حديث على هامش الإستقلال / زين العابدين منير

جلست وحيدا بعدما لبس الليل ثوبه الاسود الجميل أناجيك يا وطني ولا أنيس سوى القلم الذي يترجم ذالك الإحساس الجميل الذي يربطني بك وأنا استمع للصوت الناعم المنساب من المذياع لفنان يتغنى بأمجادك ليزيد حزني عليك وإشفاقي .

ولليل يا وطني شجون وما أعذبها وأحزها في القلب من مناجاة ربما يتوقف القلب من عبراتها وهو يبحث عن معاني الانسانية خصوصا تلك التي ترتبط في أصلها مع الأوطان.
يا وطني أكنت تظن الشيب على مشارف عاصمتك يهان ،أكنت تظن أن الضعفاء لامحل لهم على أرضك وأن أبناءك الذين حرسوا ثرواتك من الضياع مآلهم النسيان والأفاعي على مشارف مدنك .
أربع وخمسون مضت على إستقلالك لنعي إستغلالك وصدق شدو المرحومة "ديمي"عندما قالت ياموريتاني أعليك أمبارك لستغلال .
لم تكن هكذا ياوطني ولم يكن مرادنا فيك ،أأنت ياوطني من يمنع حراس ضعاف من حقوقهم ولاصوت ينكر ذالك .
لقد كنت يا وطني موريتانيا الجمهورية الإسلامية وطن الأعراق المتماسكة ذات الألوان المتباينة تحت رايتك توحد أبنائك يوما في سبيل وحدتك لدحر الغزاة البغاة فتوحدت المواقف والمذاهب والأقلام فكنت قبل كل مصلحة لا صوت يعلوا صوت رغبتك فكنت تعريف كل ابنائك .
كنت المجد والفخر والأصل لكل فضيلة يا أرض الترتيل والتكبير والجهاد يا أرض المتحابين في ذاتك من أبناءك أهل الحق والمعروف كنت وكنت يا وطني وأنت اليوم ما أنت .
اناجيك بعدما تغيرت الوجوه ومضت السنين بما تشتهي وما لا تشتهي أناجيك والبعض يعرفك ولعلك لم تعد تعرف احدا . جلست أناجيك يا وطنا
أثقلته السنين رغم حداثة الميلاد فكأنك شخت في شبابك يا وطني وأنت كما قلب الأم الحنون تحنوا على الجميع كما كنت دائما.
كنت يا وطني تعرف ركائزك الذين رسموا بدمائهم حدود ترابك فكان تاريخك عادلا تساوت فيه كل الأسماء وكل الرايات بيضا وسودا.
واليوم يا وطني فجعت بأحفاد ركائزك الذين ينهشون بعضهم لينهشوك ويضعفوك ويهزوا أمانك الذي منحت على مر تاريخك فاستبدلوك بالمال ورأوك وطن الظلم و الخراب وكأن ويلاتهم قدرت بقدر ميلادك أو ميلادهم فيك.
فجعت بتلك الأيدي التي امتدت بنهبك كل السنين وأنت لرحمتك ما قطعتها يوما فعابوك يا وطني بكل نقيصة وحاشاك. وبكوك ونعوك وأنت الحي وهم أموات القلوب عابوك بالإسلام الرجعي في أذهانهم المريضة وما هم الى انعكاس الغرب وظلاله فيك وتلك الركائز منهم براء.
آه يا وطني كلمني فساكت الايام يبكيه الكلام عن فجيعتك بأولادك الذين نهلوا من علمك ومن بحر أدبك العذب فلما اشتدت سواعدهم رموك بحبر الأقلام
كتبوا بتلفيق مآسي العبيد وكتبوا عن سجنك النساء بالحجاب وطالبوا بتنظيم البغاء في ارضك الطاهرة ليهدوا أمجاد الآباء بطولاتهم هي الخروج عن الاعراف وأهدافهم خلق جيل بلا حياء يحفظ افكار ماركس .
حدثني يا وطني عن حلمك بالإنسان يعيش فيرى فيك وطنا يسع الجميع كما كان يوما يراك قبل ان يرى أحلامه القريبة التافهة فينسى طمعه ويراك نصب عينيه قبل ارتكاب كل نقيصة في حقك .
حلمك بالإنسان الذي يرى في كل حصاك املا يشع
عاشق الوطن بين كارهيه بانيه من جانبه ولو شاهد آلاف الهادمين . لعمرك ما ضاقت بلاد بأهلها ولكن أخلاق الرجال تضيق.....

29. نوفمبر 2014 - 16:30

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا