بسم الله الرحمن الرحيم
التجريم السياسي في موريتانيا
(الحلقة الثانية من تلبس القانون بالسياسة في موريتانيا)
بعيدا عن الأرقام الفلكية والتقارير الخيالية لوزارة الإقتصاد والمالية، وصلت نسبة الدين الخارجي إلى 106٪ من ناتجنا القومي قد يتساءل البعض كيف استطاعت الديون أن تصل إلى هذا الحد في الوقت الذي يفترض أن لا تزيد نسبة المديونية على 70٪ لدولة مثل موريتانيا أو 50٪ كحد أقصى لبعض الدول الأخرى المجاورة.
الأوطان قصص وحكايات، منها ما يحتفى به، ومنها ما يكون من نصيب سلال المهملات، وتلك سنة الحياة:
منذ مدة وأنا تراودني فكرة الإطلال على القراء بشكل منتظم، أو شبه منتظم، من خلال نشر بعض الملاحظات، والقراءات التي تبدو لي فكرة مشاركتها مع الجمهور أفضل من حبسها بين جدران دفتر الملاحظات، أو الاقتصار في نشرها على أعزائي من طلبة الإعلام في المؤسسات الأكاديمية، أو تركها تضيع في زحمة مشاغل الحياة.
في زمن بعيد قادني الحظ العاثر وأصدقاء السوء لسهرة عند فنانة غريبة الأطوار، واثقة بنفسها لدرجة الغرور، رغم أن صوتها يشبه فحيح أفعى عند الغناء في الطبقات الدنيا، وإذا رفعت عقيرتها تأكدت أن سيارة مسرعة فرملت داخل بلعومها الزلق.
لقد عرفت موريتانيا أنظمة متعاقبة حكمتها لعقود من الزمن فظل الفقر والفساد والتخلف سمتها الأساسية إلى أن قيض الله من ساس أمرها وضرب على أيدي مفسديها ووضع قطارها على سكة التنمية, إنه الرئيس محمد ولد عبد العزيز
طالعتُ بيان النيابة العامة الذي أصدرته اليوم، وكان أول شيء خطر ببالي بعد مطالعة هذا البيان هو أن العرب قد قالوا قديما بأن شر البلية ما يضحك.