كيفه..ووقفة على هامش التاريخ... / الشيخ المهدي ولد النجاشي

altأسير على أرصفة المدينة كغيري من الشباب ,التمس نسائمها وعبق تاريخها الجميل ,لاشيء يشغلني عن التفكير في ماضيها الحافل بالأحداث والوقائع الرائعة,من أيام الطفولة البريئة وذكريات الدراسة بكل مراحلها الابتدائية والإعدادية وحتى الثانوية, أصافح أحيان احد المارين واقطف تحية سلام على هيئة ابتسامة رائعة من

 اللاتي غادرتهن من زمان بعيد قريب او قريب بعيد.. أسير باتجاه الجهة الشرقية من المدينة, حيث المكان الذي كان المستعمر الفرنسي يتخذه مكان لممثله الدائم في المدينة, ويبسط سيطرته بتعذيب الرجال, وترهيب الضعفاء, ويسن ما يطلق عليه أهل المدينة القدامى "جوس تيس"شريعته ,وقوانين مشروعه الاستعماري الجائر... "جوس تيس" أصبحت الآن من الماضي ,لا أنيس لها سوى القمامات التي تحيط بها من كل مكان ,أما جدرانها المتداعية والمنهارة في معظمها تأبى السقوط وكأنها ذكرى باقية لأحفاد من تعرضوا للتعذيب والغطرسة من قبل الفرنسيين. وعلى مسافة قريبة من المكان توجد مقبرة الفرنسيين أو"لفرنسيس" كما يسميها أهل القديمة ,والتي هي عبارة عن مجموعة من موتى المستعمر دفنوا هناك حسب ساكنة المدينة والتي تكاد اليوم تقام عليها البنايات ويقع عليها العمران مجسدة حكاية من حكايات المستعمر التي أراد أن ينسجها على سجيته لمجتمع لايقرا التاريخ آنذاك وان كان التاريخ يسطره بحروف من ذهب ... وليس بعيدا من هناك يوجد "أحسي باب" البئر الذي على أنقاضه ولدت المدينة منذ قرن من الزمن ويزيد ببضع سنين حسب إحدى الروايات وان كانت رواية ضعيفة حسب بعض المؤرخون إذ من المرشح أن يكون البئر شمال المدينة على مسافة خمسة كلمترات,وعلى مقربة من المكان توجد مدرسة المستعمر التي كثيرا ما عرفت عمليات الفرار وتهريب الأبناء لان أهل المدينة آنذاك في حرب مفتوحة ضد المستعمر ويكرهون حروفه الهجائية كما يكرهونه رغم وجود بعض معاونيه الذين جاء بهم من الجارة السينغال وبعض المترجمين والعارفين بالمدينة وسكانها... خمسون عاما وتزيد مضت ولم يتغير أي شيء من بقايا المستعمر ,ولم يعطى حتى آية أهمية ورعاية ولو من باب انه من الماضي الذي لايمكن نسيانه ,إذ أباد وقتل وشرد وأهان وسلب,... خمسون عاما وتزيد من الحرية والانعتاق من رحيل المستعمر ولكنه ترك بقاياه فلنحفظ هذه الذكرى ليس حبا في باقياه الاليمة , بل عشقا وتكريما لدماء الشهداء من أبناء المدينة الذين ضحوا بأرواحهم من اجل الحرية والاستقلال,كما انه على السلطات المحلية والحكومة الاهتمام بهذه المنشآت لنثبت للصغار الذين سياتوا من بعدنا انه كان هناك مستعمر أراد البقاء والاستقرار بيننا لكنه وجد "الرصاصة" و"لكشام" و"الرماح"والسيف والقلم والقرطاس مذهبنا الوحيد في تحرير أرضنا فضاقت به الأرض فقرر أن يعود أدراجه,ومن خلفه الزغاريد والاحتفالات بالنصر ,ليكتب وسطيوه شهادات بعظمة أهل الأرض "أيام في ارض الرجال"وذكريات ارض على ضفاف النهر" .فآن لنا أن نهتم بكل ماهو من الماضي فمن لاماضي له لاحاضر له.كل هذ على أديم مدينة العز والكرامة مدينة كيفه الحبيبة الجميلة. بقلم:الشيخ المهدي ولد النجاشي(سيدي).

6. فبراير 2013 - 11:27

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا