هكذا تأسست دولة "العزيز" ولم ينته بعدُ المخبرون! / محمد الأمين ولد يحيى

altانتقلت "شنقيط" أو موريتانيا في فترة "العزيز" من دولة المرابطين الأخيار المختارين، الى دولة العسس والمخبرين، فبعد الانقلاب الذي أطاح برأس النظام "الطائعي" انتقلنا بامتياز إلى حكومة بوليسية ودولة من العشائر التقليدية،

 صناع قرارها من عسس "المخابرات القديم" الذين يكتظ بهم ديوان بلاط النظام الحالي، فخلفوا لنا خلف أضاعوا النظم، وافسدوا القيم، فأسسوا جمهورية ظل من الحرباويين تتبعهم وتتبع شهواتهم، تعمل في الخفاء على تقري، وبقاء نظامها متماسكا أمام كل التحولات التي قد تشهدها موريتانيا الحديثة في أي فترة قادمة.

 

فاستطاعوا بحكم ولائهم الكاذب وادعائهم الزائف ان يتحكموا في مفاصيل الدولة فشكلوا نظاما متماسكا من ديناصورات العصر الحجري عالقين في وظائف اكتسبوها بالسحر والشعوذة والإلحاد، امتهنوا كافة السبل للمحافظة على مواقعهم التي علقوا بها منذ ألف عام، فامتطوا ظهر هذا البعير الأعرج الذي كل من كثرة حملهم والتنقل بهم اين ما حلوا. 

ولأنهم يجيدون أساليب التأقلم والتمويه والانسلاخ من جلودهم اذا دعت الضرورة إلى ذلك، فقد استطاعوا أن يروضوا ظهر هذا البلد في حلهم وترحالهم بين جميع وظائفه فأسسوا لنا دولة من الفقراء – كي يتحكموا فينا- وبنو لأنفسهم قلاعا، بل قصورا من إرم ذات الميعاد فبعدا لقوم ثمود "فما بكت عليموا السماء والأرض وما كانوا منظرين" ولكننا اليوم في غنا عما كسبوا.. ولنولينهم الأدبار مدبرين، فمهما حاولوا لن نتركهم يستأثرون بخيرات هذا الوطن والاستحواذ على جميع مقدراته لأنفسهم.

فهم أعداء الدين والوطن ولن تغني عنهم الولاءات الزائفة التي كسبوها بثقة الحاكم وجبروته بدء برئيس الحكومة وانتهاء بوزير الاعلام، كلهم ظلال وببغاوات، لما يردده إعلامهم الأفاق عبر المسلسل الذي تنتجه قنواتهم العميلة من السابقين في الخدمة العسكرية أو اللاحقون من المنافقين، والمخنثين، هكذا بنوا من الكرتون دولة "للمخبرين" من رعاء الشاه والصعاليك واللصوص، وانتقو ساسة من بياطرة الألفاظ وسر الحرف، فامتهنوا مهنة للكلام .

حكومة بكاملها تشترك في الذنب، وحاكم منتهي الصلاحية يؤيده وزراء من الرسوم المتحركة يؤازرونه ويوجههم أنى يشاء مرة في الداخل من اجل حملته الانتخابية "المفترضة" وتارة في الخارج لكسب التأييد والمناصرة من اجل البقاء في الحكم لفترة أطول فما أشبه الليلة بالبارحة.

عفوا سيدي الرئيس إنك تسير على نفس الدروب المطروقة ولم تأتي بأي جديد رغم النزر القليل من فتاة مائدتك الكبيرة التي يتهافت عليها كل من عرفناهم سابقا حول موائد مطبخ القصر الرمادي إنهم نفس الأوجه ونفس الأشخاص الذي تدربوا في مدرستك وانتهلوا من معين حدوة فكرك، إنهم الوزراء اليوم والأمناء والولاة والمحافظين والتجار، والصحافيين، و... إلخ.

عفوا سيدي الرئيس..  كنت أحسب ان لك في سدنة قصرك رأي مخالف لمن سبقوك من أعوان المدرسة العسكرية التي تدربتم  سواسية فيها على أن تحكموا فقط، بالانقلاب رغما عنا، ولكن هيهات "فقلد استنوق الجمل" وأدركت ان رأيك ورأي من سبقوك في طريقة حكمنا واحد!.

فمتى يا إلهي..، تنتهي دولة المنافقين والمرابين، ونتحرر من فكر البوليس وذاكرة العسكر، والمخبرين، متى ينتهي عصر  الجنرالات، وتولد الحريات، وننتقي من رحم الشعب رئيسا منتخب؟

ياإلهي.. متى ينتهي حكم العسكر للأبد، وينجلي زمن الخوف والتركيع، وتبدأ جمهورية الشعب، التي اغتصبها الجيش بالدبابات وقهرها بالهراوات ومسيلات الدموع!؟.

هكذا تأسست دولة "العزيز" فانتقلنا من بلد الأثرياء إلى شعب الفقراء والمساكين، وجيء بالديمقراطية وذبحت أمامنا، لكي لا يفوز بالاقتراع رئيس أو يترشح، إلا إذا كان ينتمي لحزب النياشين الذين خربوا البلاد وعاثوا فيها الفساد.

أضحى البلد نخلة بائسة في عراء صحراء جدباء، لا ثمار بها ولا ماء، ولا مرعى ولا مأوى، واسكنا في بلد يباب، فازداد الشعب فقرا مدقعا، وغصت المستشفيات بالمرضى وأصحاب الحالات، وملئت الأرض بمساكن الغرباء والذين ظلموا، فامتلأت بلادنا بقبور الأحياء والأموات، وازداد السطو وتفشت الرذيلة وانتشرت الفاحشة، فتحولت شنقيط العلم إلى بلاد يرثى لها بفعل هؤلاء.

ــــــــــــــــــــــــــــ محمد الأمين ولد يحيى [email protected]

31. يوليو 2013 - 16:08

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا