الأوراق المدنية في دكاكين "أمل" / عبد الرحمن بن محمد محمود الرباني

عبد الرحمن بن محمد محمود الربانيفي ظل امتناع كثير من المواطنين عن دفع الرسوم المترتبة على إنجاز وتسليم الأوراق المدنية، سواء كان ذلك عمدا بداعي الإجحاف أو كان قسرا بداعي العجز عن الأداء،

وفي ظل تزايد النذر باقتراب المواعيد الانتخابية وحاجة النظام الماسة إلى مشاركة أكبر عدد ممكن من المواطنين فيها خصوصا إذا قاطعتها منسقية المعارضة الديمقراطية أو أي طرف معارض آخر،

وفي ظل تفاقم أزمة جوازات السفر وغلائها الفاحش وعجز الطلبة الذين لا يجدون في وطنهم التعليم الذي يصبون إليه والمرضى الذين لا يجدون في بلدهم ما يحتاجونه من علاج وغيرهم من أصحاب الدخول المحدودة والمعدومة عن تحصيل المتطلبات النقدية لهذه الجوازات،

ونظرا لكون رئيس الجمهورية معني بشؤون الفقراء بصورة خاصة، ومهتم بأن يبقى رئيس الفقراء،

ونظرا لكون دكاكين أمل - رغم ما يثار حولها من جدل ومن علامات استفهام - استطاعت أن توفر بعض المواد الأساسية لجزء مهم من الفقراء بأسعار معقولة نسبيا،

ونظرا لكون بعض هذه الدكاكين أصبحت هي ذاتها تشترط على زبنائها الاستظهار ببطاقة التعريف الوطنية الجديدة،

ونظرا لكون الأوراق المدنية من آكد اللوازم لدى المواطن في الدولة الحديثة وأكثرها خطورة وتأثيرا على حياته،

فإنني أطالب رئيس الفقراء أن يبادر دون إبطاء إلى إدراج سلة الأوراق المدنية ضمن قائمة المواد الأساسية التي توفرها حوانيت أمل بأسعار تناسب فقراء البلد الذين يمثلون الغالبية المطلقة من سكانه والذين لا غنى لفخامته عن أصواتهم غدا عندما يقرر خوض الانتخابات سواء من خلال مرشحيه في الانتخابات التشريعية والمحلية أو عندما يترشح لخلافة نفسه في الانتخابات الرئاسية، هذا إذا كان فخامته لا زال يراهن على هؤلاء الفقراء ويعتقد أنهم سيرجحون كفة وعائه الانتخابي، وإلا فإنه سيدخل انتخابات لن يتمكن من المشاركة فيها إلا مناوئوه من الأغنياء و المفسدين السابقين الذين يستطيعون استخلاص أوراقهم المدنية والذين لم يكن سيادته ليعلق عليهم كبير أمل للمحافظة على مفاتيح السلطة كاملة في قبضته، وحتى لا يبدو فخامته في هذا المعترك الشرس كساع إلى الهيجا بغير سلاح...

عبد الرحمن بن محمد محمود الرباني

[email protected]

23. أغسطس 2013 - 9:38

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا