نظّمت شبكة المستقبل، بالتعاون مع موقع الفكر، مساء اليوم بنواكشوط، أمسية تأبينية للشيخ الراحل محمدن عبد الرحمن ولد أحمد، الملقب ”ولد فتى”، وذلك بمشاركة نخبة من العلماء والأدباء وتلامذة ومحبي الفقيد.
استُهِلَّت الأمسية بتلاوة آيات من الذكر الحكيم مع الإمام محمد الأمين ولد اجاه، تلتها كلمة لرئيس شبكة المستقبل، المهندس إسحاق ولد الكيحل، أثنى فيها على الفقيد، معددًا بعضًا من مناقبه، ومشيرًا إلى لحظات خالدة جمعته به في السفر والحضر، حيث مجالس العلم وخرجات الدعوة، حسب وصفه، راجيًا له من الله الرحمة والغفران.
وبدوره، ألقى رئيس موقع الفكر، الأستاذ محمد عبد الله ولد محمد، كلمة نوّه في مستهلها بأن شخصية الراحل “العلامة ولد فتى” قد أخذت مكانًا رفيعًا في تاريخ التربية والتعليم في هذه البلاد وخارجها، موضحًا أن منهجيته العلمية صاغتها همته العالية، وإصراره على التحصيل، وقدرته على التوصيل، حيث نشأ وارثًا لأجيال علمية، حسب تعبيره.
الأمسية شهدت كلمة لأسرة الفقيد، ألقاها ابنه محمد يحيى، الذي شكر شبكة المستقبل وموقع الفكر على هذا التأبين، مثمنًا حضور العلماء والوزراء والسفراء والمفكرين والأدباء وقادة الرأي، سائلًا المولى أن يجعل خطاهم في ميزان حسناتهم.
نجل الفقد أضاف أن موت العلماء ثُلمة في الدين ومصابٌ لجميع المسلمين، معزيًا الحضور وجميع الموريتانيين والأمة الإسلامية في الفقيد، سائلًا الله أن يلهمهم الصبر على فقده.
كما شهدت الأمسية كلمة لعمدة بلدية لكصر، محمد السالك ولد عمارو، رحّب فيها بالحضور ومحبي الشيخ، مبرزًا أن الشيخ كان مثالًا في الورع والعلم والتواضع، خدم الدين والمجتمع بصمتٍ وإخلاص، وترك أثرًا لا يُمحى في تلامذته وكل معارفه.
وقد تقدّم باسم بلدية لكصر بخالص التعازي لأسرة الفقيد ومحبيه، سائلًا الله أن يجزيه خير الجزاء وأن يسكنه فسيح جناته، موجّهًا جزيل الشكر للمشرفين على تنظيم هذه الأمسية التأبينية.
من جهته، ألقى الوزير السابق للشؤون الإسلامية، الداه ولد أعمر طالب، كلمة استهلها بتحية تلامذة الشيخ ومحبيه، قائلًا إن التحدث عن قامة علمية من أمثال الشيخ أمرٌ في غاية الصعوبة، مؤكدًا أنه كان مدرسةً جمعت بين العلم العقلي والنقلي، والفكر والأدب والطرافة، وأنه تميز بتشكيله لوحةً فنيةً للجميع، من أدباء وطلاب وظرفاء ودعاة.
الأمسية تضمنت مداخلات متفرقة وإلقاءات شعرية في رثاء الفقيد، واستعراضًا لبعض من أخلاقه، متمنين له الرحمة والمغفرة، وأن يبارك الله في خلفه.