مطالب شباب آدرار: رؤية للتنمية وتحديات الواقع المأساوي / محمد اعليوت

في إطار قرار الحكومة بإيفاد بعثات وزارية إلى ولايات الداخل لتحديد الاحتياجات التنموية، عبّر عدد من شباب ولاية آدرار عن مطالبهم العاجلة والتحديات التي تواجههم في ظل الوضع المزري الذي تعيشه الولاية في مختلف المجالات. 

من الصحة إلى المياه والكهرباء والزراعة، يظهر واضحاً أن شباب هذه الولاية يواجهون صعوبات جمة ويعبرون عن خيبة أملهم من التهميش المستمر رغم الوعود المتكررة.

الواقع التنموي في الولاية السابعة:

الشباب في هذه الولاية يواجهون مشكلات عديدة تؤثر بشكل مباشر على حياتهم اليومية, إذ يعتبرون أن الواقع المزري الذي تعيشه الولاية هو نتيجة لغياب الرؤية التنموية الشاملة، وغياب التخطيط السليم على مستوى المنتخَبين المحليين. 

فالعديد من المواطنين في الولاية يشتكون من تدهور الوضع الصحي، وتفاقم مشكلة المياه، وضعف في البنية التحتية للطاقة، بالإضافة إلى تدني مستوى القطاع الزراعي الذي يعتبر عماد اقتصاد الولاية.

مطالب الشباب:

في خضم هذه الأوضاع، يعبر الشباب عن مطالبهم التي يصفونها بالبسيطة ولكن الحاسمة بالنسبة لهم لتحقيق تحسينات جادة في حياتهم. 

تتوزع هذه المطالب على عدة محاور رئيسية، يمكن تلخيصها كما يلي:

التخلص من المنتخبين:
يرى العديد من الشباب أن المنتخبين المحليين هم السبب الرئيس في تأخير التنمية في الولاية، ويطالبون باستبعادهم من المعادلة السياسية في حال كانوا يقفون عائقاً أمام تحقيق المطالب التنموية. 

يعزو الشباب هذا التوجه إلى غياب المحاسبة من جانب المنتخبين، وعدم قدرتهم على تنفيذ المشاريع التنموية التي يحتاجها المواطن العادي في مجالات حيوية مثل التعليم والصحة.

البطالة ودعم الشباب:
يشير الشباب إلى تفشي البطالة في صفوفهم نتيجة لغياب الاستثمارات والمشاريع التنموية التي تدعمهم. يطالبون بتوفير التمويل الكافي للمشاريع الخاصة بهم، ويدعون إلى دعم التعاونيات النسوية والمبادرات التي تقدم حلولاً اقتصادية مستدامة، بما يساهم في الحد من البطالة.

الزراعة ودعم الإنتاج المحلي:
يعتبر الشباب أن الزراعة هي العمود الفقري للاقتصاد المحلي في الولاية, ورغم ذلك، يواجه المزارعون صعوبة في تسويق منتجاتهم الزراعية من الخضروات والحبوب، وهو ما يؤثر سلباً على استدامة الإنتاج.

 يطالب الشباب بتوفير الدعم الحكومي لحماية الإنتاج الزراعي، وتنظيم أسواق لتسويقه محلياً وعالمياً، لضمان اكتفاء ذاتي وتحقيق التنمية المستدامة.

تحسين قطاع الكهرباء:
من أكبر المشاكل التي يعاني منها سكان الولاية هي مشكلة الكهرباء، وخاصة في فصل الصيف عندما يتضاعف الطلب على الطاقة. 

يطالب الشباب بضرورة توفير مولد كهربائي جديد يمكنه استيعاب طاقة المدينة بشكل كافٍ. 

هذه الخطوة، إن تحققت، ستساهم بشكل كبير في تحسين جودة الحياة للمواطنين.

فك العزلة عن المناطق النائية:
تسعى مجموعات من الشباب إلى فك العزلة عن مناطق الإنتاج الزراعي والحيواني، مثل تلك الواقعة على طول طريق أطار شنقيط. يعتبر هذا الطريق من العوامل الرئيسة التي تقيد التنقل التجاري والزراعي داخل الولاية، وترميم الطريق الرابط بين أكجوجت أطار وفك العزلة عن قرية بةعبون ببلدية انتركنت وحل مشكل معبر تيفجار الرابط بين أظار و المداح ويأمل الشباب في تسريع وتيرة العمل على تحسينه.

التحديات والآمال المستقبلية:

بالرغم من هذه المطالب البسيطة، إلا أن الشباب يعربون عن يأسهم من عدم تحققها طالما استمر الوضع على ما هو عليه. 

فهم يرون أن التغلب على هذه التحديات يتطلب إرادة سياسية حقيقية ورغبة في تغيير الواقع من قبل المنتخبين الذين يعتبرونهم عائقا كبيرا أمام أي تطور حقيقي.

ويأملالسكنة في ولاية آدرار في أن تكون بعثات الحكومة الوزارية إلى ولايات الداخل خطوة نحو تشخيص واقعهم ومعالجة هذه القضايا بشكل عاجل. 

وإذا تم الاستجابة لمطالبهم، سيشعر الشباب أن جهودهم في التحفيز على التغيير والتنمية لم تذهب سدى.

ختاما:

يعكس موقف شباب الولاية السابعة حالة من الإحباط الكبير والبحث عن حلول عاجلة لمشاكلهم المتراكمة. 

يتمنون أن تتحقق مطالبهم، والتي تتراوح بين تحفيز التنمية الاقتصادية، ودعم المشاريع التنموية، وبين تحسين البنية التحتية الأساسية في مجالات الصحة والمياه والكهرباء. 

ولكن، يبقى التفاؤل محدوداً طالما لم يتم إحداث تغييرات جذرية في مستوى القيادة السياسية والمنتخبين في الولاية.

إن الأمل في تحسين الوضع يكمن في تحرك الحكومة بشكل سريع وفعّال، وتنفيذ مشاريع تنموية حقيقية تلبي احتياجات المواطنين في ولايات الداخل بما يضمن بناء مستقبل أفضل للأجيال القادمة.
 

4. janvier 2025 - 17:16

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا