عذرا أيها الزعيم / إطول عمر شيخنا سيدي عبدالله

altتابعت بكل شغف حلقة في احدي القنوات التلفزيونية الوطنية مع شخصية وطنية كبيرة أكن لها كل الاحترام والتقدير , احترم لهذا الرمز نضاله ووطنيته وحبه الخير للجميع . احترم له مع تقدير واعتزاز عطفه علي الضعفاء والمظلومين والأرامل واليتامى و المساكين و انفاقه عليهم

 و اخفاء ما تنفق يمينه حتى لا تعلم به شماله و لولا بوح المستهدفين بذلك لما علم به احد سواهم , خلق كثير لا يمكنني حصره في سطور , اثناء متابعتي لحديث الزعيم كنت احرص علي ان يكون الجو هادئا فإذا بكي طفل او رنَ هاتف بادرت الي اسكاتهما لكي لا تفوتني كلمة من كلامه او موقف من مواقفه وكان يسرد الاحداث بدقة متناهية و بحضور ذهن قوي عكس ما قال هو أنه ( شيباني عاد لاه يدكدك راص) ما شاء الله تبارك الله.

لكن للأسف الشديد وقع في فخ طال ما وقع فيه الكثير من أشباه الرجال (حاشاه من هذا الوصف) وذلك عندما سأله الصحفي هل تؤمن بربط السياسة بالدين أم بفصلهما؟ فأجاب وبدون تردد لا , لا أؤمن بإقحام الدين في السياسة فنحن شعب مسلم و لا يزايد علينا أحد بإسلامه , دهشت مما سمعت و تصببت عرقا في جو انواكشوط البارد و بدأت امسح أعيني و انظر الي الشاشة ولم استفق إلا عندما سأله ثانية من قدوتك؟ فقال له محمد صلي الله عليه وسلم وعمر رضي الله عنه , تنفست الصعداء وقلت دون ادراك مني سبحان الله العظيم من كان محمد صلي الله عليه وسلم وعمر الفاروق رضي الله عنه قدوته يؤمن ببعض الكتاب ويكفر ببعضه (اعاذه الله من ذلك ) , وبهذه المناسبة أريد أن ألفت انتباه من يهمهم الأمر ورب حامل فقه الي من هو افقه منه بأن خير دولة عرفتها البشرية و التي ضربت أروع مثال في العدل والمساواة والاقتصاد والسياسة وفي كل ميادين الحياة كانت الدولة  التي أسسها خير البشرية محمد صلي الله عليه وسلم و الخلفاء الراشدون حيث كانت دولة شمولية تعتني بجميع مناحي الحياة من دون تفريط أو افراط أو غلو أو تقصير آخذةً بالاعتبار أن الشريعة منهج حياة وأن الانسان خلق حر الارادة و الاختيار وقد اصطفاه الله ليكون خليفته في الارض وأن التقوى هو معيار التفاضل فيها , أما القائلين بفصل الدين عن السياسة أسألهم هل الدين جاء ليكون حبيس مكان معين أي المسجد لأداء فريضة الصلاة مثلا أو زمن معين لصيام رمضان و الزكاة عند حلول الحول أم أن الدين جاء ليتحكم في حياتنا كلها "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له وبذلك أمرت وأنا من المسلمين " صدق الله العظيم  أين هم من هذه الآيات القرآنية قال الله تعالي:" ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء" [النحل:89] وقال : "ما فرطنا في الكتاب من شيء"[38] وقال: {فوربك لنسألنهم أجمعين عما كانوا يعملون} أين هم من ( كل شيء – من شيء) أم انها لا تعني لهم شيئا , أم أن السياسة و الاقتصاد والضوابط التي تحكم سير حياة الناس اليومية لا تندرج في هذا الدستور الرباني الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه و لا من خلفه تنزيل من حكيم حميد  , ام انهه خارجة عن القسم بالمساءلة الواردة في الآية الأخيرة.

أما المحور الثاني من هذه المشاركة المتواضعة فهي لتذكير البعض وإنارة الرأي للبعض الآخر , وهو عندما يوفق الله شخصا  للالتزام بالدين أو حزبا لأن يجعل مرجعيته دينية تقوم الدنيا ولا تقعد و تنهال عليه التهم من كل حدب وصوب   ( هذا دين جديد – هذا احتكار للدين -  ألسنا مسلمين و في دولة مسلمة ...إلخ ) نعم ورب الكعبة اننا مسلمون لكن ليس كلنا مسالمون و اننا صالحون لكن ليس كلنا مصلحون , فقد كانت من حكمة الله بعباده أن يقيض لهم من يجدد لهم أمر دينهم و أن تنفر من كل فرقة طائفة ليتفقهوا في الدين قال الله تعالي:[ وما كان المؤمنون لينفروا كافة فلولا نفر من كل فرقة منهم طائفة ليتفقهوا في الدين ولينذروا قومهم اذا رجعوا اليهم لعلهم يحذرون] (122التوبة) وهي ايضا من دواعي حفظ الدين الذي تكفل الله به قال تعالي: {إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون} .

اذا هل لا تعقل هؤلاء ورجعوا الي رشدهم وعلموا ان الاسلام ليس بالهوية و لا بالاسم فقط بل هو اعتقاد وتطبيق.هذه اثارة اردت منها ان استنهض همم المختصين لإثراء الفكرة وتعميقها , وفي الاخير اقول لك عذرا ايها الزعيم إن الخطأ يكبر ويصغر بقدر صاحبه.

 

[email protected]

 

22. يناير 2014 - 0:06

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا