الطريق لنيل ثقة الناخب / لمرابط ولد محمد الأمين

تبدأ بلادنا هذه الأيام حلقة جديدة من المسلسل الديمقراطي ؛ بداية جاءت بعد أخذ و رد ومد وشد  فيما عرف باللاءات والميمات بين أغلبية حددت سلفا موعدا للانتخابات الرئاسية وترى أنه لا مبرر للتأجيل لما يترتب على ذلك من تداعيات محتملة ومعارضة ترى أن رئيس الجمهورية قلب ظهر المجن 

لشعبه لما نكص عن ما كان يفاخر به من إشراك ومشورة وإرساء للتعددية ، فعطل الحوار وسد شرايين اللقاء فاتسعت هوة الخلاف بين الأطراف ، وتباينت رؤاهم لتتبخر آخر قطرة أمل للخروج ببنود ترضي الجميع للتمهيد لانتخابات رئاسية يشارك فيها الجميع ، هكذا انشقت عصا القوم وأعلن المقاطعون مقاطعتهم والمشاركون مشاركتهم لتودع ملفات ستة مترشحين لدى المجلس الدستوري ثم ليفاجأ ولد بوحبيني الرأي العام بانسحابه الذي ربما كان مناورة وخطة مبيتة في شطرنج سياسية ما فتئ الطرفان يلعبانها بكل ما أوتيا من مكر ودهاء ، وقد يكون كبوة حصان ، ورغم صعوبة فك شفرات المشهد السياسي فإننا نحترم مقاطعة أؤلئك ومشاركة هؤلاء وندرك جيدا أن نيل شرف ثقة الناخب الموريتاني في أي زمان ومكان منوط بمدى كارزمية الرئيس المترشح واخلاصه للوطن وقدرته على تجشم عناء المخاطرة في سبيله ، فمثلا منذ بزوغ شعلة نظام فخامة رئيس الجمهورية محمد ولد عبد العزيز والدولة ترقى سلم التطور فقد ملأ الدنيا وشغل الناس عندما حصن بيت مال المسلمين من النصب ، وآزر الفقراء في أحياء الصفيح ، وأضحى البلد في عهده ورشة عمل من جنوبه إلى شماله وغربه إلى شرقه ، واتبعت القيادة الوطنية سياسة محكمة في مجال الصيد بشقيه لرعايته بعدما ظلت الشركات الأجنبية تمخر عباب محيطاتنا لتسرق ثرواتها ، كما أرست القيادة شفافية الامتحانات فقد ظلت المدرسة الوطنية للإدارة والضباط والمنح في الدول الأوروبية حكرا على أبناء السادة والوزراء ولم يتأتى هذا التقدم الفذ اعتباطا وإنما لنظرة وثابة يمتلكها قائد النهضة الميمونة وهذا قليل من كثير من انجازات بعثت الأمل في نفوس اليائسين من نجاح دولة كانت إلى عهد قريب تقبع في سفح الترتيب العالمي للعوز والفاقة بل كاد يعلن افلاسها وفشلها ، وإذا كانت تلك مكتسبات ادهشت الجميع فان الدهشة الكبرى تجلت في بناء الإنسان الموريتاني الذي اصبحت تطلعاته تواكب مسيرة الحضارة الإنسانية ؛ ولا أدل علي ذلك مما تشهده بلادنا من حراك ثقافي وتحرري وأن بلادنا تعيش نيسان تاريخها وتخط طريقها إلى المجد ، كما أن الخمسة مترشحين  من مختلف الفئات لمرآة صادقة لديمقراطية تتجلى في أبهى صورها ، وما زال التعليم والتشغيل ينتظران لمسات ولد عبد العزيز السحرية في المأمورية الثانية ، وسيظل الوطن حالما بعودة كل أبنائه إلى رشدهم ليقول لهم لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين.

14. مايو 2014 - 12:43

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا