لقاء الرئيس.. "في البادية" / عبد الله ولد محمدو

بينما أطارد أفكاري في بادية موريتانية نائية في موسم خريفي جميل.. إذا برئيس الجمهورية رفقت وزيره الأول أمامي سلم علي الرئيس فحييته بالمثل وسلمت عليه بتكبر وكبرياء.. نظر إلي الوزير مستغربا ومستهجنا وأردف قائلا هذا فخامة رئيس الجمهورية!!!

دعوتهم إلي الجلوس تحت شجرة.. وجلبت لهم ماء من بركة بالقرب من الشجرة.. نظر إليه الرئيس وقال: "هذي أهرها أميه تنشرب"؟
قلت له: سيدي الرئيس إذا كنت موريتاني ستكون لك مناعة ضد هذه المياه خذ واشرب 60% من الموريتانيين يشربون مياه غير صالحة للشرب "خل عنك كثرت الأخبار"
بنفس الطريقة  نظر إلي الوزير مستغربا ومستهجنا وأردف قائلا هذا فخامة رئيس الجمهورية!!!
عند انتهاء الرئيس من الشراب تناوله الوزير الأول فشرب.
قمت لأجهز للضيوف طريقة للشاي الموريتاني الأصيل لكن الرئيس قال لا أنا لا أشرب الشاي "على لخو".
قلت له سيدي الرئيس كل الموريتانيين اليوم مرغمين على أن يشرب الشاي "على لخو".
بنفس الطريقة  نظر إلي الوزير مستغربا ومستهجنا وأردف قائلا هذا فخامة رئيس الجمهورية!!!
المهم جلست ونظر الرئيس وقال موريتانيا جميلة قلت له: وكانت ستكون جميلة لو... قاطعن الوزير الأول ونهرني قائلا  هذا فخامة رئيس الجمهورية أنت ما تسمع أصبرتلك وصبرتلك!!!
اضربت عن الحديث لكن الرئيس سألني فرفضت الاجابة بحضرة الوزير الأول المشاكس أمر الرئيس الوزير بالانصراف والتمتع بجمال الطبيعة الموريتانية الأخاذة.
عند ذلك قلت في نفسي سأنصح الرئيس وأتكلم باسم الشعب الموريتاني سأشرح مشاكل البلد كواطن بسيط مغلوب ومهضوم الحقوق لكن نفس الأمارة بالسوء دخلت على الخط وأبت قائلة انظر لما أنت فيه.. دارت معركة طاحنة بين ضمري ونفسي الأمارة بالسوء.. وفي خضم ذلك قال الرئيس حدثني وبصراحة.. قلت له عني أو عن الوطن.. قال: عن الوطن وعنك قلت: اجعلني في القصر وسأحدثك بما تشاء.. قال: لا حاجت لي بك فالبلد بخير.. قلت له: لا سيدي الرئيس البلد ليست بخير وأنا اعلم كل شيء عنها اعلم بالبلد من وزرائك ومدرائك ومستشاريك وزبانيتك.. قال: الرئيس بغطب شديد أنت من المعارضة.
قلت: لا لم أصوت إلا لك.. ولم أصفق إلا لك.. ولم أزمر إلا لك.. ضحك الرئيس واعطاني ورقة فيها رقم هاتفه وأخبرني أنه كان يتفقد أحوال المواطنين في البادية وفي الخريف وفجئت جاءت سيارات مصفحة وغادر الرئيس.
غدرت إلي العاصمة وقد حملت أمالا كثيرة وأحلاما لا تطاق.. اتصلت على الرقم فكان الرقم لبائعة خضروات في سوق "مسجد المغرب".
قلت لها هذا الرقم اعطاه لي الرئيس كي ألتقي معه من خلاله قالت أنت مجنون "أتعوذ بالله من الشيطان الرجيم".
عرفت خطورة النفس الأمارة بالسوء.. وعرفت كذلك خطورة غياب الضمير.. فضميرك هو الأولي حتى وإن لم تجن منه إلا الراحة النفسية فقط.
 

17. ديسمبر 2014 - 17:47

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا