كنت مولعا بالأشياء الغريبة وخاصة تلك التى تتعلق بالفضاء ومنها “قلب الريشات” أوعين الصحراء عندما قرأت عنه في المجلات العلمية ووكالة ناسا التي صنفته من بين عشر مواقع حيرت العلماء…
وقد سافرت اليه شخصيا لأتكد من أن هذا الموقع الذي تتحدث عنه وكالة ناسا هو قلب الريشات أو عين الصحراء الموجود في آدرار موريتانيا وبالذات وادان وقد كتبت عنه مقالات بعناوين مختلفة: وادان وموقعه الجيلوجي الذي حير العلماء.!! هل تستثمر موريتانيا في قلب الريشات او عين الصحراء لتخلق سياحة ثقافية؟!
ولكنه في كل مرة تتكشف عنه حقائق جديدة…..؟!
عرفه رائد الفضاء كيلى عبر موقع تمبلر بقوله:
تقع هذه الصورة في الحد الغربي للصحراء الكبرى في وسط موريتانيا..
وهو بالذات الوصف الدقيق لقلب الريشات الذي يبعد عن مدينة وادان الأثرية 25 كلم..
وهي عبارة عن شكل دائري يتكون من دوامة صخرية محفورة في الصحراء في عمق كبير جدا يبلغ قطرها حوالي 35كلم وتحيط بها هالة زرقاء اشبه ببؤبؤ عين زرقاء في وسط الصحراء (الصورة).
لكن الاكتشاف الأول يرجع إلى الباحث الفرنسي تيدور مونو في ثلاثنيات القرن الماضي الذي كرس حياته للبحث في صحراء موريتانيا وهو أعرف بموريتانيا من الموريتانيين أنفسهم…
يعتبر حفرة الريشات أو قلب الريشات أو عين الصحراء لغزا لايزال محيرا للعلماء..
وترى إحدى الفرضيات أن شكل المرتفع الصخري الذي يمتد على مسافة 50كلم مربع يشبه فوهة بركان إلا أن عدم وجود فوهة أو منبسط داخل “الكلب” وخلوه من الضخور الحادة يدحض هذه الفرضية..
نظرية أخرى تقول بعوامل التعرية والنحت في تشكل منعرجات “الكلب ” الدائرية هو الاحتمال الارجح ، لكن هذا لا يفسر الشكل الدائري الذي ما يزال لغزا محيرا حتى الآن…
هناك جدل علمي حول ماهيته فبعض العلماء يقول إنه حفرة ناتجة عن نيزك ضرب تلك المنطقة والبعض يقول إنه بركان خامد قديم..
والبحث الموجود إلى حد الآن الذي حصلنا عليه هو البحث الذي قام به غويلايوم ماتون من جامعة كبك -كندا لتحضيره لرسالته الدكتوراه فبعد اخذ أكثر من 100 عينة صخرية استنتج أنها قبة قد حصلت نتيجة صهارة عظيمة استقرت قبل 90 مليون سنة فرفعت الصخور التي فوقها من: كاربوناتايت ,كابرو و كيمبرلايت..
ولا تزال البحوث جارية في هذا المجال غير أن الاهتمام الأكبر بهذا الموقع الفريد من نوعه لم يعد بتلك الوتيرة أيام السياح وعلماء الغرب في العقود الماضية..
لذا يجب على الدولة الموريتانية أن تلتفت على جناح السرعة إلى هذا المعلم الغريب من نوعه على وجه الأرض بشهادة الجامعات والمعاهد العلمية المختصة بما فيها وكالة ناسا الأمريكية..
وأن يكون محمية طبيعية لأهميتها العلمية. ولعل الأولية الآن تكمن في إنشاء طريق معبد والتواجد الأمني والمرافق العمومية الضرورية…
وهنا أرى شخصيا أن يأخذ رئيس الجمهورية محمد ولد الشيخ الغزواني زمام المبادرة وينشأ هيأة متعددة الاختصاصات تسهر على تنمية المواقع الجيولوجية والأثرية عموما وقلب الريشات خصوصا مما سيشكل نواة للسياحة الثقافية والعلمية في موريتانيا…
هذه بعض الكنوز الموريتانية التي مازالت مهملة الى يوم الناس هذا!!
صحيح ان جائحة كورونا انهكت الاقتصاد العالمي عامة والموريتاني خاصة ومنه السياحة ولكن ماسيوفره
“قلب الريشات” للدولة على الصعيدين الاقتصادي والعلمي لايقدر بثمن يكفي انه من الظواهر الأكثر غرابة على وجه الأرض، وقد صنفته وكالة الفضاء الأمريكية مؤخراً ضمن الظواهر الطبيعية العشر الأكثر غرابة في العالم،.فهو ابرز موقع جيولوجي على العموم. كما أعلنت عن ذلك عدة جهات مختصة.بل يعتبر زيادة على هذا كله المكان الوحيد على الأرض الذي يرشد رواد الفضاء إلى الأرض…
فهل تلتفت الدولة الى هذا المعلم المحير للعلماء؟ ام انها ستتركه على حاله مكتفية بتلقى معلوماته المدهشة من الاخر؟!