المعارضة ليست جريمة / أحمد ولد ابته

أحمد ولد ابتهكثيرا ما يلومني البعض حينما أوجه سهام نقدي إلي الأنظمة وقيادييها في السابق وفي الحاضر، بل وغالبا ما يصل هذا اللوم حد التعنيف و الوصف بأوصاف لا تليق، حتي تعودت ذلك ولم يعد يعني لي شيئا كبيرا ,

"أذكر مما أذكر وهو شيء لا يزال في صفحات الذاكرة الصغيرة ، ذات يوم كنت أخوض حملة شعواء ضد نظام ولد الطائع في أحدي حملات الرئاسة ،وانا ارتاد  خيمة واحدة للمعارضة حينها، نصبت مقابلة لعشرة خيام أو تزيد للحزب الجمهوري أو ما كان يسميه الناس في تلك الايام " حزب الدولة " , المارون من أمام تلك الخيمة لا يرون علي الإطلاق سوي شخصين أحدهم زميلي في النضال والآخر أنا ، وعادة ما يكون أحدنا يتكلم في الميكرفون الوحيد وجل كلامنا كان عبارات استهجان ونقد لاذع لتلك الممارسات التي نراها يوميا أمامنا وفي وضح النهار كأن كل عملنا هو تنغيص العيش علي الجار المقابل لنا .... لم يدم ذلك العمل للأسف سوي أيام قليلة ، والسبب في ذلك أن أحدهم كما يزعم أشفق عليَّ وأراد أن ينتشلني من ذلك الوحل وقام بجمع كل أقاربي اللذين يكبُرونني سنا وأسند إليهم مهمة نقلي من ذلك المكان تحت كل الضغوط إلي مكان آخر كي لاأسيئ الي سمعتهم وهم الباحثون عن المال والجاه ، تأبطني أحد الكهول وذهب بي ليرغمني علي الجلوس أمام جمع  غفير من الرجال الوقورين ، لامني كثيرا علي ما فعلت وبعد ذلك صار كل منهم يسترسل في اللوم حتي شعرت وكأنني خرجت للتو من ارتكاب جريمة لا تغتفر ... أخذتني للتو سيارة وطارت بي الي مكان بعيد وبقي زميلي ورفيق دربي يصدح بالحق وحده .. وأنا أسير الحق وحدي .."

واليوم لم يتغير الكثير ففي واقعنا لا زالت تطفوا علي السطح تلك الفكرة المزروعة في غالبية الشعب أن المعارضة لا تخدم الشعب وأن معظم رجالاتها مجرد أشخاص يبحثون عن المجد الشخصي يتبعهم بعض المغيبين العاطفيين، والحقيقة غير ذلك ..... سؤال سيظل يقلقني دوما في كل حين هو الي متي ستظل المعارضة جريمة في نظر الكثيرين ؟

17. أكتوبر 2013 - 20:28

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا