ثورة قلم وتجربة مجتمع...!!؟ / تربة بنت عمار

نسير بخطى وئيدة مع زمن مارس الذي هو مجرد ظرف تاريخي  نستحضر فيه كنساء قضيتنا ونستشكل فيه أيضا معضلتنا ونستنتج مآلنا ونتساءل عن مصيرنا لنكتشف ذواتنا، كل هذا ونحن كنساء عربيات مسلمات هصرتنا معانات سنين الانحطاط  لم نستطع  أن نبتكر حتى ولو خلسة ظرفا نجعله مساحة

 بوح  نحكي لها ما عنيناه من كبت وتهميش وضياع....!!!.
         في حلقتنا المقبلة  سنقدم  سردا عن تاريخ وأسباب اختيار شهر مارس بالذات كعيد للمرأة  والذي كان بالنسبة لنا في العالم العربي مستوردا، لكن ورغم بصمة الاستراد فقد  وجد أرضية بحاجة لبذرة تنبت غصنا من زيتون الحرية ، الشيء الذي جعل الأمر مقبولا بالنسبة لنا رغم افتقاره  لنكهة الخصوصية ، هذه الخصوصية التي جعلت حرية المرأة ومساواتها بالرجل تحتاج لعنصريين أساسيين  هما: الحرية العلمية والحرية السياسية وبهذا تضح معالم العدالة بين جنسين جعلهما الله متكاملين متساويين في التكريم وحمل الأمانة ومهمة الاستخلاف ....!!.
    انطلاقا من هذين العنصرين الذين رأينا فيهما مخرجا لقضية المرأة العربية التي تعاني من ضياع قضيتها في رفوف الإعلام وصهوات المنابر ومنابر الاستهلاك وحشوي الخطابات ....!! 
     إن الحديث عن تجربة المرأة العربية المعاصرة في الكتابة الأدبية تقدم رؤية ثائرة على النسق الذكوري، رؤية تؤسس للمنهج العلمي والسياسي بطرح أدبي آسر، خاصة ثورة القلم الذي سطع نجمه في الربع الأخير من القرن الماضي وبداية القرن الحالي، إنها ثورة  جديرة بالتوقف والمساءلة النقدية والاستقرائية ، نظرا لما تحمله هذه التجربة من شحنة ثقافية ونفسية مترعة بتجربة ألم التهميش والتجهيل الذيين قبعت تحتهما نساء الحريم منذ آلاف السنين، لقد أصبح جنس السرد – خاصة-  مساحة للبوح تشكلت من خلالها شخصية الأنثى الثائرة على سلطة الرجل والقبيلة ومقدمات القصائد يوم كانت المرأة عنصرا داخل ذلك البناء العمودي للقصيدة الطللية....!!
     هاهي المرأة العربية المعاصرة ترسم هويتها الإنسانية من خلال الرواية، وفي هذا المجال يقول الناقد إدريس الخضراوي: " تكشف الرواية النسائية عن قدرة تكلمية وإفصاح عن الهوية الشخصية المفترضة للمرأة، وحرص على التعبير عن الرغبة في تشكيل تصورات ثقافية تضاهي أو تتناقض مع التصورات السائدة حولها، وإصرار على مجادلة أنساق التمركز في تجلياتها المتعددة، وهذا ما يجعلها جديرة بالقراءة والنقد والتأويل. واستحضارُ هذه الأهمية التي تنطوي عليها الكتابة النسائية سواء من حيث قوة حضورٌ المواد الاعترافية ضمن السرد وعلاقتُها بقلق الانتماء الناجم عن إحساس المرأة بتهميش المجتمع لها، أو من حيث تعدد التمثيلات التي تجريها حول موضوعات تدخل ضمن اهتماماتها، وتراها قمينة بالتمكين من بناء هوية نصية واعية بمسارها الحياتي ورؤيتها للعالم، كلها عناصر تجعل التفكير في ما تقدمه هذه النصوص من سرود مضادة، قمينا بفهم الدور الذي ينهض به الأدب، إن لم يكن في تغيير ملامح الثقافة السائدة، فعلى الأقل في التحريض على نقدها ومساءلتها، وذلك بلفت الانتباه إلى ما تستبطنه من أنساق قديمة لا تتوافق مع الحداثة بما هي سيرورة من الانقطاعات والتجاوزات باتجاه التحرر وتكريس الهوية الفردية".
      وانطلاقا من هذا ونتيجة للكم الكبير الذي قدمته المرأة العربية  من خلال ذاتيتها الأدبية وكينونتها الإبداعية، المرأة التي  تحررت من قيود السلطة الذكورية من خلال ثورتها الأدبية التي كان صهوتها جنس السرد خاصة، فالسرد بسماحته وبحريته التي لم يرسم الفراهدي لها حدودا، هي التي وجدت المرأة العربية بها مساحة للبوح والشكوى، حين وجدت كلماتها طريقها للأنين لكي تسمع العالم هذيان ثورتها وكلماتها المجروحة وحنجرتها المبحوحة راسمة بمداد قلمها  لوحة من المعاناة يرجع تاريخها لأيام الظلم والاستبداد...!!!.
      لهذا كله رأينا للأمانة الأدبية تقديم سلسلة حلقات عن التجربة السردية للمرأة العربية المعاصرة، لكي نستبين  من بين ثناياها كيف أسهمت المرأة العربية المعاصرة بأدبها في وصف الواقع الاجتماعي والثقافي في البلدان العربية، وكيف رسمت بريشتها الناعمة تجربتها الذاتية عن رفضها للظلم والسلطة الذكورية ونظرة القبيلة لها....
     كل هذا سوف نجول في رحابه من خلال تقديم بعض النماذج وكذلك رؤية بعض النقاد لهذه التجربة الناشئة التي جاءت من رحم المعاناة  فولدت مكتملة فنيا وأدبيا...
    
               يتواصـــــل........

4. مارس 2016 - 16:42

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا