دور إنجاز وعود رئيس الجمهورية في مجال تمكين وتشغيل الشباب في الحد من هجرة الشباب الموريتاني / التوفيق سيدي بكاري

لطالما شكلت هجرة الشباب الموريتاني نحو الخارج، ولا سيما نحو أوروبا والولايات المتحدة الأمريكية، هاجسًا يؤرق الدولة والمجتمع. حيث تتعدد دوافع هذه الهجرة، والتي من أهمها البطالة، وغياب الأمل في مستقبل مهني داخل البلاد. غير أن السنوات الأخيرة شهدت تحولًا لافتًا في هذا السياق، مع مباشرة الحكومة، تحت إشراف فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، تنفيذ عدد من البرامج والمبادرات التي تستهدف تمكين الشباب اقتصاديا وتوفير فرص عمل كريمة لهم داخل الوطن.

حيث جعل فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني منذ تسلمه مقاليد الحكم في البلاد من قضايا الشباب أولوية وطنية، تُرجمت على أرض الواقع عبر إطلاق حزمة من المشاريع الرامية إلى تمكين الشباب وخلق فرص العمل، منها لا للحصر: 
•    برنامج “مشروعي مستقبلي”: الذي مَوّل آلاف المشاريع الصغيرة للشباب في مختلف الولايات، وأسهم في خلق الآلاف من فرص العمل المباشرة وغير المباشرة.
•    إنشاء صندوق تمويل المؤسسات الصغيرة والمتوسطة: برأسمال معتبر، لتسهيل ولوج الشباب إلى التمويل وتعزيز ريادة الأعمال.
•    إطلاق فضاءات العمل ودور الحاضنات الجهوية: التي تقدم التكوين، والمرافقة، والدعم الفني والتقني لأصحاب المشاريع الشبابية.
•    إصلاحات قطاعية (التعليم المهني، الفلاحة، الصيد...): تهدف إلى مواءمة التكوين مع متطلبات سوق العمل، وتشجيع الشباب على الانخراط في قطاعات منتجة.

وتشير المعطيات الميدانية إلى تراجع نسبي في معدلات الهجرة السرية خلال السنوات الأخيرة، ويُعزى ذلك، في جزء كبير منه، إلى توفر بدائل واقعية داخل البلاد. وقد لعبت البرامج الموجهة للشباب دورًا محوريا في هذا التحول من خلال:
•    استعادة الثقة في الدولة: عبر الوفاء بالوعود الانتخابية وتمكين الشباب من امتلاك وسائل الإنتاج.
•    تحقيق النجاح المحلي: حيث باتت قصص نجاح الشباب في كل الولايات الوطنية مصدر إلهام ونموذج يُحتذى.
•    ربط التشغيل بالكرامة: عبر إتاحة فرص عمل تضمن دخلا مستداما دون الحاجة إلى المخاطرة عبر الهجرة غير النظامية.

وقد جسدت وعود فخامة رئيس الجمهورية التزامًا أخلاقيًا وسياسيًا بإعادة بناء عقد اجتماعي جديد مع الشباب، يقوم على:
•    المشاركة في التنمية: من خلال إدماج الشباب في الحياة الاقتصادية عبر آليات الشفافية والتكافؤ.
•    العدالة المجالية: إذ تستهدف البرامج كافة الولايات والقرى، مما يرسخ شعورًا بالعدالة والإنصاف.
•    دعم الإبداع والابتكار: عبر مسابقات وطنية، وجوائز تحفيزية، ومرافقة مستمرة للمبادرين الشباب.
وهنا يمكننا القول بإن ما تحقق حتى الآن من إنجازات في مجال تمكين وتشغيل الشباب منذ تولي فخامة رئيس الجمهورية السيد محمد ولد الشيخ الغزواني لمقاليد الحكم في البلاد، وإن لم يكن نهاية المطاف، إلا أنه يمثل خطوة استراتيجية في الاتجاه الصحيح، ورسالة طمأنة للشباب بأن وطنهم يسعهم وبأن المستقبل يمكن أن يُصنع هنا، لا هناك. وتبقى الاستمرارية والتقييم والتطوير عناصر ضرورية لضمان أن تتحول هذه الوعود إلى ثقافة وسياسة دائمة، تنهي النزيف البشري، وتؤسس لجيل موريتاني يؤمن بالوطن ويعمل من أجله بجد ووطنية وإخلاص. 

 

أ‌.    التوفيق سيدي بكاري

رئيس الرابطة الوطنية لحملة الشهادات العاطلين عن العمل

 

 

26. mai 2025 - 13:05

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا