تذكيــر حول الانتخابات / مولاي ولد الغوث

مولاي ولد الغوثمع فرحت العيد أعاده الله علينا وعلى جميع المسلمين إلى أنه هذا العام يأتي بطعم آخر بعد قرار اللجنة المستقلة بتحديد موعد الانتخابات التي تأجلت مرات ومرات بسبب أو آخر..وفي ظرف سياسي حرج يمر به بلدنا الحبيب وبهذه المناسبة لا ضير إن قمنا بالتذكير بتاريخنا مع هذا النوع من الانتخابات, وماذا تحقق عن طريقها ؟ وما المقصود في الأصل من الانتخابات الديمقراطية ؟

كانت البداية عام 1986 أول انتخابات بلدية من بعد ذالك توالت رئاسية ونيابية وبلدية علي النحوي التالي :1991.1992.1994.1996.1997.1999.2001.2003.2006.2007.2009.

ومع هذا الكم الهائل من  الاستحقاقات إلى أنها لم تفرز لنا إلى الفقر والفساد بكل أشكاله , وهذا نظرا للنظم الديكتاتورية التي تعاقبت علينا التي تنعدم الديمقراطية الحقيقية في ظلها . حيث تقوم الانتخابات الديمقراطية بوظيفة التعبير عن مبدأ إن الشعب هو مصدر السلطات وان لا سيادة لفرد أو قلة , وتنفيذ آلية التمثيل النيابي وذلك من خلال إتاحة الفرصة أمام الناخب لممارسة المشاركة السياسية في عملية صنع القرارات وهو الاقتراع العام ،وهذا يعني أن الحكومة تستند في ممارسة مظاهر السلطة إلى عنصر التفويض الشعبي , أي أن الحكم ليس حقا إلهيا وليس حقاَ موروثاَ كما في النظم الوراثية كما انه لا يتم  من خلال القهر والغلبة كما في النظم العسكرية والدكتاتورية كما هو حال أنظمتنا وبهذا يتحقق الفصل بين شخص الحاكم والسلطة التي هي وظيفة يؤدي بها الحكام لحساب الجماهير وبتفويض منهم ،وليس ملكا بغير قبول من المحكومين .وبهذا أيضا يمكن التمييز بين النظم الديمقراطية وغيرها من نظم الحكم المستبدة .في المقابل يستخدم حكامنا آلية الانتخابات لتحقيق مقاصد تتناقض تماما مع هذا المقصد أي مع جوهر الانتخابات الديمقراطية الذي هو التعبير عن إرادة الشعب .فهدف هؤلاء يكون منصبا على إضفاء مايظنون انه شرعية شعبية على حكمهم المطلق , أي أن العلاقة في هذه النظم بين الحكام والمحكومين تأخذ شكل العلاقة بين "السيد وتابعه "وفي جميع هذه الحالات لا تعبر الانتخابات عن إرادة الشعب آو اختيارات الناخبين ولا عن الآراء الفردية وإنما تعكس حقيقة العلاقة بين الحاكم والمحكوم القائمة على التبعية المطلقة المستندة إما إلى خوف المشاركين أو (المدفوعين إلى المشاركة)من بطش السلطة أو تطلعهم إلى الحصول على مكسب مادي أو معنوي جراء مشاركتهم ،ويرتبط مبدأ انه الشعب هو مصدر السلطات بحق الشعوب في تقرير مصائرها وتحديد من يحكمها عبر صناديق الانتخابات من دون تأثير مباشر أو غير مباشر من أي فرد أو مجموعة من الأفراد داخل المجتمع أو من أي قوة أو هيئة خارجية .

وفي الأخير علينا أن نقوم باستحضار أخطاء الماضي المتكررة لكي نتخذ قرار الحاضر السليم لمستقبل أفضل . إن شاء الله

بارك الله الوطن

[email protected]

10. أغسطس 2013 - 9:32

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا