سيدي الرئيس: الحكمة تكمن في القدرة على الإستدراك / محمد حاميدو كانتى

صحيح أن فخامة رئيس الجمهورية في سابقة من نوعها منذ سنة 1960 إلى سنة 2019 ، منح في خطوة جريئة الصلاحيات لأعضاء الحكومة من وزراء ومدراء ومجالس ورؤساء مشاريع مع مضاعفة ميزانية الدولة لتصل في سابقة هي الأخرى ما يزيد على "ترليون وثلاث مائة مليار " أوقية سنويا؛  وقال : ميزانياتكم لديكم وصلاحياتكم لديكم ؛ والمطلوب نهضة تنموية شاملة ضمن برنامج "تعهداتي" والحساب عسير في حال التقصير.

 سيدي الرئيس: تتذكرون أنكم عبرتم عن غضبكم واستيائكم أكثر من مرة بسبب بطئ وتيرة تنفيذ المشاريع وتصدر بعض أعضاء الحكومة المشهد الإعلامي تولت وسائل الإعلام الرسمية وعلى رأسها شبكة الإذاعة عبر  وسائطها ومحطاتها وإذاعاتها المتخصصة وشركائها في الإعلام السمعي البصري و..و.. 

ثم عبرتم لاحقا عن استيائكم من الطريقة التي يعامل بها موظفو الخدمة العمومية المواطنين وشددتم على أن كرامة المواطن من أولوية الأولويات لتصير خطا أحمر بالنسبة لكم

وصدرت التعليمات للحكومة واجتمعتم بالولاة  وتفاعل مسؤولو الدولة وموظفوها مع هذه الحالة كذلك وتولت شبكة الإذاعة بقطارها الإعلامي هذه المسألة أيضا..

سيدي الرئيس: تتذكرون بالطبع أنكم أجريتم العديد من التعديلات في السلطة التنفيذية سواء على مستوى الوزراء أو المدراء العامين وغير ذلك..ونحسب ذلك في سياق ردود فعلكم على أداء الحكومة ، والله وأنتم أعلم

سيدي الرئيس: تم تدشين العديد من المشاريع على مختلف الأصعدة ونكاد نغلق عامكم الرابع رئيسا للبلاد، وبعد إذنكم نود أن نورد بعض الملاحظات وربما تساؤلات ..

1 - بعد أربع سنوات من انتخابكم ونتحدث عن قرابة "خمس ترليونات" أي "خمسة آلاف مليار" من الأوقية والسؤال موجه للذين منحتموهم الثقة بالدرجة الأولى 

إذا حاولنا جرد الأعمال والمشاريع المنجزة على عموم التراب الوطني، هل هناك فعلا ما يعكس صرف هذا الرقم الضخم والغير مسبوق في تاريخ الدولة كله ولا يمكن للحاسبات التي نستعملها أن تكتبه حتى..

2 - هؤلاء الذين يسيرون ميزانيات قطاعات الدولة لا يبرزون ولا يتحدثون للمواطنين وهم يعرفون أنهم "خط أحمر بالنسبة لكم" للتبرير و التوضيح فهناك مشاريع نعلم عن وضع الحجر الأساس لها ، بفضل شبكة الإذاعة وأخرى نعلم أنه تمت المصادقة عليها وأخرى نسمع عن تقلص حجمها ولا نعرف لماذا ! وأخرى نتساءل حولها..

3- سيدي الرئيس: كنا ننتظر خمسين ألف فرصة عمل ، هاجر أبناؤنا بحثا عن العمل

كنا ننتظر عشرة آلاف وحدة سكنية ولم نحصل مائة

كنا ننتظر نهضة زراعية وازدادت الأراضي الجرداء

كنا ننتظر مصانع ومعامل وازدادت الواردات

كنا ننتظر تحسن التهذيب وإصلاح التعليم وازداد المعلم مهانة ودخان الحشيش يخرج من أفواه الأبناء

كنا ننتظر محتوى إعلامي جيد فانعدم محتوى إعلامنا العمومي لا برامج تثقيفية ولا إرشادية ولا توجيهية ولا توعوية ولا حتى إخبارية 

كنا ننتظر الرفاه فصرنا ننشد سهولة المعيشة والتنقل والعلاج

..الخ

سيدي الرئيس: أقولها مجددا أعطيتم المال والصلاحيات الكاملة وفي الحقيقة لم يفعلها رئيس قبلكم ، لكن للأسف لم يكن الكل على مستوى الثقة التي منحتموها ولم يكن الكل أمينا معكم وبالطبع يبرع العديدون في حجب الحقائق عنكم

فنحن نعلم أنكم شخص واحد ولا يمكنكم متابعة كل شيء لكن يتوجب:

أولا : تخصيص وقت للإطلاع على واقع الإنجاز من خلال زيارات ميدانية للمشاريع التي أعلن لكم عن إنجازها واكتمالها من خلال التقارير التي يرسلها لكم المسؤولون ويروج لها مسؤولي الإعلام

ثانيا: تكليف كل مسير على حدة بإعداد تقارير عن ما أنجزته مؤسسته ثم الوقوف على ما جاء في التقارير ميدانيا من لدن شخصكم الكريم

ثالثا: لا بد سيادة الرئيس من معاملة أعوانكم على أساس أنكم لا تثقون في شخوصهم بل في حجم عملهم وصدق قولهم بعد تحققكم من إنجاز كل عمل كلفتهم به فمن غير المعقول أن تكتفي بقول أحدهم لك "تم ذلك" دون تحقق 

سيدي: لا يمكن أن نوكل شأن الرعية إلى كلمة يقولها أحدهم

سيدي الرئيس:  نحن لا نغضب ولا نلوم لأن خطأ بشريا حصل

لكننا نستاء ونغضب حين لا يبادر باستدراك الخطأ.

كذلك سيادة الرئيس نحن الرعية ولنا دلال عليكم ولكم علينا حق الطاعة، ولتنظروا ما أنتم فاعلون ولن نقول لك "اذهب انت وربك فقاتلا.." بل نقول لك بادر ونحن خلفك

والله ولي التوفيق

14. يونيو 2023 - 15:28

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا