون رقابة. و يتضح بجلاء من خلال هذه الملاحظات أن حضور الرجل و اهتمامه المشهود بهذه الجوانب بات ضروريا بل و ملحا حتى تتوقف هذه المظاهر المؤشرة بكل وضوح على التوجه إلى عودة لمربع الفوضى التي كانت سارية من حقبة ولت طبعها يومها غياب تام لأية إرادة صادقة، لصدها أو التخفيف منها خصوصا و أن الحرب على الفساد لم تنته بعد و أن أطوار التصحيح ما زالت  في بواكرها، و علما بأن العقلية السائدة ما زالت لقرب عهد "عقلية السيبة" بالمرصاد لدولة القانون و استغلال المقدرات للصالح العام؛ عقلية كذلك تعتمد في جوهرها على مضمون العبث بالكيان في غياب الرادع الأمين. لا شك أن الشعب الموريتاني الذي أدرك بحس وطني نادر خطورة أن لا يقف بحزم مع رئيسه في الظرف الذي مر به بعد تعرضه لإطلاق النار عمدا أو عن طريق الخطأ، و أن لا يصد صدا أية محاولة لتأويل الحادث تأويلا لا يحفظ للدولة تماسكها و هيبتها و للمواطنين لحمتهم و وحدتهم تحت سقف وطن ثابت الأركان لا تزعزعه العواصف التي تهب من حين لآخر، استطاع أن  يثبت أنه قادر على فهم متطلبات استقراره و أمنه و الحفاظ على مكتسباته لدعمها بما فيه الصالح المشتهى. الولي ولد سيدي هيبه

20. أكتوبر 2012 - 4:00

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا