لقد أينعت الرؤوس أيها الوزير / الشيخ البال

يشكل قطاع الصحة إحدى الركائز الأساسية في تنمية الدولة  فهو لايقل أهمية عن قطاع التعليم ، فبتحسّنه تتحسّن جودة الحياة للمواطن، على جميع نواحي الحياة، وبتدهوره يتدهور المستوى الإجتماعي والإقتصادي للمواطن مما ينعكس سلبا على الدولة برمتها،
ومن هذا المنطلق يتضح جليًا لأي مراقب خارجي أهمية قطاع الصحة في تنمية وبناء وإزدهار الدوّل ، ولذلك كان لهذا القطاع  نصيب الأسد  من  الميزانيات السنوية للدول التي تحترم شعبها ، طبعا هنا أستثني دولتنا الفريدة من نوعها في كل شيئ تقريبا.

فهو قطاع كالمضغة التي في الجسد يصلح بصلاحها ويفسد بفسادها ،

ورغم الميزانية الخجولة التي تخصصها الدولة لهذا القطاع الحيوي ، والتي تظهر عجزها  في كل نهاية سنة ماليّة ، وتشكل عائقا  أمام إنتشاله، هنالك عائق آخر ينضاف لتلك المعانات ألى وهو الصراع الداخلي الذي بمثابة مرض مناعيٍ ينخرها من الداخل ، ولايمكن لهذا القطاع النهوض إلاّ بتصفيته من تلك الرؤوس التي يبدو بأنها قد أينعت وآن للوزير قِطافها ، وإلاّ فسيظل يحاول الإصلاح جاهدا  والسير قُدما نحو تحقيق نظام صحيّ عصريّ ومتكامل ، ولكن المفسدين من داخل القطاع سيعترضون طريقه كما فعلوها بسلفه الدكتور والوزير السابق نذيرو ولد حامد -الذي إستبشرنا خيرا بتعيينه وأصابنا الإحباط واليأس بعزله- ،عندما أراد إعادة القطاع إلى سكته ولكن لمّا تبيّن للمفسدين بأن تلك الإرادة تتعارض مع مصالحهم ، أزاحوه - أضاعوه وأيُّ فتًا أضاعوا- فهم لايقبلون ولايُسايِرون إلاّ وزيرا على مَقاسِهم.
فإذا كان هذا الوزير يسعى للإصلاح الجذري وهو مايبدو عليه منذ تعيينه، فعليه إجتثاث كل من يعترض طريقه نحو الإصلاح بدءاً بمن هم قريبين منه وصولا إلى أبعدهم وأقلهم رتبة (الأمين العام، مدير الديوان، المستشارين، المكلفين بمهام، المدراء ......وصولا إلى البواب وسائق سيارة الإسعاف),

 
هي حرب ضد الفساد وسير ضد تيّار جارف قويٍ تقتضي الكثير من قوة الإرادة والمهنيّة والكاريزما، بعيدا عن التسيّس والجهوية والإنتقائية وتصفية الحسابات .
هي حرب تعودنا نحن المتفرجون عليها أن يخرج  فيها حلف الفساد منتصرا رافعا عَلمه مُرفرفا تتراءا شعاراته التي تقول " نعم للإصلاح، يسقط المفسدون، النصر حليفنا"
هي شعارات تذكر بالّتي كان يُردّدها الثعلب ذات يوم عندما تقمّص جلباب الواعظين في قصته المشهورة.

تعودنا على رفرفة ذلك العَلم في نهاية كل حرب يخوضونها ، حتى أن البعض منّا أصابه الإحباط من محاولات الإصلاح ففقد الأمل وأستسلم أمام قوة وعزيمة هؤلاء المفسدين.

فمتى سينتصر جناح الإصلاح ؟، ومتى سيستعيد المواطن ثقته في الدولة ؟ ألى تكفي العقود التي مرّت من اليأس والإحباط والخذلان؟
وبوصفي أحد المتأثرين بالمفكر علي شريعتي أذكر بمقولته الشهيرة  "إذا لم تستطع رفع الظلم فأخبر عنه الجميع"
والسلام
المهندس الشيخ البال

18. mars 2025 - 17:47

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا