إلى كل زميل وصديق في بلاط صاحبة الجلالة / يحياوي محمد الأمين يحيى

في هذا اليوم الأغر، اليوم العالمي للصحافة، الذي يحتفي بالكلمة الحرة والسلطة الرابعة، أتوجه إليكم بقلب مُحبٍّ وقلمٍ وإن كان يرتعش قليلاً بين أناملي التي فقدت نعمة البصر، لكنها ما زالت تتلمس دروب الحقيقة وتسعى لنقل نبض الشارع وهمسات الضمير.

قد يتبادر إلى أذهانكم: كيف يكتب صحفي كفيف؟ أقول لكم: العين قد تُغلق، لكن القلب يرى، والروح تشعر، والذاكرة تختزن صور الماضي القريب والبعيد. أستمع إلى العالم بأذني، وأتلمس قضاياه بوجداني، وأعيد صياغتها لكم بمداد الأمل والإصرار.

لقد عشت بينكم وبين سطوركم، أتقاسم معكم لذة الخبر العاجل وسعينا الدؤوب وراء المعلومة الصادقة. واليوم، وأنا على هذه الضفة الأخرى، ضفة الصمت البصري، أدرك أكثر من أي وقت مضى قيمة الكلمة، وأهمية الصورة التي كنتم تنقلونها بأعينكم لتستقر في عقول وقلوب الناس.

تذكروا دائماً أن أقلامكم ليست مجرد أدوات للرصد والتسجيل، بل هي مشاعل تنير الدروب المظلمة، وأصوات للذين لا صوت لهم، وحصون للدفاع عن الحق والعدل. كونوا أمناء على هذه الرسالة النبيلة، ولا تهنوا ولا تستكينوا أمام التحديات، فمهنتنا هي ضمير الأمة وذاكرتها الحية.

في هذا اليوم، أحيي كل صحفي حر وشريف، يقف في وجه الطغيان ويكشف الزيف ويناصر الحق. أحيي أرواح الشهداء الذين رووا بدمائهم الزكية أرض الكلمة الحرة. وأدعو لكم جميعاً بالتوفيق والسداد في رسالتكم السامية.

وإن غابت عيناي عن رؤية سطوركم، فقلبي ما زال يقرأ نبض كلماتكم، وروحي تتواصل مع أرواحكم الطاهرة.

محبكم وزميلكم الدائم،

يحياوي

صحفي فقد بصره، لكن بصيرته ما زالت متقدة.

36781212

 

 

4. mai 2025 - 12:40

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا