أكد السفير الصيني في نواكشوط، تانغ جونغ دونغ، أن العلاقات بين بلاده وموريتانيا ستشهد آفاقا أكثر إشراقا للتنمية في العام الجديد.
السفير أشار في مقال صادر عنه إلى أن هذا العام تحل به الذكرى الـ 60 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وموريتانيا، معبرًا عن تقدير بلاده للإنجازات التي حققتها موريتانيا بصفتها الرئيس الدوري للاتحاد الإفريقي.
كما شدد السفير على استعداد الصين للعمل مع موريتانيا لتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع التعاون المربح للجانبين، وبناء مجتمع صيني موريتاني ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد، لتحقيق مستقبل مشرق من السلام والأمن والازدهار والتقدم.
السفير شرح موقف بلاده من المستجدات العالمية، مؤكدًا الاعتزاز بالعلاقات مع إفريقيا والوقوف مع شعوب الشرق الأوسط لكسب العدل والسلام والتنمية، ملفتًا إلى أن الصين من أسس واستفاد من النظام العالمي ما بعد الحرب العالمية الثانية وتدرك مسؤوليتها الدولية.
نص المقال:
إن الصين صديق مخلص للأشقاء العرب والإفريقيين
في الفترة من 5 إلى 11 مارس، انعقدت الدورة الثالثة للمجلس الوطني الرابع عشر لنواب الشعب الصيني في بكين. خلال الاجتماع، أجاب وانغ يي، عضو المكتب السياسي للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني ووزير الخارجية الصيني، على أسئلة الصحفيين حول السياسة الخارجية الصينية والعلاقات الخارجية وشرح موقف الصين.
إن الصين من أسس واستفاد من النظام العالمي ما بعد الحرب العالمية الثانية، فمن الطبيعي أن تكون من يدافع ويبني هذا النظام. تدرك الصين باعتبارها العضو الدائم في مجلس الأمن الدولي مسؤوليتها الدولية، وستحافظ بحزم على المكانة المحورية للأمم المتحدة، وتلعب دور العمود الفقري للمنظمة المتعددة الأطراف والممثل العادل للجنوب العالمي. إن الصين على استعداد للعمل مع كافة الأطراف على إحياء الغاية الأصلية لتأسيس الأمم المتحدة، والالتزام بمقاصد ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة، وإقامة منظومة حوكمة عالمية أكثر عدلا وإنصافا.
تعتبر الصين عضوا طبيعيا للجنوب العالمي، لأننا نتشارك تاريخا من النضال ضد الاستعمار والهيمنة، ونتحمل رسالة مشتركة لتحقيق التنمية والنهضة. يكون الجنوب العالمي أهم عامل من عوامل الاستقرار والازدهار للعالم. ينبغي للجنوب العالمي أن يقوي نفسه، ويبقى على الوحدة، ويحقق التنمية. تعتقد الصين أن البريكس تصبح حاليا ركيزة التعاون ومحرك النمو للجنوب العالمي. إن ديناميكية ستضفي أقوى على تقدم الجنوب العالمي. في هذا العام، ستستضيف البرازيل جنوب إفريقيا قمة البريكس وقمة مجموعة العشرين كل على حدة، بالإضافة إلى قمة منظمة شانغهاي للتعاون التي ستستضيفها الصين. علينا أن نلتزم بوضع التنمية في قلب الأجندة الدولية ونطلق صوتا موحدا في المحافل الدولية، من أجل الحفاظ على مصالحنا المشتركة، ومواصلة زيادة التمثيل وحق الكلام لنا في الحوكمة العالمية.
إن الصين كشريك استراتيجي لدول الشرق الأوسط وصديق مخلص للإخوة العرب. لن ينعم العالم بالأمن والأمان بدون الاستقرار في الشرق الأوسط، وظلت القضية الفلسطينية لب قضية الشرق الأوسط. إن قطاع غزة ملك للشعب الفلسطيني، وجزء لا يتجزأ من الأراضي الفلسطينية. أي عمل لتغيير وضع غزة قسرا لا يمكن أن يأتي بالسلام، بل سيثير اضطرابات جديدة. ستواصل الصين الوقوف إلى جانب شعوب الشرق الأوسط بكل ثبات لكسب العدل والسلام والتنمية، وتدعم دول الشرق الأوسط للتحكم في مستقبلها ومصيرها واستكشاف الطرق التنموية بإرادة المستقلة، بما يحقق في يوم مبكر السلام والنهضة اللتين تحلم بهما.
ظلت الصين وإفريقيا صديقين حميمين وشريكين طيبين وأخوين شقيقين يشاركان في مستقبل مشترك. تحت القيادة المشتركة من قبل الرئيس شي جينبينغ وقادة الجانب الإفريقية، دخلت العلاقات الصينية الإفريقية أفضل مراحلها في التاريخ، حيث أقامت الصين علاقات الشراكة الاستراتيجية مع كافة الدول الإفريقية التي لها العلاقات الدبلوماسية مع الصين، وتم ترقية طبيعة المجتمع الصيني الإفريقي للمستقبل المشترك إلى مستوى "في كل الأجواء". تعتبر إفريقيا أرضا واعدة للقرن الـ21، فلن يتحقق التحديث في العالم ما لم يتحقق التحديث في إفريقيا. ينبغي للعالم أن يصغي إلى صوت إفريقيا ويهتم بهمومها، ويدعم إفريقيا للسير على طريق تنموي جديد متسم بالاستقلالية وتقوية الذات.
يصادف هذا العام الذكرى الستين لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وموريتانيا. وبفضل التوجيه الاستراتيجي لرئيسي الدولتين، فإن العلاقات بين الصين وموريتانيا ستشهد بالتأكيد آفاقا أكثر إشراقا للتنمية في العام الجديد. وتقدر الصين عاليا الإنجازات التي حققتها موريتانيا بصفتها الرئيس الدوري للاتحاد الأفريقي، وإن الصين على استعداد للعمل مع موريتانيا لتعميق الثقة السياسية المتبادلة، وتوسيع التعاون المربح للجانبين، وبناء المجتمع الصيني الموريتانيي ذي مستقبل مشترك في العصر الجديد، والتعاون مع الجنوب العالمي لتحقيق مستقبل مشرق من السلام والأمن والازدهار والتقدم.
