البعد التنموي للحزب السياسي (النموذج الموريتاني) / عبد الله محمد المختار

منذ وصول رئيس الجمهورية السيد محمد ولد عبد العزيز إلى السلطة ازدادت مكانة الأحزاب السياسية وترسخت داخل المشهد السياسي الوطني وأصبحت بلادنا تحتل مراكز متقدمة في حرية التعبير والرأي والتظاهر في وقت يشهد فيه محيطنا العربي والإفريقي تحولات كبرى، لكن ذلك لم يمنعنا من العبور 

إلى بر الأمان والنجاة بفضل الله وتوفيقه أولا ثم بحنكة وصرامة قادتنا فلله الحمد والمنة.
دعني عزيز القارئ نعود بالذاكرة إلى الوراء لنتعرف على تاريخ نشأة الأحزاب السياسية:
يعود تاريخ نشوء الأحزاب السياسية إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر كما أشار إلى ذلك العالم الفرنسي موريس دوفرجيه، و لم يعرف العالم ــــ باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية ـــــ أي نوع من هذه الأحزاب إلا مع بداية العام 1950 ، حيث بدأ هذا التنظيم إن صح التعبير ينمو وينتشر داخل المجمعات والأمم حتى وقتنا الحاضر.
ويعرف الحزب السياسي حسب البعض على أنه: " الحزب السياسي مجموعة من الأفراد، تصوغ القضايا الشاملة، وتقدم مرشحين للانتخابات". و يعرفه آخرون بأنه " هو تنظيم للعناصر السياسية النشطة في المجتمع يتنافس سعيا إلى الحصول على التأييد الشعبي وذلك في مقابل جماعة أو جماعات أخرى تعتنق وجهات نظر مختلفة". 
ومن خلال التعاريف السابقة يتجلى الهدف الرئيسي للحزب السياسى في السعي الدؤوب إلى السلطة ويستخدم في ذلك كل الوسائل المشروعة حسب القانون في البلد الذي يعمل فيه، من هنا يمكننا أن نستنتج وبشكل غير مباشر وجود انعكاس تنموي لهذا الحزب على المجتمع الذي يعمل فيه يشمل جميع مجالات الحياة سواء كانت اقتصادية أو سياسية أو ثقافية. فإذا كان الحزب مثلا يتبني سياسة اقتصادية ما فإنه سيعمل على تسويقها داخل المجتمع بغية الحصول على التأييد الشعبي الذي سيمكنه من تطبيق تلك السياسة وهو ما سينعكس على ذلك المجتمع والحال ذاته بالنسبة لجميع المجالات.. 
وقد عرفت بلادنا أول تجارب التعددية الحزبية مع بداية العقد الأخير من القرن الماضي، وقد ظل المشهد الحزبي حكرا على حزب سياسي وحيد حتى العام 2005 حيث فتح الباب على مصراعيه وبدأت الأحزاب تلعب دورها كل حسب توجهه وبرنامجه السياسي.
لكن أغلب أحزابنا للأسف لم تتعامل مع هذا الجو الإيجابي الجديد واختارت دائما التغريد خارج السرب وأن تلعب دورا سلبيا في مسيرة بناء الوطن، ولكن هيهات فالوطن ينمو ويتطور والشواهد كثيرة كثيرة على ذلك، فعندما نقارن فترة الحزب الواحد وكبت الحريات (1991 ــــــ  2005) مع عصر الحرية و التطور (2009 ـــــــ 2019...) نجد أن ما يسمى بالأحزاب التقليدية ـــــ وأنا أتحفظ هنا على الأسماء ـــــ لم تفوت فرصة المشاركة في انتخابات محسومة النتائج لحزب واحد ولمرشح واحد (يعتقل منافسيه في الانتخابات كما حدث مع ولد هيدالة 2003) ، بينما يضيعون تلك الفرصة في وقتنا الحالى، أضف إلى ذلك مطالبتهم وتصميمهم على الوقوف مع المدانيين قضائيا والمطابة باطلاق سراح من يعتدي على هيبة الدولة وقواتها الأمنية و على وزرائها إلى غير ذلك من المجمرين الذين لا يجب أن يطلق سراحم إلى بعد إكمال عقوبتهم، هي أحزاب بالفعل وصلت إلى مرحلة الشيحوخة وأصبحت عبئا على المجتمع ولم يعد بد من تجديد الطبقة السياسية كما قال رئيس الجمهورية.
عاشت موريتانيا

2. أغسطس 2016 - 17:31

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا