توبة محمد لغظف / محمد لغظف ولد أحمد

altلطالما أراد لغظف المداومة على المساجد، ومجالسة الأماجد، والتعلمَ من الإمام، والسيرَ نحو الأمام. فذهب "ظحْواية" إلى دار الإمام ليُعلن توبته، ويكشف أوبتَه. ولما سلمَ على الإمام وأصحابه، وأجلسه الإمام في رحابه، قال: "يا إمام،

 إن الله ابتلاني بالتدخين، والإدمان على مَـنَـيْـجَه في كل حين، فهل عندك حل لمشكلتي، أو مخرج لمعضلتي". فقال الإمام: "يا بُني، كيف يُلهيك الدخان، عن سورة الدخان، هل غرك سترُ ربك، فنسيت قُبح ذنبك. أيْ بني، انشغل بالصلوات، واستثمر الخلوات، والزم العبادة، استعدادا ليوم الإبادة. فإنك ملاق مولاك، ليسألك عما أولاك، فاستقم في حياتك، وابتغ الخير ياتك". فبكى محمد لغظف، وأسال دمعه وأذْرف، وقال: "يا إمام إن كتاب سيئاتي ملآن، وقد عزمت على ترك منيْجَه من الآن" ثم قال:

تَـرَكتُ عنــــي "تَـبَـاكَـا" — عزيمــةً لا ارْتِــبــــاكا

من بعد أنْ بــــادَلَتْنــي — تــآلُـفاً واشــتـبـــــاكا

بَكيتُ حزناً، ومَـــا مَــنْ — بكى كمن قد تَباكى

ثم "طُرحَ طاجينْ"، وكان لغظف للجماعة خير معين، فـمَضَغَ وعضَّ وكَـرَشَ، ولدَغَ ولسَع ونتشَ، وكَـرْكَـبَ و"حَـاش"، وراوغَ و"نَـاش"، و"كـرْبَـعَ" من عصير البرتقال، وأخذ قارورتين قبل الانتقال. ولما خرج ركبتْه العفاريت، فرجع إلى "منيْجَـه" وزاد عليها "سَـكـاريتْ". ولما علِم الإمام بمكره، وزيفِ ذِكْـره، أتاه وقال له: "أي بُني، أ لم تأتني حزينا باكيا، مهموما شاكيا، فما حملكَ على صنيعِك، بعد ترويعِك"؟ فلم يُبدِ لغظف ندامة، وقال بابتسامة: "يا إمام، لم آتك لأعلم أن الموت صائر، بل أتيتك لشرب العصائر، وما أردتُ تذاكُر يوم الدين، وإنما أردت تناول طاجـين، فأوهمتُكم أن نفسي سليمة، كي أشارككم في الوليمة"، ثم نتر سلكا من الدخان، وقال باطمئنان:

تركتُ مقال العذول اللـــــبيـبِ — وقول الحكيم وقولَ الطبيــبِ

وقولَ الحبيب إذا ما نـــــهاني — وما هيِّن تركُ قولِ الحبيـــب

فلن أهجر الدهرَ سلـكَ مَنيْجَ — ولستُ لمن لامني بمجيبِ

عشتم طويلا.

4. أكتوبر 2013 - 12:00

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا