وداعا أيها الاحبة / ابحيده ولد خطري

أن تتطوع لخدمة الناس فذالك عند البعض مضيعة للوقت والمال ولكن قد لا يكون الامر كذالك خصوصا عندما تتطوع للمساعدة في تكوين أجيال الحاضر والغد وتستحضر أن لك وطنا لك سماؤه وأرضه بره وبحره يجب أن تتقاسم مع شعبه حلوه ومره

 من هذا المنطلق انطلقت منذ سنين خلت كانت البداية بقرى صغيرة حاولت حينها مساعدة المحتاجين في مجالات عدة لا يتسع المقام لذكرها ليتطور الامر الى خدمة الطلاب طيلة مرحلة الاعدادية ثم طيلة مرحلة الثانوية ثم طيلة سنوات الجامعة في نواكشوط كمسؤول عن زملائي  الطلاب في القسم ثم كناشط في الاتحاد الوطني لطلبة موريتانيا ، كنت أظن أن الامر سيقف عند حدود الوطن ولكن الاقدار شاءت أن يلازمني ذالك أينما وضعت رحلى فبعد حصولي على منحة دراسية بعد تفوقي في قسم التسيير من كلية العلوم القانونية والاقتصادية جامعة نواكشوط اخترت المغرب قبلة لدراساتي العليا فيممت وجهي نحو ذالك البلد العريق لأجد شعبا عظيما نتقاسم معه الاخوة والمحبة والكرم ونشر العلم، في أول ليلة لي بالرباط اختارني الطلاب في منزل الاتحاد كمشرف عليهم ليبدأ أول فصل من فصول النضال خارج الوطن وما إن تجاوزت مسابقة ولوج الماستر في العلوم الاقتصادية في جامعة محمد الخامس آكدال حتى كنت على موعد مع أشياء لم أعهدها فلقد تعودت على خدمة الطلاب خارج هيآت الاتحاد فإذا ببعض الاخوة يقنعني بأنه لابد من الدخول في المكاتب التنفيذية وأن للضرورة أحكامها فقبلت وانتخبت مسؤولا للشؤون الاكاديمية في مكتب 2010 2011 رفقة إخوتي الاعزاء وأخواتي العزيزات  شمرنا عن سواعدنا وقدمنا خدمات جسام ساعدنا في تسجيل المئات من الطلاب واستطعنا الحصول على العديد من المنح من قبل الوكالة المغربية للتعاون الدولي زيادة على الحصة الرسمية، كانت سنة صعبة وشاقة ولكن النتائج كانت جيدة ولله الحمد، ظننت أن الامر سيقتصر على الطلبة الموريتانيين لكن الطلاب المغاربة والأجانب في جامعة محمد الخامس بالرباط كان لهم رأي آخر فاختاروني أيضا مسؤولا عنهم بالتوازي مع خدمة الطلبة الموريتانيين ليزداد الحمل ثقلا زيادة على أعباء الدراسة خصوصا بالنسبة لي أنا الضعيف في اللغة الفرنسية والانكليزية وهما لغتا التدريس بتلك الماستر قلت في نفسي هذا قضاء من الله ولا راد لقضاء الله كانت تلك الفترة من أصعب الفترات في حياتي حيث أنه لابد من بذل كل المستطاع في خدمة الجميع وأن لا يكون هناك أي تقصير وفي نفس الوقت يجب أن أنجح في دراستي التي جئت من أجلها خصوصا أنني عشقت الفوز ولا أرضى عنه بديلا كان الامر صعبا ودعت الراحة والنوم لاستبدلهما بالمشقة والسهر وتذكرت قول الشاعر العظيم أبو الطيب المتنبي
لولا المشقة ساد الناس كلهــــم    الجود يفقر والإقدام قتـــــــال 
على كل حاولت النجاح في الدراسة والنقابة وكان لي ذالك ولله الحمد طلب منى الطلاب  في السنة الموالية الترشح  للأمانة العامة فاعتذرت ودعمت إخوة آخرين أعزاء ظنا مني أنني سأستريح فإذا بالحال يذكرني بسنوات جامعة نواكشوط والخدمة خارج المكاتب التنفيذية قلت هذا قضاء وقدر بعد ذالك حدث ما حدث من أمور لا أود الحديث عنها في هذه السطور فوقفت مع إخوتي في المكتب التنفيذي حينها إيمانا مني بأن الرجال في الشدة وليس الرخاء حتى وإن كنت أخالفهم الرأي في بعض ما جرى استمريت على ذالك النحو إلى ان انتخبني الطلاب أمينا عاما يوم 20 05 2012  حاولت جاهدا أن أصلح بعض الخلل مستخدما كل ما أملك من علاقات سواء مع الوكالة المغربية للتعاون الدولي أو وزارة التعليم العالي والبحث وتكوين الاطر أو مع الجهات الرسمية الموريتانية  حاولت خلال تلك المأمورية رفقة إخوتي الاعزاء  وأخواتي العزيزات في المكتب التنفيذي أن نقدم أكبر قدر ممكن من الخدمات للطلاب وكان ما كان الى ان فاجئني الطلاب بإعادة انتخابي أمينا عام للمرة الثانية وهو حدث يعتبر الاول من نوعه في تاريخ اتحاد الطلبة والمتدربين الموريتانيين بالمغرب قبلت تلك الثقة بكل فخر واعتزاز وحاولت التوسيع من دائرة العمل رفقة إخوتي الاعزاء وأخواتي العزيزات في المكتب التنفيذي الجديد وكان ما كان أيضا مما لن أعدده في هذه السطور قد يتساءل البعض لماذا كل هذا التفاني في خدمة الآخرين أقول وبكل بساطة إنها  التربية إنه حب الوطن والغيرة عليه والطموح فمن دون تكوين موارد بشرية لا نهضة ولا تقدم تلك قناعتي فلو كنت أريد الوظيفة لحصلت عليها مبكرا فخلفي العديد من المواطنين الذين أجمعوا علي ذات يوم فقلت ليس بعد ولو كنت أريد المال لقبلت بخمسة عروض من مؤسسات خاصة اثنين منها كانا مغريين بدرجة كبيرة ولكن قلت أفضل خدمة الطلاب على كل هذا، أفضل أن أساهم في بناء وطني بشكل فعال، في بناء وطني الذي أحبه وأعشقه ولسان حالي يقول
بلادي هواها في لساني وفي دمي   يمجدها قلبي ويدعوا لها فــــــمى
ولا خير فيمن لا يحب بـــــلاده     ولا في حليف الحب ان لم يتيــم
مضت كل تلك السنين وحاولت خلالها مساعدة الطلاب كل الطلاب بمختلف توجهاتهم الفكرية والسياسية بأبيضهم وأسودهم بعربيهم وأعجميهم حاولت أن تكون موريتانيا حاضرة في كل المحافل حيث أن المغرب تتواجد بها أكثر من مائة جنسية فكان ما كان من علاقات وطيدة مع أشقائنا الافارقة والعرب لا بل وحتى مع دول أخرى من القارة الآمريكية ومع دول كتركيا وماليزيا واندنوسيا وباكستان والصين ,,, ولم يقتصر عملنا في الاتحاد على العمل النقابي الصرف بل تعداه الى العمل الثقافي والأكاديمي فلقد حاولنا بث ثقافتنا الغنية لتصل الى العديد من دول العالم كما فعل أجدادنا من قبل ونحن اللذين يقول عنا  شاعرنا وعالمنا الكبير المختار ولد بون رحمه الله 
ونحن ركب من الاشراف منتظــــم           أجل ذا الخلق قدرا دون أدنانا
قد اتخذنا ظهور العيس مدرســــــة            بها نبين دين الله تبيـــــانــــــا
وبما أن الاعلام ضرورة ملحة خصوصا في عصرنا الراهن كان لنا العديد من اللقاءات الصحفية مع قنوات تلفزيونية وإذاعات ومواقع الكترونية مغربية وموريتانية لا بل وحتى عالمية حاولت من خلالها إبراز الدور النبيل للنقابة لا بل والعمل التطوعي بشكل عام كذالك حاولت أن أساهم في التعريف بوطننا الغالي وبثقافته الغنية حاولت كذالك طوال هذه الفترة رفقة إخوتي وأخواتي ترسيخ الاخلاق الفاضلة والمعاملة الحسنة مع وضع استراتيجية واضحة لنيل الحقوق والحفاظ على المكتسبات حاولنا إسعاد الطالب في مدينته وفي مكانه بغض النظر عمن هو وعن طبيعة لونه وشكله وعن نوعية فكره، طبعا مضت هذه الفترة بسعادة لا تصدق حتى مع كثرة التعب وحتى رغم محاولات البعض التشويش مع أنهم لا يكفرون ولا يجحدون بما نقدم ناهيك عن رمي البعض لنا بالدبلوماسية الزائدة  على كل كل هذا شرف ووسام نعتز ونفتخر به مادام يفضي إلى نتيجة إيجابية لان الهدف الاساسي والاسمى هو تحقيق مطالب الطلاب والسعي في تلبية طموحاتهم فإن حصل ذالك بالطرق الدبلوماسية والحوار يكون ذالك من أرقى وسائل النضال وإن تطلب الامر عكس ذالك كنا دائما في المقدمة نتلقف الأذى قبل أي طالب ولم نكن أسيري طرف أكحل، إخوتي الاعزاء أخواتي العزيزات اسمحوا لي أن أقول لكم بأنني لست نادما على كل ما فعلت ولا على ما ضاع لي من وقت أو مال فأنتم تستحقون أكثر وأكثر، الآن وبعد تحقيق كل هذه النجاحات والمكتسبات أقول لكم وداعا أيها الاحبة إلى أن نلتقي في مراحل أخرى من النضال وخدمة الوطن نعم وداعا أيها الاحبة سأترجل عن صهوة النقابة في المؤتمر القادم لأعتلي صهوات أخرى صهوات التعمق في العلم وخدمتكم لا بل وخدمة الوطن بشكل عام من زوايا أخرى إخوتي الاعزاء أخواتي العزيزات أعتذر لكل الئك الذين فتحوا صفحات ومجموعات على مواقع التواصل الاجتماعي مطالبين بترشحي كما أعتذر للذين قدموا إلي من مناطق بعيدة لهم نفس الطلب وأعتذر للذين هاتفوا والذين راسلوا ,,, نعم سأترجل عن الامانة العامة ولكنني مرتاح الضمير بأنني لم أفعل قط شيئا في السر أخشى منه في العلن مرتاح الضمير لأنني بذلت كل ما في وسعي من أجلكم ,,, نعم سأترجل عن الامانة العامة ولكنني أتحمل كامل المسؤولية عن  كل تصرفات وقرارات المكاتب التنفيذية طلية سنتين ,,, أغادر الامانة العامة والصف الطلاب عروة وثقى لانفصام لها وأتمنى أن يبقى كذالك إخوتي الاعزاء أخواتي العزيزات اسمحوا لي قبل أن أنهي هذه السطور أن أتقدم بالشكر الجزيل للملكة المغربية ملكا وحكومة وشعبا على التعامل الراقي والممتاز معنا كطلبة وكمتدربين موريتانيين بالمغرب كما أتقدم بالشكر الجزيل للوكالة المغربية للتعاون الدولي من مديرها العام إلى آخر مسؤول فيها وللوزارات المغربية التالية وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وتكوين الاطر ووزارة الخارجية ثم الداخلية كما أتقدم بالشكر الجزيل لسفارة الجمهورية الاسلامية  الموريتانية بالمغرب وللملحقية الثقافية ولوزارة التعليم العالي بموريتانيا كما أتقدم بالشكر الجزيل لكل الجامعات والمعاهد المغربية واسمحوا لي أن أتقدم بشكر خاص لكل الزملاء والزميلات الذين عملوا معي في المكاتب التنفيذية كما أشكر كل المكاتب الفرعية السابقة والحالية في مختلف المدن المغربية، أشكر كل الشعراء الذين استمتعنا بأشعارهم الجميلة والممتازة وأشكر كل الفنانين والفنانات  الذين لطالما أنعشوا أماسينا الثقافية كما أشكر وسائل الاعلام المحلية والدولية والتي لطالما أسمعت أصواتنا وغطت أنشطتنا كما أشكركم أنتم إخوتي الطلاب أخواتي الطالبات على تقديركم واحترامكم لي وبما أن هذه المحبة والأخوة والصداقة هي أشياء لا تشترى بالمال فإنني أأكد لكم بأنني لن أفرط فيها أبدا ما حييت لن أفرط في هذه الجماهير العظيمة التي أحبتني وأحببتها ، إخوتي الطلاب أخواتي الطالبات أجد لزاما على أيضا ان أشكر أفراد أسرتنا الكريمة على صبرهم على غيابي عنهم حيث أنني لا أخصص لهم في السنة إلا عشرة أيام عزائي أنهم يعلمون أن من تصدر الشأن العام وأراد النجاح فيه فلن يتمكن من البقاء كثيرا مع الاهل والأحباب وعزائي أنهم هم من دربني على تحمل المسؤولية منذ الصغر كما أشكر إخوتي اللذين ما بخلوا علي بالمساعدات المالية والمعنوية والتي لولاها ما تحقق كل هذا وأقول لهم أبشروا فكل مال صرف في شأن عام سيخلفه الله بأضعافه إخوتي الطلاب أخواتي الطالبات اسمحوا لي كل تقصير تجاهكم  فالعمل البشري من طبيعته النقصان واسمحوا لي إن كنت قد أخطأت في أي منكم فالخطأ كتب على البشر وأنا بشر كما اسمحوا لي إن كانت بدرت مني كلمة سوء تجاه أي منكم مع أنني دائما أحاول أن أقول خيرا أو أصمت أتمنى من الله العلي القدير أن يجعل كل ما نقوم به خالصا لوجهه الكريم وأن يوفقنا جميعا لما يحبه ويرضاه وأن يجعل كل ذالك في ميزان حسناتنا  شكرااااا أيها الأحبة.

17. أبريل 2014 - 11:49

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا