حكاية نضال / سومه محمدالولي

في صباح يوم كان ضبابيا حد الكآبة أنطلقت شرارة الألم والكتمان
وصدحت الحناجر في عنان وعفوية تطالب بحق مسلوب طال أنتظاره
أصبح الصمت على الجمر في الاوردة يقاس بالمستحيل.

قوم سإموا من عذوبة الكلمات و حلاوة الوعود.
فانطلق الركب في سعيه من دون أن يتجاوز الحدود
أو يؤذي نملة في الطريق، أو يقتلع نبتة على الرصيف
كانت السلمية عنوان والمطلب لحق مغصوب
والصمود في وجه التعنت، والقناع المزور يسقط شيئا فشيئا
واللامبالاة هي الرد المصحوب بمسيلات الدموع
أبواب السجون هي المرفأ لرهبان السفينة المتعبة بالهموم
كان  الشاعر  الشابي بشعره يطغى على الموقف
"إذا الشعب يوما أراد الحياة " مفعما بالأمل ، والألم ، والحسرة
  فجأة أتضحت الصورة أكثر فأكثر
أن مشكلة الطلاب في موقعها باتت خارج خارطة الزمن.
تلتحف بمجتمع تصمر في الدعايات الكاذبة و المتاجرة بحقه
حتى الأحلام الصغير في جانب الذاكرة والتي لم وربما لن ترى النور أبدا
وإن كانت تعد في زاوية الحقيقة مجرد روتين يومي في حياة الإنسان صاحب الوطن 
طال الانتظار تحت أشعتِ الشمس
أحمرت الخدود
و تعبت الأقدام
وتصاعد الغبار من طول الوقفة السلمية
وإن فهمت وفسرت أنها تجاوز لحدود قانون لا يوجد أصلا على جغرافيا الوطن
كان الرد راقيا جدا إلا أن الجسد فهم اللغة لغة القمع والتنكيل
لإسكات وسحق  صوت باح من شدة النداء بحقه،
مرة يقال أن الدولة سخرت كل طاقتها لحل المعضل
أو بالأحرى توسيع العمق أكثر فأكثر
في غضون ذلك كان البديل الذي وضع كحل مؤقت مجرد سخرية
من التعليم وتحطيم كل السبل الموصلة له،  نتسائل في حيرة
لماذا علينا تحمل كل هذه التعاسة ؟  وهذا الفقر؟ وهذا الذل؟
في الوقت الذي يعلم البعيد قبل القريب أن هذا الوطن لايبخل علينا بشيء
إلا أن فتحات الجيوب تستطيع احتواء كل هذه الخيرات
في صمت ونكران في آن واحد.
لقد هدأت العاصفة هذه المرة وإن كانت على شفير الهبوب من جديد
ريثما تتضح حقيقة الوعد بأن أسطولا من الحافلات سوف يصل قريبا
مع العلم أنه بالمقارنة مع حجم الحاجة لا يكفي
وإنما علينا كطلاب أن نفهم أنه لا سبيل إلى مركبنا من دون تحمل عناء مشقة السفر
ومكابدة أخطار رحلة العلم والتحصيل
في ظل دولة  لا تعير التعليم  أي اهتمام ولا تعطي لقادة المستقبل  أي دور.

19. ديسمبر 2015 - 12:21

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا