موريتانيا أولاً.. الوطن فوق الجميع / التوفيق سيدي بكاري

في الوقت الذي تتجه فيه بلادنا، الجمهورية الإسلامية الموريتانية، بخطى ثابتة نحو الاستقرار وتعزيز المؤسسات، يطل علينا بعض المتشائمين بخطابات سوداوية ومزاعم تفكيكية لا تمت إلى الواقع بصلة. مزاعم تغذيها أجندات خاصة وتوجهات ضيقة تحاول التشكيك في وحدة شعبنا وتلاحم مؤسساته.

إن محاولات النفخ في نار العنصرية، وبث التفرقة بين مكوناتنا الاجتماعية، واتهام مؤسستنا العسكرية الوطنية بالتحكم في الشأن السياسي، كلها دعاوى مرفوضة وخطيرة، لا تخدم إلا أعداء الوطن. لقد أثبت الشعب الموريتاني في أكثر من محطة أنه أوعى من أن ينجر خلف تلك الدعوات المسمومة، وأن وحدته الوطنية خط أحمر لا يمكن تجاوزه.

كما أن التشكيك في مصداقية الاستحقاقات الانتخابية المقبلة، والتهديد ضمنياً أو صراحةً بأن نتائجها إذا لم تأتِ على هوى البعض ستؤدي إلى تفكك الدولة، هو خطاب عبثي لا يليق بمسؤول أو سياسي يدّعي الغيرة على البلد. فالديمقراطية ليست لعبة مضمونة النتائج، بل هي تنافس شريف ضمن أطر قانونية ومؤسساتية تحترم إرادة الشعب.

لقد اختار شعبنا، عن وعي وإدراك، السير خلف نهج رئيس الجمهورية، فخامة السيد محمد ولد الشيخ الغزواني، الذي أثبت خلال سنوات قيادته للبلاد التزاماً حقيقياً بنهج الإصلاح، والانفتاح على الجميع، ومدّ جسور الحوار، وتعزيز الدولة ومؤسساتها. وهو نهج يتطلب من الجميع، موالاة ومعارضة، التجاوب معه بروح المسؤولية، لا بتأجيج الفتن أو تزييف الوعي.

أما قواتنا المسلحة وقوات أمننا الباسلة، فإنها تظل العمود الفقري لاستقرار هذا البلد. فبدلاً من محاولة النيل من سمعتها أو التشكيك في دورها الوطني، ينبغي أن نوجه لها التحية والتقدير لما تبذله من تضحيات في سبيل حماية حدودنا وصيانة سيادتنا، وردع كل محاولات زعزعة أمننا الداخلي. وهي المؤسسة التي أثبتت، على مرّ تاريخنا، انضباطاً وولاءً للجمهورية، وقدرة على إفراز قيادات وطنية تتحلى بالكفاءة والإخلاص، متى ما دعت الحاجة ومتى ما اختارها الشعب.

إن النيل من سمعة من اختاروا بأنفسهم الدفاع عن الوطن، بدمائهم وأرواحهم، هو إساءة للوطن ذاته. وهم لا يستحقون منا سوى الاحترام والتقدير ومنح الثقة، لا التشكيك والطعن.

ختاماً، فلنكن جميعاً، كل من موقعه، حماة لهذا الوطن، أوفياء لوحدته، داعمين لمساره، متشبثين بالأمل، رافضين لكل دعوة للفتنة أو التفرقة أو التشكيك. فموريتانيا أغلى، ومصلحتها فوق كل اعتبار.

أ.التوفيق سيدي بكاري

 

 

4. juin 2025 - 11:18

أحدث المقالات

كتاب موريتانيا