صاحب الفخامة
إن ساكنة ولاية الحوض الغربي، مُكوِّن أصيل من الشعب الموريتاني، يحملون نفس صفاته الوراثية، و هم بطبيعتهم أوفياء للرؤساء بشكل عام، و كل رئيس بعد آخر يظهرون له من المساندة و الولاء ما لم يظهروه لسلفه، كما هو حال الشعب الموريتاني
ستنطلق القوافل ركبانا وسيرا على الأقدام رجالا و نساء، كبارا و صغارا، من نواكشوط و من مقاطعات الولاية وبلدياتها و سهولها و هضابها و جبالها و فيافيها، قاصدين مدينة لعيون و همهم الوحيد رؤيتك و الوقوف في طوابير قبل طلوع الشمس و حتى موعد قدومكم، تتقدمهم و تتوسطهم لافتات مـِلؤها عبارات الولاء لكم و الثناء على انجازاتكم و بخاصة زيارتكم هذه!!!...
و ستجدُهم جميعا في مكان السهرة، متحمسين يرددون هتافات التمجيد و الإطراء لشخصكم
سيدي الرئيس، إنهم موريتانيون بفطرتهم.
صاحب الفخامة.
لا تترك الملل والنعاس يتسلل إليك، فمداخلات الأطر و الوجهاء، مكررة و معادة و لا تحمل أفكارا و لا وصفا للواقع، و إنما هي منثور جميل، يبدأ بتمجيدكم و الثناء عليكم بشكل مُطوَّل، و قد يذيل بأن الغبن في التعيينات على أساس القبلية هو ما يتألمون له و يرجون تصحيح الخلل، إنهم لا يردون الكفاءات، و لا مشاريع البنى التحتية و لا منظومة حديثة للصحة و لا الإستثمار في التعليم،.... إنهم يريدون التعيين على أساس القبيلة فقط.
صاحب الفخامة.
إن مواطنيكم ما زالوا بعيدين كل البعد عن إدراك متطلبات البناء و ما زالوا على الفطرة الموريتانية القديمة، لا يفهمون معنى أن لهم دولة تستحق التضحية بالقبيلة و الجهة من أجل رفاه الجميع.
واقع مر يُنتج من العوائق و العقد ما يحول دون الوصول لأهداف المأمورية الثانية، لكن يبقى المُعوَّلُ عليه بعد الله سبحانه، هو إنفاذ القانون و إحقاق العدل، بمفهومه الشامل، رفع مظالم الغبن و نهب المال العام و إحقاق العدل في التوظيف، و توزيع الثروة...
و من جهة أخرى، الوقوف في وجه المتملقين المزايدين المتزلفين و التصامُمِ عن مديحهم و نفاقهم، و وضع حد لظاهرة التطبيل و نفخ الحناجر بعبارات المديح و الذم... الخ.
( النفاق لا يبني دولة و لا مستقبلا و لا كهرباء و لا رفاه).
صاحب الفخامة.
عليك الإستثمار في الإنسان الصالح، و في التعليم و في الصحة والبنى التحتية...الخ.
فإن باب التاريخ واسع قابل لولوج الأبطال الذين حرروا أممهم من التخلف و الأمية، ضيف و مغلق أمام من ضيع بلاده و مكنها من المفسدين.
و الله من وراء القصد.