يقول الشاعر: شهدالانام بفضله حتىالعدا والفضل ما شهدت به الأعداء
يقول القاضي عياض:"إذا كان من الطبيعي أن يثني التابعون على متبوع هم فالعجيب هو ثناء الأعداء والمخالفين لعدوهم، فلم يشهد لصدق النبي صلى الله عليه وسلم وحسن أخلاقه المؤمنون به فقط بل شهد له الكثير من المنصفين من أعدائه الذين لا يؤمنون به ،إنها حقيقة أبصرتها عقولهم و نطقت بها ألسنتهم لتكون حجة على كل من يكابر ويعاند."
إليكم بعض شهادات غير المسلمين على صدق و أمانة النبي صلى الله عليه وسلم قديما و حديثا
فقديما
- حينما قامت قريش ببناء الكعبة قبل بعثة النبي صلى الله عليه وسلم تنازعوا في رفع الحجر الأسود إلى مكانه واتفقوا على تحكيم أول من يدخل عليهم الباب فان أول داخل عليهم هو رسول الله عليه الصلاة والسلام، ففرحوا به جميعا وقالوا "جاء الأمين ،جاء محمد وكانوا يلقبونه بلقب الصادق الأمين لما يعلمونه من أمانته و صدقه.
- ولما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم قوله تعالى "وأنذر عشيرتك الأقربين"-الشعراء- صعد إلى الصفا و جعل ينادي : "يا بني فهر يا بني عدي حتى اجتمعوا... فقال صلى الله عليه وسلم:" أرأيتم لو أخبرتكم أن خيلا بالوادي تريد أن تغير عليكم أكنتم مصدقي؟ قالوا نعم ما جربنا عليك إلا صدقا قال فإني نذير لكم بين يدي عذاب شديد " رواه البخاري
شهادة أبي جهل
لقد قال فرعون هذه الأمة للنبي صلى الله عليه وسلم إنا لا نكذبك ،و لكن نكذب ما جئت به اعترافا لصدقه فأنزل الله تعالى قوله" قد نعلم إنه ليحزنك الذي يقولون فإنهم لا يكذبونك ولكن الظالمين بآيات الله يجحدون " –الأنعام-
ذكر ابن القيم في كتابه "هداية الحيارى" أن المسور بن مخرمة سأل أبا جهل عن حقيقة محمد صلى الله عليه و سلم فقال :يا خالي هل كنتم تتهمون محمدا بالكذب قبل أن يقول ما قال؟ فقال يا ابن أختي والله لقد كان محمدا فينا وهو شاب يدعى الآمين فما جربنا عليه كذبا قط-قال يا خال فما لكم لا تتبعونه؟ قال يا ابن أختي تنازعنا نحن وبنو هاشم الشرف فأطعموا وأطعمنا و سقوا وسقينا وأجاروا وأجرنا حتى إذا تجاثينا على الركب كنا كفرسي رهان قالوا منا نبي فمتى ندرك مثل هذه؟
وذكر ابن كثير والطبري في تفسيرهما أن الأخنس بن شريق قال يوم بدر لأبي جهل يا أبا الحكم أخبرني عن محمد أصادق هو أم كاذب؟ فإنه ليس ها هنا من قريش أحد غيري و غيرك يسمع كلامنا،فقال أبو جهل ويحك والله إن محمدا لصادق وما كذب محمد قط ولكن إذا ذهبت بنو قصي باللواء والحجابة والسقاية والنبوة فماذا يكون لسائر قريش؟
أما حديثا
شهادة ماكسيم رودينسن Maxime Rodinson أستاذ الدراسات العليا بباريس - 2004 1915-
والذي يقول " إن بظهور عدد من المؤرخين والمستنيرين في القرن الثامن عشر بدأت تتكامل معالم صورة هي صورة النبي محمد صلى الله عليه وسلم الحاكم المتسامح والحكيم والمشرع"
شهادة جاك رسلر : Jacques Ruslerأستاذ بالمعهد الإسلامي بباريس
حيث يقول "كان لزاما على محمد محمد صلى الله عليه وسلم أن يبرز في أقصر وقت ممكن تفوق الشعب العربي عندما أنعم الله عليه بدين سام في بساطته ووضوحه وكذلك بمذهبه الصارم في التوحيد في مواجهة التردد الدائم للعقائد الدينية وإذا ما عرفنا أن هذا العمل العظيم أدرك و حقق في أقصر أجل أعظم أمل لحيات إنسانية، فإنه يجب أن نعترف أن محمدا صلى الله عليه وسلم يظل عداد أعظم الرجال الذين شرف بهم تاريخ الشعوب والأديان"
شهادة ليف تولستوي Levi Tolstoï1828-1910 من أكبر روائيي روسياو يقول " يكفي محمدا فخرا أنه خلص أمة ذليلة دموية من مخالب شياطين العادات الذميمة وفتح على وجوههم طريق الرقي والتقدم وأن شريعة محمد ستسود العالم لانسجامها مع العقل والحكمة
شهادة آرنولد توينبي Arnold Toynbee1889-1975 من أشهر المؤرخين في القرن العشرين بجامعة لندن
" لقد أخذت سيرة الرسول العربي صلى الله عليه وسلم بألباب أتباعه وسمت شخصيته لديهم إلى أعلى عليين فآمنوا برسالته إيمانا جعلهم يتقبلون ما أوحي به إليه و أفعاله كما سجلتها السنة مصدرا للقانون، لا يقتصر علي تنظيم حياة الجماعة الإسلامية وحدها، بل يرتب كذالك علاقات المسلمين الفاتحين برعاياهم غير المسلمين الذين كانوا في بداية الأمر يفوقونهم عددا "
شهادة ويليام جيمس ديورانت William James Durand 1855 -1980 فيلسوف آمريكي
يقول " إذا ما حكمنا علي العظمة بما كان للعظيم من أثر في الناس قلنا ان محمد صلي الله عليه وسلم كان من أعظم عظماء التاريخ "
شهادة مايكل هرس Mikael Herses : صاحب كتاب "أعظم مائة شخص في التاريخ "
يقول "إن اختياري محمدا أن يكون الأول في قائمة أهم رجال التاريخ ربما أدهش كثيرا من القراء إلي حد قد يثير بعض التساؤلات، ولكن في اعتقادي أن محمدا صلي الله عليه وسلم كان الرجل الوحيد في التاريخ الذي نجح بشكل أسمي وابرز في كلا المستويين الديني والدنيوي ... إن هذا الإتحاد الفريد الذي لا نظير له للتأثير الديني والدنيوي معا يخوله أن يعتبر أعظم شخصية ذات تأثير في تاريخ البشرية "
ويقول هرس أن محمدا هو الإنسان الوحيد في التاريخ الذي نجح نجاحا مطلقا علي المستوى الديني والدنيوي وبعد أربعة عشر قرنا ما يزال أثره قويا متجددا " ويقول أيضا " لا يوجد في تاريخ الرسالات كتاب بقيت حروفه كاملة دون تحوير سوى القرءان الذي نقله محمد صلي الله عليه وسلم|"
شهادة مهاتما غاندي Mahatma Gandhi1869-1948 القائد السياسي و الزعيم الروحي الهندي ،يقول" أردت أن أعرف صفات الرجل الذي يملك بدون نزاع قلوب ملايين البشر...لقد أصبحت مقتنعا كل الاقتناع أن السيف لم يكن الوسيلة التي من خلالها اكتسب الإسلام مكانته ، بل كان ذلك من خلال بساطة الرسول مع دقته وصدقه في الوعود،وتفانيه و إخلاصه لأصدقائه وأتباعه وشجاعته،مع ثقته المطلقة في ربه و في رسالته...هذه الصفات هي التي مهدت الطريق و تخطت المصاعب وليس السيف...بعد انتهائي من قراءة الجزء الثاني من حيات الرسول وجدت نفسي أسفا لعدم المزيد لتعرف أكثر على حياته العظيمة"
شهادة فولتر Voltaire1694 -1778 كاتب وفيلسوف فرنسي يقول : " إن دين محمد حكيم وصارم وعفيف وإنساني – حكيم لأنه لا يقع في الجنون حيث يتنكر للشرك بالله، صارم لأنه يحرم الخمر والميسر والأنصاب والأزلام ويلزم بالصلاة خمس مرات لليوم – عفيف لأنه يقلص إلي اربعة العدد الهائل من النساء اللائي كن متعة لأمراء المشرق – وإنساني لأنه يوجب الصدقة ويأمر بالحج، زد علي ذلك طبيعته الحقة والتسامحية" .
شهادة يوحنى بولس الثاني Jean Paul II 1920 – 2005 يقول : يجب علي المسلمين والمسيحيين ان يعترف كل منهم بفضل الأخر وبقيمه السامية المشتركة وان نحمد الله علي ذلك"
و اختم بقول شاعر آخر حيث يقول
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد ويشتكي الفم طعم الماء من سقم
