االعقيدة سلوك ومواقف / محمد المصطفى

لم يكن من هدي السلف رحمهم الله تعقيد العقيدة وكثرة الخوض في مسائلها بل كانوا يكتفون بالتصديق الجازم بألوهية الله تعالى ورسالة محمد صلى الله عليه وسلم وهذ الذي يتفق مع تشنيعه صلى الله عليه وسلم على أسامة في قتل من نطق الشهادة وهوالذي ينسجم مع قوله صلى الله عليه وسلم أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لاإله إلا الله وأن محمدا رسول الله فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماء هم وأموالهم إلا بحق الاسلام وحسابهم على الله .

وإنما اضطر من اضطر منهم لذلك ففعله ردا لباطل منتشر وتصحيحا لمفاهيم خاطئة سائدة.
وكثيرا ما أعرضو عن مخاصمة أصحاب الشبه من القدرية وغيرهم كما فعل ابن عمر مع أصحاب القدر وفعل مالك بن أنس مع صاحب الاستواء...
وكانوا يدركون قوة ارتباط العقيدة بمقتضياتها من إذعان وامتثال واجتناب ، قال تعالى فاعلم أنه لاإله إلا الله واستغفر لذنبك ، وقال عليه الصلاة والسلام لسفيان بن عبدالله رضي الله عنه : قل آمنت بالله ثم استقم .
وقد سئل وهب بن منبه فقيل له أليست لاإله إلا الله مفتاح الجنة ؟ فقال بلى ولكن لابد للمفتاح من أسنانه ،
أما محاسبة العامة على دقائق أمور العقيدة وقد اكتفى صلى الله عليه وسلم من الأمة بكلمات يسيرة فليست منهجا سليما ولا مذهبا سلفيا لأن العقيدة باختصار ليست مجرد حديث مسترسل عن الربوبية والألوهية والأسماء والصفات. على أهميته وشدة الحاجة إلى مستوى تصح به العقيدة نظريا منه .
وليس من أسسها ووسائل تقويتها استظهار أسماء ومذاهب الفرق المنحرفة التى اندثرت وإيراد شبهها ، وكيف ردعليها معاصروها من العلماء مع انعدام الحاجة إلى أكثرذلك..!!
ولاهي تشبث برؤية فكرية وفقهية لبعض أئمة المصلحين وعلماء السلف ونبذ ماسواها وتضليل أوتكفير كل من خالفها بالغا مابلغ من العلم والفقه والورع..!
بل العقيدة يقين مبني على أسس سليمة له تأثير إيجابي على سلوك وتصورات ومواقف المسلم لأن الإيمان شيء وقر في الصدر وصدقه العمل وتشير إلى هذ المعنى آيات كثيرة قال تعالى : ألم أحسب الناس أن يتركوا أن يقولوا آمنا وهم لا يفتنون.
ويقول جل شأنه ومن الناس من يقول آمنا با الله فإذا أوذي في الله جعل فتنة الناس كعذاب الله...
وقال سبحانه : ويقولون آمنا بالله وبالرسول وأطعنا ثم يتولى فريق منهم من بعد ذلك وماؤولئك بالمومنين..
ويقول الله أيضا : ويقولون طاعة فإذا برزو من عندك بيتت طائفة منه غير الذي تقول ...

فالأفعال والمواقف هي محك الإيمان وشاشته العاكسة لحقيقته، وهل فرق بين الجد بن قيس  ومن رضي الله عنهم من أصحاب البيعة  يوم الحديبية إلا مو قف ؟  أما التحرير النظري للمسائل إن لم يصدقه الفعل وتدعمه المواقف  فلا قيمة له في الحقيقة .
ألا ترون أن من أتقن المعنى اللغوي والشرعي نظريا للتوكل والرزاقية ثم كان من أشد الناس جمعا ومنعا دون التوقف على حلية المصدر أ والاستعداد للواجب من البذل في أوجه البر لم يستفد من معلومته لأنها لم تتحول بعد إلى عقيدة.

وكم من مجيد الحديث عن الولاء للمؤمنين وقلبه بؤرة نتنة من استحقارهم وسوء الظن بعامتهم ..!؟ ولسانه والغ في أعراضهم ، ولولا الجبن لكانت يده ملطخة بدمائهم على أن آراءه  أوفتاواه كثيرا ماتسببت في سفك الكثير من دمائهم..؛  وقد قال صلى الله عليه وسلم : بحسب امرئ من الشرأن يحقر أخاه المسلم ، وقال: المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، وقال : لزوال الدنيا أهون على الله من قتل امرئ مسلم.
وكم من بارع في الخطابة والكتابة في أهمية البراء من أعداء الله لدرجة تجعله يستحضر كل الأحاديث والآيات الواردة فيه گأها مسجلة في ذاكرته ، وعند أول تماس بين الحق والباطل تراه يركض موليا دبره لايلوي على ناصح ولا يتأثر بوعظ ولاتغريه كتابة وهويتستر بستائرشتى من التأويل والخوف والمصلحة و...وقد قال صلى الله عليه وسلم بين يدي الساعة فتن كقطع الليل المظلم يصبح الرجل فيها مؤمنا ويمسي كافرا ويمسي مؤمنا ويصبح كافرا يبيع دينه بعرض من الدنيا .
فركزوا إخواني على الفعل والموقف دون التخفيف من شأن التحصيل العلمي ولكن مع الإدراك التام أن العلم محض الجهل إن لم ينفع

22. يونيو 2017 - 20:29

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا