ملاحظات على "المسار الحانوتي" / محمد فال ولد الشيخ

alt1. الحلقة الثانية من مقال الدكتور الشيخ ولد حرمه ولد ببانه "نحن والمسار الحانوتي" كانت فاصلة فى موقفه الذي بدا ملتبسا فى الحلقة الأولى التي وعد بأن تتحول إلى سلسلة مقالات والذي يهمنا هو الموقف الجديد للدكتور الشيخ ولد حرمه فهو موقف مهم جدا ليس فى ذاته

 فقط وإنما لأنه جاء على شكل مقال تحليلى طويل كاشف حلل فى سلوك لطبيعة النظام ونهجه الحانوتي ونزعته المافوية وميله نحو الأنانية والتسلط ورغم أنها هذا التشخيص أصبح معروفا لدي طوائف واسعة من النخب السياسية والفكرية الموريتانية إلا أنه  حين يأتي ممن عايش النظام عن قرب ودافع عن خيارته باستماتة وسوقها  فى مرحلة من المراحل يكون الأمر أكثر أهمية ويضفى على الحقائق مزيد بيان ولا يبقى عذرا لمن ما زال على عقله غشاوة من تأثير الشعارات الزائفة والخرجات التمثيلية التي حاول النظام تسويقها وتضليل الناس بها

 

لاحظ الباحث الدكتور محمد بن المختار الشنقيطي في مقال قديم له أن نظام ول عبد العزيز من أكثر الأنظمة الموريتانية غباء وضعفا حيث يعتمد فى وجوده على شخصيات ضعيفة الخبرة قليلة المكانة والتأثيرعلى عكس أسلافه ولذلك انفض من حوله أزلام السلط ورجالات الإدارة . وهي مقولة دقيقة وذلك رغبة من النظام فى أن لا يزاحمه أحد فى السلطة والمكانة ولنزعته الاستئثارية بل احتقاره واستعلائه على حلفائه ومؤيديه فضلا عن خصومه ومعارضيه.

2. النظام الفاسد يفقد أوراقه ويتعري يوما بعد يوم ويزيده الزمن فشلا وترهلا وكذلك الباطل مصيره الفشل ونهايته التلاشي والاضمحلال

3. الشيخ ولد حرمه ارتكب أخطاء سياسية فادحة فى دعمه الفج للنظام الفاسد وهجومه العدواني على المعارضة ورموزها خدمة للنظام الذي ألقى به  بعيدا بل أن استهلكه وأخذ منه ما يريد ومع ذلك له تاريخ مشهود فى معارضة نظام ولد الطايع ولقى فى سبيل ذلك السجن والتضييق

4. كما أن علينا أن لا ننسي أن أشد معارضي ول عبد العزيز راديكالية لم يسلموا من التقرب من نظامه بطريقة أو بأخري مما يجعلنا نقول إنه ليس من العدل أن نحجر على الرجل ونمنعه من الانتساب للصف المعارض طالما أن أباطرة الفساد وأساطين الظلم والتعذيب يتصدرون المشهد السياسي المعارض  بكل لائكية وصفاقة

5. المعارضة فى وقتها الراهن فى أضعف مراحلها وأشدها تفرقا وتشرذما والنظام ظاهريا فى أقوي مراحله ولكن ضعف المعارضة لا يدل على أن موقفها غير صحيح وقوة النظام الظاهرية الخادعة ليست لأنه على حق أوأنه نظام صالح للبقاء والحكم  بل إنه من أفسد الأنظمة المتعاقبة وأخطرها على الوطن ومستقبله ولو ترك النظام الحالى يستفحل ويشتد عوده فسيذهب الوطن والدولة لا قدر الله لكنه بفضل الله نظام غير قابل للبقاء لأنه يحمل فى نفسه عوامل سقوطه وعناصر فشله

6. على المعارضة الموريتانية أن تأخذ اسراتيجية سياسية جادة وواقعية حتي يمكنها أن تقف فى وجه تغول النظام الفاسد وسيره الحثيث نحو الاستئثار بالوطن والتهامه وفى سبيل ذلك ينبغي أن تراجع مسيرتها وتتجاوز ما فيها من أخطاء وأن  تقترب من الشارع وأن تطور خطابها عبر الاهتمام بهموم المواطنين وكشف فساد النظام وفضح أساليبه الملتوية فى الحكم والإدارة وأن تترك الخطاب الثوري المتشنج إلى حين ليس لأنه غير صحيح ولكن لأن عوامل نجاحه لم تنضج بعد

7. على المعارضة الجادة أيضا أن تجد قواسم مشتركة بينها وبين كل الأحزاب والشخصيات المعارضة للنظام مهما كانت الخلافات الجزئية فى المواقف الظرفية فالنظام الفاسد هو أكبر خطر يتهدد الوطن فى وقتنا هذا ولن تتمكن المعارضة من الوقوف فى وجهه دون مزيد من المرونة السياسية فى الموقف والخطاب ودون التقرب من الشعب والتنبه لمخاوفه وهواجسه ولن تفيد المواقف الطوباوية إلا فى ترك النظام المدجج بالسلطة والسلاح يلتهم الوطن ومن فيه.

26. نوفمبر 2013 - 13:22

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا