الشباب بين الواقع والآمال / د.ابحيده ولد خطري

يتفق الجميع على أن الشباب قوة فاعلة إن هي رفعت برافعات العلم والطموح لتساهم بذالك في التنمية المنشودة كما أنها أحيانا تكون مفعولا به  فتنصب في أوحال السياسة وأدرانها فتنسى التنمية وتتيه طريقها، الشباب فئة عمرية تغنى بها الشعراء

 وبكى عليها المسنون فهي تمتاز بالحيوية والنشاط والقدرة على العمل، و في الآونة الاخيرة حصل زخم إعلامي كبير واهتمام غير مسبوق بهذه الفئة فحدثت لقاءات وكتبت مقالات وأجريت برامج وحوارات وهذا لعمري شيء مفيد وخطوة جبارة تجاه الشباب والوطن، ولكن هل حقا أخذ الشباب زمام المبادرة واستفادة من اللحظة أم أن القضية مرت مرور الكرام؟ وهل هيأ الشباب وأعد نفسه جيدا للمرحلة؟ وهل أنجز المسؤولون ما عليهم من خطوات ومسؤوليات في هذا الصدد؟ طبعا لست مؤهلا للرد على هذه التساؤلات بقدر ما هي دردشة تساهم في كشف الغبار عن أهم قضايا الامة والوطن.
لست من الناكرين لما يحققه البعض من خير لا بل إنني أشجعه كما أنني لست من المطبلين لان ذالك ليس من عادتي وتلك ليست سجيتي فإذا أحاول قول الحقيقة كما أراها ولا أنكرها إن تحدث بها الآخرون لا بل أروج لها من باب إشاعة الحق وإعلاء شأنه، مما لا شك فيه أنه حدث اهتمام كبير بالشباب وتصدر المشهد وأصبح على ألسنة الناس ولكن الغريب أن الشباب لم يستفد بعد من المرحلة فما زال الكثير منه يعتمد النهج القديم والعقليات الغير مفيدة والتخندق الغير محسوب، مازال اهتمام العديد من الشباب للأسف منصب فقط على المصلحة الشخصية متناسيا أن الاهتمام يجب أن ينصب على المصلحة العامة لا الخاصة ومازالت التفرقة وعدم الألفة طاغية على المشهد، ألا يدرك الشباب أن قوته في وحدته وأنه بتضافر الجهود تتحقق الأحلام ألا يدرك الشباب أن بناء الدولة وتقدمها هي مسؤولية من أهم المسؤوليات الملقاة على عاتقه أم أن البعض يتصور أن شبابا من دول أخرى سيأتي ليبني لنا وطننا ألا يدرك الشباب أن العلم هو مفتاح النهضة وأساسها فيولي بذالك ظهره للجهل ويمم وجهه شطر العلم، ألا يدرك الشباب أن عقارب الساعة لا تعود الى الوراء... لكن في المقابل ألا يعلم القائمون على الدولة أن من أهم مسؤولياتهم إنجاح قضية الشباب ليشتد بذالك عضد الدولة وتقوى شوكتها، ألا يعلم هؤلاء أن الكلام في مرحلة ما زين وحلو سماعه ولكن مع الزمن يحسن به أن يترجم الى أفعال، ألا يعلم هؤلاء أن الشباب هو القوة الوحيدة الفعالة والقادرة على النهوض بالبلد إن استثمر فيها على الوجه الصحيح.
من هذه الدردشة المتواضعة أخلص إلى نقطتين اثنتين أولاهما أن الشباب يجب أن يعي المرحلة وأن يثبت أنه على قدر كبير من تحمل المسؤوليات وأن تختفي لديه تلك الحساسيات والانتماءات الضيقة وأن يتسلح بالعلم والمعرفة فليس لدى الجاهل ما يقدمه شابا كان أو كهلا كذالك عليه أن يعلم أنه لا توجد حرب بين الشباب والكهول فالكهول آباؤنا وأجدادنا وخدموا في ظروف أصعب من تلك التي نحن فيها ومن لا ماضي له لا مستقبل له في المقابل على الكهول أن يعلموا أن التجدد سنة كونية ومن الاحسن المساهمة في انسيابيتها كي يستمر البناء ويتطور ويحصن من الانهيار أما النقطة الثانية فعلى القائمين على الدولة أن يتحملوا مسؤولياتهم على الوجه الصحيح فهم المسؤول الأول عن تقدم وازدهار هذا الوطن الحبيب، نعم مسؤولون عنه مسؤولية دينية وأخلاقية واجتماعية وتاريخية وبالتالي عليهم أن يتخذوا استراتيجيات واضحة في هذا المجال فالمهم هو البناء والتنمية والعدالة والتقدم والازدهار وإن تحقق كل هذا فالكل سيكون سعيدا فلا أحد من وجهة نظري المتواضعة أو على الاصح لا وطني يمكن أن يكون غير سعيد حين يرى بلده يحقق مفهوم النهضة بغض النظر عن المتسبب في ذالك فالمهم هو تحقيق آمال وطموحات هذا الشعب الأبي الأصيل الصابر المسكين فهل من مجيب؟... اللهم إنا نسألك التقدم والرخاء والتنمية والنهضة لهذا الوطن الحبيب. 

7. سبتمبر 2014 - 10:52

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا