للإصلاح كلمة تتعلق بما يسمى الآن بدول الجامعة العربية / محمدو بن البار

كلمة الإصلاح هذه المرة ستحلق فوق جميع فض*اءات الدول التي تطلق على نفسها دول الجامعة العربية ، وذلك لتطلق صاروخا هو الأول من نوعه ليقوم بعملية دوران دائم في دائرة خطوط العرض والطول فوق حدود ما يسمى

 الآن بدول الجامعة العربية شرقا وغربا شمالا وجنوبا وما فوقها من السماء وما تحتها من الأرض .
وهذا الصاروخ محمل بكميرات متطورة لا عمل لها إلا وضع إشارات استفهام وبحث عن أسباب ومصدر قنابـل اللعنات التي تصب فوق هذه الدول في السنوات الأخيرة صبا لا يماثله إلى ما جاء في القرآن من غضب الله على قوم فأرسل عليهم ريحا فيها عذاب أليم تدمر كل شيء بإمر ربها .
وهذا الصاروخ سوف يكون حاملا لطلب ملح موجه إلى كل كاتب ومدون وباحث استراتيجي في جميع القارات وبجميع اللغات ليتعاون الجميع على كتابة كتاب يسمى : الكتاب الأسود الأجرب على ما يسمى الآن بدول العرب .
وهذا الكتاب نطلب فيه من كل صاحب فكر أو تنبأ أو حتى أحلام أن يكتبوا أو يتـنبأوا عن خصوصية هذه اللعنات وما يترتب عليها من كل ما تـقتضيه اللعـنة من أنواع الذل والمهانة والضعف الواقع لهذه الأمة وفي نفس الوقت الطغـيان الشيطاني على شعوبهم المستضعفة حتى يتخيل للملاحظ أن الدم عندما يسمى بالدم العربي يتحرك ليتولد منه مباشرة جينات لا عمل لها إلا فرز الفيروسات الخبيثة منزوعة الرحمة والفكر والإباء .
وقـبل صدور هذا الكتاب الأسود الأجرب نؤكد نحن المسلمين الناطقين بالعربية أن هذا الوباء الذي نراه دائما مستمرا ويتـنوع في اسوداده وقـذارته وخروجه عن عقول البشرية لا يمكنه أن يمحي من قلوبنا سمو ذلك العرق الأصيل الشامخ العالي المحفور في قلوبنا والجاري في دمائـنا ونتـنـفس به في حياتـنا أر وهو الدم العربي الأصيل  .
فلاشك في أصالة المنضوين تحت ذلك الاسم وهم " العرب " المعبر عن تـلك الأمة التي اختارها الله من بين جميع الأمم أن تكون بجسمها ولحمها ولغـتها الخاصة بها حاضنة لرسالة هداية البشر على جميع أديم الأرض شرقا وغربا وشمالا وجنوبا .
ولاشك أيضا أن هذا الاختيار الواقع من المولى عز وجل الذي يعلم حيث يجعل رسالته قد اختار هذه الأمة لحمل هذه الرسالة الخالدة والحاملة أيضا بلـغته العربية الفصيحة الواسعة لكلام رب العالمين لتؤدبه بألفاظها المبينة إلى أرجاء كل العالم ، لم يخترها المولى عز وجل إلا لأوصاف نادرة في البشر خلقها هو في هذه الأمة ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير .
وهذه الأوصاف كما نعلم جميعا منها الاعـتـزاز بالنفس وإباء الضيم يقول شاعرهم :
واستـف ترب الأرض كي لا يرى ** علي من الطول امرؤ متطول
كما أن حماية الجار وإكرام الضيف ونصرة المظلوم هي خصائص ثابتـة في هذه الأمة ثبات لحمها ودمها .
ويدل على ذلك قول شاعرهم :
إني حمدت بني شيبان إذ خمدت ** نيران قومي وفيهم شبت النار
ومن تكرمهم في المحل أنهم ** لا بحسب الجار فيهم أنه جار
حتى يكون عزيزا من نفوسهم ** وحتى يبين جميعا وهو مختار
وقول الشاعر الآخر :
ناري ونار الجار واحدة ** وإليه قبلي تنزل القدر
وقول الآخر :
نزلت على آل المهلب شاتيا ** غريبا عن الأوطان في زمن المحل
فما زال بي إحسانهم وجميلهم ** وبرهم حتى ظننــتهم أهلي

إلا أن المشاهد الآن لتصرف ما ينسبون أنفسهم اليوم لتـلك الأمة يتـيقن أنهم أصبحوا معنيين بمعنى حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي أخرجه مسلم وهو : أن الله اطلع على أهل الأرض فمقـتهم جميعا إلا بقايا من أهل الكتاب، فكـذلك فإن المولى عز اطلع على عرب اليوم فمقـتـهم جميعا إلا بقايا قـليلا سموا أنفسهم بالفطريـين ومصداق هذه النظرية الواقعة هو التحليل التالي :
ما من أمة برز فيها زعماء في التاريخ إلا وتركوا لأمتهم من آثار زعامتهم ما ترفع به رأسها أمام العالم ، فمندلا توفي حتف أنفه تاركا من المجد لأمته ما يمكنها أن تـتـعاظم به على أهل الدنيا ، وهـيـتـلر وأتاتوك بالرغم من طغيانهم على عالمهم إلا أن أمتهم لم يتركوا في بعضها بغضا لهم لا تنسيه الأيام والسنون .
والذي سجله التاريخ لهذه الأمة العربية لتراه هذه الأجيال بأم عينيها هم هؤلاء الزعماء الثلاثة : جمال عبد الناصر والشهيد صدام حسين وامعمر القذافي .
هؤلاء الزعماء سجلوا في التاريخ صفتين أولاهما : كانت نـتـيجة للثانية فكل واحد منهم صحب زعامته كبرياء امتلأ منه وصفـقت له الجماهير حتى كادت تعـبده وصفته الكبرية هي التي أدت إلى الحالة التي انتهى بها ، تاركين وراءه إرثا ثـقيلا من الكراهية من بعض شعوبهم وتاركين كذلك تماثـيـل لأنفسهم نازعوا بها لباس الكبرياء الخاص بالمولى عز وجل الذي يقصم بعدله من نازعه ذلك الكبرياء .
فجمال عبد الناصر ـ رحمه الله ـ وإن كان توفي على فراشه فإن النكسة التي وقعت فبل وفاته في أوج تصاعد ما زرعته الشعوب فيه من الكبرياء تلك الوفاة على الفراش أشد بكثير عليه من وفاة الشهيد صدام حسين ومعمر القذافي رحم الله الجميع ، إن كان في علمه أنهم ماتوا وفي قـلبهم مثـقال ذرة من الإيمان مع أن ظهور إيمان صدام حسين ساعة موته لم يسجله التاريخ الآن لأي شخص من حسن الخاتمة .
فإن قطع القوات الإسرائيلية لقناة السويس متجهين إلى القاهرة بدون أي مدافع حتى جعل الرئيس جمال يطلب من عدوته الوحيدة آنذاك أمريكا أن تطلب من إسرائيل ألا تدخل عليه القاهرة إلا أن هذا هو رد الله دائما على المتكبرين إلا أن وفاة الشهيد صدام بالرغم من ما سبقها من اهانة كبريائه فإن الله أعطاه شجاعة داخل إسلامه رافقته حتى آخر لحظة من حياته .
فعلى أصحاب الكبرياء والطغاة الذين مازالوا أحياء أن يستـشعروا دائما ما فعله المولى عز وجل بأبي الكبرياء الإنساني : قارون (( فخسفنا به وبداره الأرض فما كان له من فئـة ينصرونه من دون الله وما كان من المنتصرين )) .
والآن سوف أصل إلى نتيجة المقت الذي سلطه الله على ما يسمو أنفسهم الآن الجامعة العربية بمقارنتهم بغيرهم من الشعوب الأخرى .
فمن المعلوم أن أقوى دولة في الشرق الأوسط هي دولة إسرائيل وإيران واحدة منهما عندها السلاح النووي بالقطع والأخرى متهمة به والجميع متفق على قوتهما .
وأضعف دولة في الشرق الأوسط هم دول الخليج العربي أو نقول جميع الدول العربية في الشرق الأوسط .
والآن نعود إلى سبب هذا الفارق هل هو من قـلة العدد أم من الفقر أم هو من اتجاه قوم إلى تقوبة أنفسهم والاعتماد على ما عندها من الدين وإن كان الدين يهوديا في إسرائيل وكفى  وعقيدة فاسدة في إيران وكفى كذلك .
فالمنظور أمام الواقع أن دول الخليج بما فيهم العراق والشام هم أغنى دول العالم أما العدد فإن مصر وحدها تفوق إسرائيل بالعدد عشر مرات على الأقل وأكثر من إيران .
ومن المعلوم كذلك أن هاتين الدولتين لم تبطشا بشعبيهما بل بالذود عنهما وبالعكس فـلينظر الجميع إلى شدة تعذيب قادة الخليج ومصر والعراق لشعوبهم واستفحال الدكتاتورية الحمقاء على تـلك الشعوب ، فالدول العربية هي وحدها التي يوجد السجون السرية لتعذيب شعبها وجيشها وشرطتها أكبر عدو لهما هو شعبهم  عندما يغضب عليه الحاكم،أين الخلل؟
والآن نتـجه إلى شرق إفريقيا العربي فالصومال التي دخلت الجامعة العربية فكان ذلك سبب سكناها في أتون العذاب لهذه المدة الطويلة بينما أرتريا العربية التي امتنعت من دخول الجامعة العربية استطاعت أن تدفع عنها قوة مستعمرها سابقا اتيوبيا ورفعت بذلك رأسها شامخا أمام العالم .
والآن فـلنعرج على المغرب العربي الذين هم أعضاء في الجامعة العربية لنـنظر الحالة المزرية بين أكبر دولتين منهما هي الجزائر والمغرب .
لنقول أولا في الجزائر أن العالم يعرف أنهم ضحوا بمليون شهيد لحريتهم إلا أن جيشهم بعد هذه التضحية حرصا على بقاء استفادتهم من أموال الشعب  قـتـل وشرد وأخفى أكثر من مليونين من الجزائريين الشرفاء نتيجة بقائه في الحكم حتى أصبح يفضل رئيسا مقعـدا ينـفـذ أوامره كأن الجزائر ليس فيها رجل يمشي على رجليه آمنا مطمئـنا  كما فعل تماما الجيش المصري عندما خاف على امتيازاته ولم ينجح مرشحه شفيق خطط لمؤامرة اتفق فيها هو واليسار على الاطاحة بالرئيس المنتخب :اليسار لكرهه للإسلام والجيش لبقاء امتيازاته.
ومن المعلوم ألا بقاء إلا لله فكم مات من الجنرالات بعد قـتـلهم للأبرياء والجميع الآن عند ربهم يختصمون القـاتل والمقـتـول .
وأيضا فإنه من المعلوم أن شعبي الجزائر والمغرب هما شعب واحد في كل شيء في اللغة والنسب والدين فهم جميعا خليط من العرب والبربر بلغـتيهما .
ومع ذلك بين قادتيهما من العداوة ما بين قابيـل وهابـيل والحدود مغلقة بينهما طول الزمن لا لشيء إلا للحماقة الفكرية المتـأصلة التي لا ينفع قول الحكماء منهم فيها ولا فعل الرشداء إلى يوم القيامة ، ولا أرى لهم مانعا إلا أنهم ينـتسبون للجامعة العربية .    
ولنعد إلى مفارقة أخرى بين الدول العربية وجيرانهم ، فمن المعلوم أن جمهورية تركيا عندها جاليتان مستــقـــــلتان عنها  احداهما تكون دولة وهي القبارصة الأتراك لا تعترف بها إلا هي مستـقلة ضد الدولة الكبـيرة القبارصة اليونانيين وتساندهم اليونان والأوربيون ولكن لا يستطيع أي شخص لحماية الأتراك لأبناء عمومتهم أن يعـتدي على تـلك الدولة وكذلك عينهم دائما على التركمان في العراق أبناء عمومتهم من أن يعـتدى عليهم في مدينة كركوك أي من العرب والأكراد ، فـلنــتوجه بهذه الروح الطيـبة الشجاعة التركية إلى فلسطين لنــنظر ما يعمل بها جيرانها العرب أنفسهم من الخزي والعار وموت الضمير ما يندى له جبين الحيوان ولا سيما الإنسان .
فهذا الشعب الصغير العربي المسلم أصبح فجأة بين عدوين أحدهما لا رحمة ولا إنسانية فيه ولا ترجي منه وهو العدو الجديد جيش مصر وعدوا آخر تارة تـكون فيه مسحة من رأفة أو رحمة إنسانية يستحي فيها من العالم تارة بينما العدو القريب الجديد لا يستحي جيشه ولا شرطـته ولا قضاؤه  ولا إعلامه من العالم بل يتـكلمون ويتصرفون كأنهم خارج العالم الإنساني مستـعملين قوله صلى الله عليه وسلم:< .
فكم شاهد العالم الجيش المصري وهو يهدم شرايــين حياة هذا الشعب من الأنفـاق وكم غـلقت حكومته من معبر عن مريض في آخر رمق حياته  .
إن العالم اليوم يرى أن الجيش المصري الحالي لا يريد نفسه إلا لقـتال المواطنين وليس عنده لذلك إلا أن يملأ فمه بقوله : القوات المسلحة المصرية ، ولكن مسلحة لمن ؟ ومن سلحها ؟ وماذا فعلت بسلاحها ؟
فكلام الإعلامي والقضاء المصري تجاه سكان غزة هو كلام يفرغ الشعب المصري من عروبته وإسلامه بل من إنسانيته .
وأود من القارئ أن يعود معي للبحث عن جواب هذه الأسئـلة : فأين أموال الخليج التي أخرجها الله له من باطن الأرض فلماذا لم يصرف أكثرها في القوة والتسلح والله يقول ((وأعدوا لهم  ما استطعـتـم من قوة ومن رباط الخيل ...)) إلى آخر الآية .
أم أنهم ظنوا أنها أعطيت لتـنــفيذ قوله تعالى (( زين للناس حب الشهوات ....)) الخ الآية . وزادو هم من عند أنفسهم إعانه الظالم على المظلوم الشيء الذي أنـقذ الله منه دولة قطر حيث أنفقت مالها لإعانة الضعيف المظلوم فضلا من الله ورحمة منه لها أعانها الله على أعـدائها وسدد خطاها إنه سميع مجيب .
وسوف لا أترك الخليج العربي قـبل أن أنبه إلى قضية غير إنسانية ووحيدة في العالم ألا وهي كلمة بدون بالكويت  فلم نجد شعبا قليلا وعنده من اليد العاملة ما هو أكثر من سكان الإمارة ومع ذلك يحرم جزءا من شعـبه من جنسيته لا لأي سبب وأنا لا أرى سببا لذلك إلا أن الكويت منسوبة للجامعة العربية .
والآن سوف نتوجه إلى من يسموا أنفسهم بالمجاهدين المسلمين العرب مع أن المسلمين لم يشاهدوا إلا قـتـل العرب للعرب  قـتـلة للنساء والأطفال البرءاء التي لم يأذن فيها أي شرع .
فمعر القذافي لم تــقـتـله يد بنخوة العرب ولا قـلب بكرامة الإسلام بل  افـترسه وحش لا يرى أن العالم العاقــل ينـظر إليه فـلو مسكوه وحاكموه أمام العالم لبقيت فيهم صبابة من الإنسانية .
وكذلك القـتـال في سوريا فالقــتـل في تـلك المعارك قــتـل همجي لا يصدر عن العروبة والإسلام بل ينسب فقط إلى منتسبي الجامعة العربية بعد مقت الله لجميع أفعالهم في هذه الدنيا الحاضرة .
وأخيرا فإن من ينظر إلى الهمجية الإسرائيلية بعد إخفائها لأبنائها الثلاثة لتـنفذ بذلك سحق الإسلام في غزة كما سحق السيسي الإسلام في مصر يدرك جيدا أن الدم العربي لم يبق في مصر ولا في الأردن الجارين لفلسطين وينظرون إسرائيل تسجن الضباط والنواب وكأن هاتين الدولتين أجداث مدفونة بجوار فـلسطين .
والآن أريد أن ألخص للقارئ الكريم علامة ما مقت الله به هذا الاسم في هذه الأعوام الأخيرة هي : رؤيتـــنا إلى قوة الدول المحيطة بالعرب وعـزة شعوبهم عليهم، إيران إسرائيل ، تركيا أحفاد الخلافة العثمانية الإسلامية المجيدة من جهة: وما نرى عليه الدول العربية من ضعف وتــقاتـل وحقـد حتى خلق الله فيها السيسي وأمثاله من قضاة وإعلاميــين ومنافـقين ، فمن تكلم الآن ونسب نفسه للجامعة العربية فسوف يقول له العالم : اخسأ إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا ولكن أقول للجميع والله من ورائهم  محيط  
    
 

26. يونيو 2014 - 16:44

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا