المستشفى الاسباني..بين دكاترة شباب متميزين وأزمة ثقة معاوديه / محمد جبريل

ظل المواطن الموريتاني ردحا من الزمن يعتمد في استشفائه على أطباء أجانب غربيين أو أفارقة وعرب تمت إعارتهم من بلدانهم فبذلك ظل المجس غربيا أو عربيا أو إفريقيا حتى جاءت اللحظة التاريخية حين استطاعت موريتانيا أن تعتمد على أبنائه وبناته في علاج المواطنين ولكن هذه المرة

 بالمجس والأنامل الموريتانيين

فلا تكاد تخطئ عينك فتية وفتيات موريتانيون في مقتبل العمر يملأون دهاليز وردهات مستشفياتنا الوطنية ورغم ما يحمله المشهد من معاني ودلالات الغبطة إلا أن جانبا آخر من المشهد ينغص ذلك  ويجعل عامل التفاؤل ينطبع بشيء من الحذر

في هذه السانحة سأحاول أن أسرد أهم الملاحظات التي انطبعت في ذهني عن الطبيب المورياتني وأهم التحديات التي تواجهه والمبشرات التي يبزغ فجرها في آخر النفق

إن أهم ما لفت انتباهي خلال أيامي الأربعة في المستشفى الاسباني هم أولئك الدكاترة الشبان الذين تقرأ على محياهم سيَم الجد والحرص على إيجاد مكان لهم بين الكبار فهم ينشطون في وسط موريتاني عرف عنه "الازدراء"  بالشباب ونفي المسئولية عنه وفق القاعدة الشعبية "ابن العشرين لا عقل ولا دين"

بالإضافة إلى عامل آخر لا يقل تأثيرا على فتيتنا الأطباء وهو السمعة غير الطيبة للمستشفى في ذهنية غالبية معاوديه –على الأقل كما رصدت طيلة أيامي الأربعة فهذان العاملان - عامل النظرة الشعبية للشباب وأزمة الثقة بين المستشفى الاسباني ومعاوديه تعدان من أهم التحديات التي تواجه الدكاترة الشباب .

فإذا استطاع دكاترتنا الشباب التغلب على العاملين وهم أهلُ لذلك فإنهم سيمهدون الطريق أمام طب موريتاني واعد وبأيد موريتانية وحديثنا عن "مرتننة" الطب لا يعني بالضرورة رفضنا الاستفادة من خبرات غيرنا .

إن المستشفى الاسباني بالعاصمة الاقتصادية يعاني من أزمة ثقة عميقة بينه ومعاوديه من المرضى وذويهم فجميع الانطباعات التي رصدت متشائمة من معاملة الاطباء وخصوصا المساعدين وعمال الدعم بالإضافة إلى غلاء الوصفات الطبية رغم توفرالدواء  ولا يخفي البعض ممن سمعنا آراءهم عن ما يسمونه بالتآمر مع ملاك الصيدليات دون أن ينسى آخرون توفر الأطباء في عياداتهم الخاصة على حساب دوامهم الرسمي في المستشفى .

فكل هذه الملاحظات كونت رصيدا سلبيا عن المستشفى الأكبر في العاصمة الاقتصادية يجب على الإدارة وطاقمها وخصوصا الدكاترة الشباب أخذها بعين الاعتبار من أجل إعادة الثقة بين المستشفى ومعاوديه وخصوصا أن هذه الأزمة استفحلت وقويت ساقها .

و أرى هنا أن تشكيل خلية من الخبراء الاجتماعيين أو من يكَون على التعامل مع المعاودين ورصد انطباعاتهم وتحليلها هي أولى خطوات إعادة الثقة في المستشفى الاسباني وأطقمه وأملي كبير في إدارة المستشفى ودكاترته الشباب أن يأخذوا هذا المقترح بعين الاعتبار حتى يعملون على إعادة المياه إلى مجاريها بين المريض وذويه من جهة والطبيب من جهة أخرى .

أما عن المبشرات فهي مودَعة في وجوه أولائك الدكاترة الشباب الذين ينبئون عن غد مشرق للطب الموريتاني في الأعوام القادمة رغم الواقع المضطرب للميدان الصحي في عموم التراب الوطني وبالعاصمة الاقتصادية انواذيبو خصوصا .

3. يوليو 2014 - 16:36

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا