تعلموا من تواصل / محمد حسن ولد أمحمد

قبل أيام قام حزب التجمع الوطني للإصلاح والتنمية تواصل بإطلاق حملة وطنية على عموم التراب الوطني هدفها ضيافة طلاب الباكلوريا الذين يخوضون غمار هذه المسابقة التي تشكل علامة فارقة في حياة كل طالب وطالبة ومن المؤكد أن الطلاب في أشد الحاجة إلى هذه الضيافة حيث أن هذه الفترة من السنة تعتبر فترة حر شديد بالإضافة إلى كون الطلاب يعانون خلال هذه الفترة من اضطراب نفسي لا يخففه عنهم غير وجود رعاية واهتمام وتشجيع لهم وقد خصص الحزب لذالك على ما يبدو جهدا كبيرا وحشدا من الشباب العاملين على إنجاح هذه العملية التطوعية الخيرية البحتة .

ولكن من العجيب الغريب أن هذه الحملة بدل أن تكون محل ترحيب أثارت سخط بعض الناس المدونين اعتبروها حملة سياسية الهدف منها شراء الأصوات والبطاقات الانتخابية " بطريقة عصرية "جهلا منهم أو تجاهلا أن هيئات هذا الحزب يكاد يغلب على جميع أعمالها الطابع الخيري التطوعي لما تقوم  به هذه الهيئات من أعمال نظافة للمستشفيات والأسواق والمساحات العمومية .

وما يقدمه هذا الحزب من خدمة صحية وإعلامية وثقافية وتعليمية مجانا وكل ذالك الهدف منه خدمة هذه الأمة وهذا البلد الطيب ولئن كان هذا العمل يدر أصواتا ومنتسبين على الحزب ويجذب الناس إليه فإن المكاسب التي تتحقق لهذا البلد هي التي تجلب الأصوات والمنتسبين ولا يمكن ردع هذه الماكينة التي تسحب البساط من تحت أيدي المفسدين الذين ما قدموا شيء لهذا البلد غير الخراب ونشر التعاليم القبلية والزبونية والتي تمثل أهم معالم الحكم الحالي.

تعلموا من تواصل تعلموا كيف تخدموا هذا الوطن وكيف يجب أن تسخر جهود الشباب لتقديم الخدمات المجانية في مجالات الصحة والثقافة والسياسة والعمل التطوعي بشكل عام ثم إن هذا المجتمع الذي تغلب عليه طباع الكرم والجود والتضحية لا يحتاج إلى من يشحنه بالغل والحسد والكراهية التي تؤخر ولا تقدم بقدر ما يحتاج إلى من يعزز فيه روح المواطنة والوحدة الوطنية والعمل التطوعي الذي يعكس الصورة الحقيقية لهذا الوطن الحبيب .

ثم إن التجربة الإنسانية في مجال العمل السياسي قائمة على اكتساب فنون ومهارات جديدة تكون إبداعية وفعالة في تحقيق الغايات التي يتم من خلالها تأسيس الأحزاب السياسية ويجب أن تكون كل تجربة ناجحة محل ترحيب وتطبيق من لدن الأحزاب السياسية الأخرى من طرف الفاعلين السياسيين والمراقبين بشكل عام ولا يجب أن يقتصر البعض في نظرته للأشياء على الجانب الفارغ من الكأس كما نفعل نحن (شرائح واسعة من الشعب الموريتاني) بل يجب أن نتعلم أن ننظر إلى النتائج المتحصل عليها من عمل معين دون إشراك العواطف المبنية على مواقفنا من التيارات السياسية أو الأيديولوجية  .

 

محمد حسن ولد أمحمد

 صحفي وكاتب

[email protected]

20. يونيو 2013 - 20:36

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا