مساءلة لحركة الحر في عقدها الرابع ؟ / المعلوم أوبك

إن مهمة تغيير المجتمع وتحرره لم تكن أبدا من المهام السهلة التي يمكن تحقيقها بسهولة ،  ولكنها أيضا ليست مستحيلة  ، فلا يمكن نكران أن حركة الحر حركت الراكد وفتحت أبوابا كانت موصدة ، ولكن هل تعلم جيل التأسيس من أخطائه بعد مرور 40 عاما ؟  ، أم أنه  تماما مثل جيل  المذنبين  ينكر مسؤوليته عما  حدث  ويلقي تبعاته على  الآخرين ؟  ، هل نحن  على استعداد للمراجعة  والتعلم  من  المراجعة بعد 40  عاما على  حركة الحر ؟  ،

 أم  سنكتفي  فقط برومانسية العواطف  الجياشة وإنشاد  سيمفونية أنه يكفي من النجاح وجود  حركة الحر واستمرارها ، وكأن غاية الحراطين وجود حركة  الحر  لكي توجد ؟  ، هل حققت حركة الحر  نجاحا ولو واحدا في الظروف التي  أنشأتها " شكل  الشعور  بمرارة  الاستعباد  والظلم  والغبن  والتهميش  وشظف العيش  ومماطلة  الطيف  السياسي  الحاضن الأساسي  لتشكل  الوعي الجماعي  لدى الحراطين  وتنامي  الشعور  لدى  الطبقة المتعلمة  منهم  بضرورة تحسين واقع  هذه المكونة  الظروف التي نشأت فيها الحر  " الكتاب  الأبيض  في الصفحة 11 ، فهل أجابت الحر وهي تعيش  40 سنة على كيف أحدثت التغيير داخل مكونة الحراطين  ؟  وما هي الأدوات التي استخدمتها للنجاح في إيقاف الظلم والتهميش وتحقيق تطلعات الحراطين ؟ ، لماذا لا يزال الحراك النضالي  يدور  حول  المربع الأول  " العبودية " بدون أن يتجاوزها  أو يخرج الحراطين من مستنقع  الظروف التي  دفعت لإنشاء الحر  ؟ ، لماذا لا  يزال  نضال الحراطين بدون تصورات لإدارة معضلتهم ؟ هل سيظل ضحايا العبودية يساقون واحدا تلو الآخر إلى غياهب  السجن كما حل بالأخ ولد يالي بدون أن ندرك أن الخطر يحدق بنا جميعا ؟ ، فمتى سنتحد إذا لم نتحد  في نهاية الأربعينية الأولى ؟ من هم أعضاء مكتب حركة الحر اليوم ؟ ، ما هي هيئاتها ؟  ، ولماذا  إلى الآن تهيمن لدى بعض القيادات  الحرطانية الوصاية التي تستبطن احتكار التوجيه وأحادية الرأي وفقدان الثقة في أي بديل  أو مستجد العضوية ؟  ، ما أسباب  الفشل  في  تفاعل  المجتمع  الدولي  مع مشكل الحراطين  واتجاهه  لفرض تنظيم  حوار  وطني  حول قضية الحراطين  ؟ ، أين يكمن  خلل حركة الحر هل هو في جيل التأسيس أم آليات عمله ؟  ، هل  كان تشكل  الوعي  لدى  الحراطين  كافيا لخروج الحراطين مما هم فيه  ؟ هل كان شعور الحراطين بما هم فيه  كافيا  بتحسن  أوضاعهم ؟ ، هل كان  تنامي الشعور لدى  الطبقة المتعلمة  من الحراطين  كافيا بضرورة  تحسين واقعهم  وتحررهم من ربقة  ما يعانونه من استعباد  وظلم  وغبن  وتهميش وشظف  عيش ومماطلة  سياسية  ؟   هل كان  تعريف  الحر  على  أنها " حركة الحراطين الموريتانيين"  سببا  لعدم انخراط  باقي المكونات في  تنظيمات  الحراطين إلى اليوم ؟    لماذا  لم تتوقف  حركة الحر ولم يكن لديها وقت للتوقف وقراءة إستراتيجيتها في إطار المستقبل ؟! فماذا نساءل اليوم  ، الأفراد  أم  الحركة  ؟ ، وهل  أسهم   تردي الرؤية وغياب الأدوات وترقيع النتائج  في إخفاق  الحر ؟ ، هل الحر حركة أيديولوجية؟ ، ولماذا  حظرت  الحر  على  مناضليها  الإنتماء  لأي  حركة  إيديولوجية  أخرى وفي  الوقت  ذاته  تقدم  نفسها  على أنها  تتغذى  من تجارب الآخرين  التي  تفيدها  في بلوغ  أهدافها  المنشودة  ؟ ، ما  دواعي  أن تحظر الحر  على  مناضليها  الانتماء لأي  حركة  إيديولوجية أخرى ؟ ،  ما مبررات هذا الانغلاق ؟  وأي  مبرر  للتغذي  على الآخرين  ؟  ولماذا  الاعتماد  على  تجارب الآخرين  بدل أن  تصدر  الحركة  من  عند  نفسها  آليات وتجارب تكون نبراسا  يهتدي به ؟  ، وأي تطوير بمثابة تجديد ذي أهمية اتجهت وستتجه  له  المبادرات  الآنية و المنتظرة ؟ ، وهل  هي  تجاوز للحر  أم إعلان  شهادة  نهايتها  بعد أن بلغت أشدها 40 عاما  ؟ ، لماذا  إلى الآن لا نجد كتابات تؤرخ  لجيل اليوم المحن التي عرفتها حركة الحر  ، وحلقات الإخفاق التي اكتنفت تاريخها ، وتجليات النجاحات التي حققتها ،  وما قطعته من مراحل  ؟ وما بقي من محطاتها ؟  تتواصل  التساؤلات  في  ح 2  / بعنوان  نقدا  للحر في أربعينيتها  ـ الجزء الخامس  والأخير  احتفاء  بمرور  40 عاما  على حركة الحر !   

22. مارس 2018 - 19:13

آخر الأخبار

تغطيات مصورة

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا