من فريق لمنتخب/ ختار دحن حمود

بسرعة البرق التي وصل بها عبد الفتاح السيسي الى السلطة فريقا بانقلاب عسكري يشق عزيز مصر الطريق الى سدة الحكم هذه المرة منتخبا ليعزز بذلك هيمنته على مقاليد الحكم متصدرا للمشهد المصري ما بعد ثورة الثلاثين من يونيو التي وأدت تجربة مدنية لما تبلغ الفطام بعد.

الفريق و المشير لاحقا عبد الفتاح السيسي ايقونة الجيش المصري التزاما و تدينا حسب وصف الرئيس مرسي و جماعته غداة اختياره وزيرا للدفاع في اغسطس 2012 و الذي خصصت جريدة الحرية و العدالة الناطقة باسم الاخوان المسلمين افتتاحية عددها الصادر في في نفس اليوم بعنوان وزير دفاع بنكهة الثورة لذكر مناقبه اختار الانحياز للحراك الشعبي المناهض للحكم الاخواني ما افضى لاحقا الى حالة اختلف في وصفها بالانقلاب من قبل رافضيه و بتصحيح مسار الثورة حسب مؤيديه في سيناريو بات الغالب على الدول العربية التي عرفت نظام حكم مدني (السودان 89، موريتانيا 2008 و مصر مؤخرا).
في الحالة الموريتانية تنبأ الكاتب المصري محمد حسنين هيكل بفشل التجربة الديمقراطية معللا ذلك الفشل بلعنة الجغرافيا و غياب البعد التاريخي للبلد و صدقت نبوءته آذن ذاك.
اليوم تتشابه الاحداث في مصر مع نظيرتها في موريتانيا غداة انقلاب السادس من اغسطس حد التطابق حكومة مدنية ضعيفة و تذمر شعبي و حالة من الانفلات الامني و مطالبات من زعماء المعارضة الديمقراطية قبل غيرهم للجيش بالتدخل لتصحيح المسار ما أدى في النهاية الى تصدر العسكر للمشهد غير ان الحالة الموريتانية حملت مفاجآت لهيكل و نظريته حين واجه الطرفان المدني و العسكري تلك المحنة بسلمية و تحضر منقطع النظير فلم تشفع نعمة الجغرافيا و عراقة التاريخ لمصر في الحفاظ على تجربتها الوليدة ولم تجنبها الدخول في مواجهات دموية و متاهات احادية اقصائية من الطرفين اغرقت مصر في بحر من الدماء في حين لم ترق قطرة دم في الحالة الموريتانية، كما كان الجميع على قدر كبير من المسؤولية حين جنحوا للتفاوض فتنازلت الاطراف على اختلافها للوطن في اتفاق دكار و قررت الدخول في حكومة توافقية اشرفت على انتخابات مجمع عليها بعيدا عن المسارات الاحادية و الاقصائية لله الحمد.
ان ازمة الحكم في العالم العربي تطرح اكثر من سؤال عن سبب عجز الدول العربية في الحفاظ على تجاربها الديمقراطية الوليدة و لو لولاية واحدة الامر الذي يميط اللثام عن ازمة عميقة هي في الحقيقة ازمة نخب سياسية تعيش حالة انفصام تام عن شعوبها و تناقض مع ما ترفع من شعارت و الا فكيف يمكن تبرير دعم زعماء ديمقراطيين للانقلابات ناهيك عن استجداء العسكر للقيام بها في تناقض صارخ لما حاولوا اقناع الشعوب به و كيف يمكنهم بعد اليأس من تسليم الجيش لهم السلطة مطالبة الجماهير بتصديقهم في لعن احكام عسكرية كانوا وقودها فالتعاطي الشعبي العربي الداعم للانقلابات ما هو الا حالة يأس من النخب المدنية.
في موريتانيا كما في مصر ظلت مطالب شعبية حاضرة بقوة على مكاتب الرؤساء المدنيين دون ان يقدموا لها سوى تبريرات غير مقنعة منها على سبيل المثال لا الحصر قطع العلاقات المشينة مع الكيان الصهيوني الامر الذي نجح فيه عزيز موريتانيا فهل يتبعه عزيز مصر في تلك؟

28. مارس 2014 - 13:07

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا